كانت «النية» أن أسرد بعض عيوب كتبة الرأي، فمنعني الخوف من تأويل خاطئ، أو رجم بالغيب، لذلك سأسرد عيوبي، مع الإشارة إلى أن العيوب أدناه ليس لها علاقة بأي كاتب أجمل مني قلماً، وأرقى وعياً.
يتصدر عيوبي، اعتقادي بأن رأيي صواب دوماً - غرور الكاتب - وأن عينيّ أكثر زرقة من كاهنة اليمامة، فيهما «مجهر» يقرأ تفاصيل لا يراها الناس، ومصابيح نور لا تنطفئ، يمتد نورها مسافة عشرات السنين، وأتدثر أجنحة هدهد سليمان، ثم اكتشفت بأنني الأعشى وفانوسه، أكتب الوهم بعد الوهم، باختصار «فاضي عامل قاضي».
قدمت – يالغبائي – جرعات نصح لحملة شهادات عليا، ومناصب كبرى، بينما الثانوية العامة «بالدف» مع حالة رسوب وإعادة ثاني ثانوي، ولم تقبلني جامعة - دلالة على بلادتي - ومع ذلك أعتقد أنني أفهم التعليم العالي أكثر من وزير، فعدم قبولي في جامعة صنع مني ضحية «عقد نقص»، ويدفعني إلى الثأر.
أتوهم – يالسخفي – بأنني مركز دراسات اقتصادية، يكتب – وهماً – نظريات اقتصاد، وأطروحات لمليارديرات ومليونيرات، لهم أرصدة مالية وثروات تبني وتهد بنوكا، يملكون قصوراً في عواصم العالم، شاليهات على شواطئ ساحرة، طائرات، أسطول سيارات، شركات، لوحات فنية نادرة، أسهما، ونعيماً من الله مديد، وهذه «عقدة نقص جديدة»، نابعة من عدم امتلاكي منزلا، وعدم امتلاك والدي رحمه الله منزلا، كذلك انحسار رصيدي البنكي في خانة الأصفار الأربعة فقط.
يتضح لي الآن أن «عُقد النقص» هي الكاتب، وليس أنا، هي سيدة الموقف، وكلما اجتاحتني موجة عقدة نقص تعلقت بقطعة قلم، وبدأت التجديف، وهذا أحد أسباب عدم انتمائي لطيف محدد (سياسة، فن، اقتصاد.. إلخ)، مجرد بعير أعور يمشي كخبط عشواء، أو بلهجتي القح «بعير يهابد».
اكتشفت الآن مأزقا جديدا، وهو أنني كنت «أغازل» أهل الرأي والسلطة، - يالحيرتي – هل كنت صادقا بما كتبته، أو أنني كنت أخفي غضبا، وحقدا، بأنني متروك على الرصيف، مُهمل، منبوذ، فكل مناصب «الاستشارية» لم تنادني، ومنحت نفسها لبعض «تلاميذي»، (ياللغرور – هذا سخف آخر – يصدر عني، الاعتقاد بأنني كنت معلما شاطرا)، بل لم يك هناك إهمال، أو محاباة، أنهم أشطر مني، أنهم يستحقون الاستقطاب، فقط أصابتني غيرة وغرور، ويجب السعي للتخلص من عقدة النقص الثالثة.
وصلنا إلى «الإخوان» عشرات المقالات، لم يرف لهم جفن، ولم ينقهم من عطن، وكأنني كنت أمشي على الماء، لا أثر موجودا، ولا سلامة من غرق، رغم أنني كنت ناصحا أمينا، ولا أعتقد أنها مبنية على عقدة نقص، فليس لديهم شيء أتمناه، ولا أرغب في مالهم، أو جمهورهم، لم أك منتميا سابقا، منسحبا لاحقا، ولا أفهم حتى الآن لماذا لهم عقيدة وأنصار.
