-A +A
فواز الشريف
كنت فيما سبق أراهن على أهمية الاتحاد لدى جماهيره كما هو الحال بالنسبة لبقية المدرجات وبقية الأندية واعتبرت ما مرت به من انقسامات ما هي إلا نتيجة الإحباط المتراكم لجماهير فريق كان حتى الأمس القريب سيد القارة ونمرها المتوحش الذي جعل من ملعب الأمير عبدالله الفيصل مقبرة آسيوية لعمالقتها، وقفز بسجله الذهبي خلال عقد ونصف تقريباً ليتجاوز أندية فرشت الأرض لها حريراً منذ تأسيسها حتى أصبح أحد أشهر أندية كرة القدم وامتدت علاقته بالناس متجاوزاً حدود الوطن.

نعم راهنت على أن هذه الانقسامات ستتلاشى وسيعود مدرج العميد «موطن كرة القدم» إلى تصدير أناشيده العذبة كما هي عادته ورسالته المثلى، لكنني صدمت خلال الأيام الماضية لاختلاقهم انقسامات جديدة حول المدرب التشيلي سييرا وفتح ملف الاستمرار من عدمه في وقت حساس أضر بنتائج الفريق وعكَّر المزاج العام لدى المتفائلين بعودة فريقهم المتوقعة لأمسيات الفرح و«التيفو» وأشياء أخرى.


لقد تغير بالفعل مدرج «القلب الأبيض» و«الإنسان البسيط» تغيراً كبيراً حين استمرأ شجعانه «الجدل» وواصلوا فراق المحبين وتشتيت عائلتهم الكبيرة وقطع شجرتهم الوارفة، وهم الذين كانوا مضربا لنشر الشوق و«الشوق غلاّب»، رغم أن معالي المستشار تركي آل الشيخ قد وهب الاتحاد «شهقة الحياة» بإعلانه الرسمي عن قبول رجل الأعمال الشاب نواف المقيرن الرئاسة بدعم مادي لا مثيل له مع نهاية العقوبة الدولية المفروضة على النادي.

ترى من يسعى دوماً لإشعال هذا المدرج ويشغله عن دعم ناديه ويعمد إلى تعكير أجوائهم، وإشعارهم أن خلف كل قرار طرفاً آخرَ يقوم بذلك نكاية في الطرف الآخر. وقد مرت الأيام الجميلة من أعمارهم بطريقة بيزنطية تعيدهم دوماً للمربع المحبط؟

أنا مدرك أن الضجيج بالغ مداه لدى الاتحاديين، لكنني كعادتي ومعرفتي بالمشجع الاتحادي المخلص سأعاود الكرة وأراهن بأنهم سيلتزمون الهدوء حتى نهاية الموسم، ثم سيبارك الجميع لما تخطط له الإدارة الجديدة، عل ما تخطط له يضع نهاية لسنوات ليست بالقليلة كانت فيها دمعة العاشقين حارة جدّاً ولا تجد من يكفكفها.