حسب المتداول فتكلفة سجن المعسر الواحد هي أكثر من عشرة آلاف ريال شهرياً، وتكلفة سجنه لسنة واحدة كثيراً ما تكون أكبر من مبلغ الديون التي سجن بسببها، وإثبات الإعسار قد يستغرق ثلاث سنوات، وأهالي السجناء المعسرين يصبحون مستحقين للضمان الاجتماعي وتُستنزف الجمعيات الخيرية بالإنفاق على أهل السجين المعسر وتسديد ديونه، وكان يمكن أن تذهب لمحتاجين آخرين وتغنيهم، وهذا بالإضافة للإنتاجية المفقودة سواء بسبب السجن أو قطع الخدمات، وكل هذا يستنزف ميزانية الدولة، بالإضافة لأن اختلاط المعسرين بسجناء الجرائم والانحرافات الأخلاقية قد يحولهم لمجرمين، كما أنه من الصعب على الشخص أن يحتفظ بعمله الأصلي بعد سجنه، أو أن يجد عملاً جديداً وعليه وصمة أنه «خريج سجون»، وإن كانت لديه منشأة تجارية فهي ستنهار بسجنه، فكيف سيمكنه مستقبلا إعالة نفسه وأهله؟ كما أن سجن عائل الأسرة يعني أن أهله صاروا عرضة للطلاق والعوز والضياع والجنوح والتورط بالجرائم لأجل المال، كما أن سجن المعسرين يؤدي لتكدس السجناء ويأخذ من ميزانية برامج إعادة تأهيل سجناء الجرائم، والحل البديل ينطلق من معالجة السبب الجذري لتورطهم بديون لا يمكنهم سدادها وهو عدم رشدهم بإدارة واقعهم المالي، والحل؛ إلزام المعسر بخطة عمل يضعها مختص تلزم المعسر بعمل إضافي حسب ظروفه وكامل عائده المالي من العمل الإضافي مع جزء من دخله الأصلي يذهب لسداد الديون، أو كبديل آخر؛ يكون عمله الإضافي هو لدى الجهة الدائنة وبلا راتب لفترة تعادل رواتبها ما عليه من دين، ومعمول به في الهند، وهذا يرسخ مبدأ؛ من يريد مالاً إضافياً يعمل عملاً إضافياً ولا يستدين، وإن كان للمعسر ديون على آخرين وهذا يحصل كثيراً بالمؤسسات التجارية فيمكن إجراء مخالصة بينها فيحول حقوقه على الآخرين إلى دائنه، بالإضافة لمصادرة ممتلكاته عدا بيته، ويكون مع قروض البنوك تأمين بحال عدم التمكن من السداد حتى وهو حي، وهناك مجال للجان إصلاح ذات البين لإقناع الدائن بالتنازل عن مطالبته المالية لوجه الله بخاصة عندما تكون بين الأهل كما بحالة سجن النساء لعدم تمكنهن من سداد المبلغ الإضافي الذي اشترطه الزوج بقضية خلع زوجته له، أو ليعتبروا التنازل عن ديونهم جزءاً من زكاتهم بخاصة للحالات الإنسانية كالتي تكون على كبار السن والمرضى، ثم من يمكنهم جمع خمسين مليوناً لإيقاف الحد عن درباوي قاتل لماذا لا يجمعون لسداد ديون أبنائهم بدل السجن؟! وخمسين مليونا تكفي لسداد ديون جميع المعسرين.
bushra.sbe@gmail.com
bushra.sbe@gmail.com