.. كثير منا لا زال يتذكر اللقاء المدهش قبل سبع أو ثماني سنوات بين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأستاذه السيد الدباغ الذي كان في التسعين من العمر – رحمهما الله –، عندما مازحه الملك قائلا إنه لا زال يتذكر كيف ضربه أستاذه الدباغ ذات يوم، فما كان من السيد الظريف إلا أن قال: «ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب»، وضحك، وضحك الملك عبدالله، وضحك الحضور.
وفي المجموعة القصصية للأستاذ فارس توفيق، قصة عن الضرب، أو قل العقاب النازل من الكبير على الصغير بقصد التأديب، كانت القصة بعنوان «ولادة بركان» وهي عن فتى صغير يتلقى العقاب من أبيه ثم من مدير المدرسة حتى أنه في النهاية يعبر عن غضبه برمي حجر على زجاج إحدى السيارات فيهشمه، ويشعر الفتى بشفاء صدره أنه انتقم لنفسه دون أن يعبأ أن الانتقام وقع على سيارة شخص بريء.
وقد حاول كثير من المعلمين والتربويين الإضراب عن الضرب، وأوقعوا مكانه عقوبات معنوية كأن يكتب الطالب عبارة «قم للمعلم وفه التبجيلا» مئة مرة، أو أن يقف في طابور الصباح ووجهه إلى الجدار ربع ساعة أو أمثال ذلك من العقوبات.
وهذه العقوبة المعنوية تطبق في بعض الكليات الحربية، فمثلا يطلبون من المجند أن يملأ سطلا بالماء بملعقة صغيرة من حنفية تبعد عشرين أو ثلاثين خطوة عن السطل فلا يصل إلى السطل إلا قطرات منها.. وهكذا حتى يمتلئ السطل بعد ثلاث ساعات أو أربع ساعات.
لكن الضرب بقي هو الوسيلة الأمثل لدى المعلمين حتى بعد صدور تعليمات من وزارة التعليم بمنع الضرب فلا يتمالك المدرس نفسه حين يطلب واجباً من أحد الطلاب بعد يوم، ثم يأتي الطالب دون أن ينجزه، ويعفو عنه ويؤجل الطلب يوماً آخر، فيأتي الطالب وقد نسي دفتره، أو لم يكتبه أصلا.. فيمهله يوماً ثالثا، وإذا بالطالب يغيب عن المدرسة فإذا جاء اليوم الرابع جاء بدون أن ينجز الواجب بأعذار كاذبة لا تنطلي على الأستاذ، دون أن يفطن الطالب الكسول أن هذه المراوغات قد مر بها الأستاذ نفسه أثناء دراسته، وكان هو بطلها أو أحد زملائه من الطلاب.
إن الضرب هو الرادع، لكن يجب أن يكون باعتدال، وأن ينسى المدرس أو مدير المدرسة قول بعض الآباء «لكم اللحم ولي العظم».. فالطالب المستهتر يجب أن يعاقب، والعقاب المعنوي قد يكون ضرره أشد على النفس، لأنه لا يُنسى، ويجعل من الطالب المعاقب عرضة للسخرية أو المعايرة من زملائه، بينما الضرب العادل هو ما تعارفت عليه البشرية من عهد سقراط.
ولنتذكر أن ترك الضرب كان له أثر عكسي فصرنا نسمع قصصا عن طالب هنا ضرب أستاذه أو طالبة شدت شعر مدرستها.
السطر الأخير:
قال الشاعر:
يا ليت لي والأماني إن تكن خدعاً
لكنهن على الأشجان أعوان
غاراً على جبلٍ تجري الرياح به
حيرى يزافرها حيران لهفان
aokhayat@yahoo.com
وفي المجموعة القصصية للأستاذ فارس توفيق، قصة عن الضرب، أو قل العقاب النازل من الكبير على الصغير بقصد التأديب، كانت القصة بعنوان «ولادة بركان» وهي عن فتى صغير يتلقى العقاب من أبيه ثم من مدير المدرسة حتى أنه في النهاية يعبر عن غضبه برمي حجر على زجاج إحدى السيارات فيهشمه، ويشعر الفتى بشفاء صدره أنه انتقم لنفسه دون أن يعبأ أن الانتقام وقع على سيارة شخص بريء.
وقد حاول كثير من المعلمين والتربويين الإضراب عن الضرب، وأوقعوا مكانه عقوبات معنوية كأن يكتب الطالب عبارة «قم للمعلم وفه التبجيلا» مئة مرة، أو أن يقف في طابور الصباح ووجهه إلى الجدار ربع ساعة أو أمثال ذلك من العقوبات.
وهذه العقوبة المعنوية تطبق في بعض الكليات الحربية، فمثلا يطلبون من المجند أن يملأ سطلا بالماء بملعقة صغيرة من حنفية تبعد عشرين أو ثلاثين خطوة عن السطل فلا يصل إلى السطل إلا قطرات منها.. وهكذا حتى يمتلئ السطل بعد ثلاث ساعات أو أربع ساعات.
لكن الضرب بقي هو الوسيلة الأمثل لدى المعلمين حتى بعد صدور تعليمات من وزارة التعليم بمنع الضرب فلا يتمالك المدرس نفسه حين يطلب واجباً من أحد الطلاب بعد يوم، ثم يأتي الطالب دون أن ينجزه، ويعفو عنه ويؤجل الطلب يوماً آخر، فيأتي الطالب وقد نسي دفتره، أو لم يكتبه أصلا.. فيمهله يوماً ثالثا، وإذا بالطالب يغيب عن المدرسة فإذا جاء اليوم الرابع جاء بدون أن ينجز الواجب بأعذار كاذبة لا تنطلي على الأستاذ، دون أن يفطن الطالب الكسول أن هذه المراوغات قد مر بها الأستاذ نفسه أثناء دراسته، وكان هو بطلها أو أحد زملائه من الطلاب.
إن الضرب هو الرادع، لكن يجب أن يكون باعتدال، وأن ينسى المدرس أو مدير المدرسة قول بعض الآباء «لكم اللحم ولي العظم».. فالطالب المستهتر يجب أن يعاقب، والعقاب المعنوي قد يكون ضرره أشد على النفس، لأنه لا يُنسى، ويجعل من الطالب المعاقب عرضة للسخرية أو المعايرة من زملائه، بينما الضرب العادل هو ما تعارفت عليه البشرية من عهد سقراط.
ولنتذكر أن ترك الضرب كان له أثر عكسي فصرنا نسمع قصصا عن طالب هنا ضرب أستاذه أو طالبة شدت شعر مدرستها.
السطر الأخير:
قال الشاعر:
يا ليت لي والأماني إن تكن خدعاً
لكنهن على الأشجان أعوان
غاراً على جبلٍ تجري الرياح به
حيرى يزافرها حيران لهفان
aokhayat@yahoo.com