-A +A
إبراهيم عقيلي
في كل مرة ننتقد فيها الأهلي سواء على المستوى الفني أو الإداري ندعو الله أن نكون على خطأ والأهلي هو الصحيح، فما نسعى إليه ليس انتصارا جدليا أو بحثا عن ما يدعم رؤيتنا، ولا التصيد في الماء العكر، ولا دعم توجه على حساب آخرين، فكل ما نرجوه هو أن يحط المركب الأهلاوي في مراسيه وهو محمل بالكؤوس والبطولات، فالمسؤولية واحدة، والمصير واحد، والمحصلة النهائية يتقاسمها الجميع، فقد كتب الله علينا حب الكيان الأخضر، لذلك عندما نطالب فإننا نأمل في حصد النتائج.

تلك القناعة انتابتني حينما صرخت مطالبا برحيل ريبروف بعد مشوار عبثي طويل عطل فيه فعالية أقوى الفرق في دوري المحترفين السعودي، كنت أطالب برحيله داعيا أن أكون مخطئاً، وأن يحل كرم الله كله في رأي الإدارة التي تمسكت كثيرا في مدرب أهدر طاقات الأهلي وأضعف أركان الفريق، الذي لم يستثمر قرار الأجانب السبعة، ولا يدري بأن من سبقوه بكل سيئاتهم قدموا فريقا ناريا بنصف ذلك العدد من الأجانب.


ومع أننا كنا ضد الاستمرار على المدرب، خاصة بعد الرحيل من الآسيوية في موسمها الماضي، حيث بدا الأهلي (ريبروفيا) شكلا ومضمونا. لكننا الآن نقولها اعترافا وليس عيبا أن نعترف بأن الإبقاء على المدرب في نهاية الموسم كان قرارا صائبا ومحط احترام وتقدير لكل من أصر على بقائه، خاصة أن القرار لم يتخذ منذ وقت مبكر، ولم يبق على الموسم كثيرا، فريبروف وقرار استمراره بكل ما يحمله من سلبيات أفضل بكثير من التغيير في الوقت الضائع، حيث ستتغير الرؤية في وقت لا يحتمل الأمر.

فالصمود أمام رياح المطالبة بالتغيير الفني رغم وجود الدعم الكافي لتغييره والبحث عن بديل يعني أن ثمة موافقة على البقاء في منصة المنافسة والموافقة على استمرار المستوى الذي وصل إليه الفريق دون زعزعة، ولكن هذا لا يعني أبدا أن الأوكراني هو الطموح، لكن الإبقاء عليه في وقت متأخر جنب الأهلي العواصف التي طالت الفرق الأخرى وغيرت من نمط قوتها، فظلت متذبذبة مرة تضرب ومرة تهوي، ولعل الهلال أقوى المتضررين من تغييرات الوقت الضائع.

فالأهلي الآن لا يزال ينافس على الدوري، ومرشح للتتويج بكأس الملك، وموجود على صدارة المنافسين في الآسيوية، فلربما تغيرت المعادلة لو غادر ريبروف، وليس ذلك إشادة في دوره ولكن إشادة في قرار إداري قرر أن يحافظ على الشكل النهائي للفريق رغم المعاناة الفنية وعدم استثماره للعناصر الموجودة.

وكل ذلك لا يعني أن يترك ما تبقى من سيناريو الموسم لعبث الأوكراني العنيد، يجب أن يناقش مرة وألف مرة حول الكثير من القناعات التي رسخت في ذهنه، فلم يعد باقيا في الموسم سوى جني الثمار، وبعدها أنا مع قرار الرحيل بلا عودة.