الخلاصة الهامة: كلما زادت عقد النقص لدى حامل قلم، زادت قدرته على «التلطيش»، خاصة المنتمين إلى المستوى الأدنى من الطبقة الوسطى، فقلة المال كانت مسؤولة عن نصف مدح أو هجاء الشعر العربي، فأغلب الكتاب العرب إما شاعر ناجح، أو شاعر فاشل، وأيضاً أكرر أن كل ما كتبته كان انعكاس عُقدة نقص.
jeddah9000@
jeddah9000@hotmail.comm
يتصدر عيوبي، اعتقادي بأن رأيي صواب دوماً - غرور الكاتب - وأن عينيّ أكثر زرقة من كاهنة اليمامة، فيهما «مجهر» يقرأ تفاصيل لا يراها الناس، ومصابيح نور لا تنطفئ، يمتد نورها مسافة عشرات السنين، وأتدثر أجنحة هدهد سليمان، ثم اكتشفت بأنني الأعشى وفانوسه، أكتب الوهم بعد الوهم، باختصار «فاضي عامل قاضي».
قدمت – يالغبائي – جرعات نصح لحملة شهادات عليا، ومناصب كبرى، بينما الثانوية العامة «بالدف» مع حالة رسوب وإعادة ثاني ثانوي، ولم تقبلني جامعة - دلالة على بلادتي - ومع ذلك أعتقد أنني أفهم التعليم العالي أكثر من وزير، فعدم قبولي في جامعة صنع مني ضحية «عقد نقص»، ويدفعني إلى الثأر.
أتوهم – يالسخفي – بأنني مركز دراسات اقتصادية، يكتب – وهماً – نظريات اقتصاد، وأطروحات لمليارديرات ومليونيرات، لهم أرصدة مالية وثروات تبني وتهد بنوكا، يملكون قصوراً في عواصم العالم، شاليهات على شواطئ ساحرة، طائرات، أسطول سيارات، شركات، لوحات فنية نادرة، أسهما، ونعيماً من الله مديد، وهذه «عقدة نقص جديدة»، نابعة من عدم امتلاكي منزلا، وعدم امتلاك والدي رحمه الله منزلا، كذلك انحسار رصيدي البنكي في خانة الأصفار الأربعة فقط.
يتضح لي الآن أن «عُقد النقص» هي الكاتب، وليس أنا، هي سيدة الموقف، وكلما اجتاحتني موجة عقدة نقص تعلقت بقطعة قلم، وبدأت التجديف، وهذا أحد أسباب عدم انتمائي لطيف محدد (سياسة، فن، اقتصاد.. إلخ)، مجرد بعير أعور يمشي كخبط عشواء، أو بلهجتي القح «بعير يهابد».
اكتشفت الآن مأزقا جديدا، وهو أنني كنت «أغازل» أهل الرأي والسلطة، - يالحيرتي – هل كنت صادقا بما كتبته، أو أنني كنت أخفي غضبا، وحقدا، بأنني متروك على الرصيف، مُهمل، منبوذ، فكل مناصب «الاستشارية» لم تنادني، ومنحت نفسها لبعض «تلاميذي»، (ياللغرور – هذا سخف آخر – يصدر عني، الاعتقاد بأنني كنت معلما شاطرا)، بل لم يك هناك إهمال، أو محاباة، أنهم أشطر مني، أنهم يستحقون الاستقطاب، فقط أصابتني غيرة وغرور، ويجب السعي للتخلص من عقدة النقص الثالثة.
وصلنا إلى «الإخوان» عشرات المقالات، لم يرف لهم جفن، ولم ينقهم من عطن، وكأنني كنت أمشي على الماء، لا أثر موجودا، ولا سلامة من غرق، رغم أنني كنت ناصحا أمينا، ولا أعتقد أنها مبنية على عقدة نقص، فليس لديهم شيء أتمناه، ولا أرغب في مالهم، أو جمهورهم، لم أك منتميا سابقا، منسحبا لاحقا، ولا أفهم حتى الآن لماذا لهم عقيدة وأنصار.
الخلاصة الهامة: كلما زادت عقد النقص لدى حامل قلم، زادت قدرته على «التلطيش»، خاصة المنتمين إلى المستوى الأدنى من الطبقة الوسطى، فقلة المال كانت مسؤولة عن نصف مدح أو هجاء الشعر العربي، فأغلب الكتاب العرب إما شاعر ناجح، أو شاعر فاشل، وأيضاً أكرر أن كل ما كتبته كان انعكاس عُقدة نقص.
jeddah9000@
jeddah9000@hotmail.comm