-A +A
عبدالله عمر خياط
في ما أذكر كان في النادي الأهلي المصري قبل 50 عاما لاعب اسمه «طه إسماعيل»، وقد أطلق الجمهور عليه اسم «الشيخ طه»، لأنه كان يتحلى بالأخلاق الفاضلة في الملعب ولا يرد الإساءة بمثلها. لكن بمرور الزمن زادت الخشونة بين اللاعبين، فاضطر الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى تشديد العقوبات على المخالفين إلى درجة أن أحد حكام كرة القدم في البرازيل طرد مؤخراً 10 لاعبين في إحدى المباريات من الفريقين، أي لم يبق في الملعب سوى 12 لاعباً من 22 لاعبا، بسبب سوء السلوك.

إننا نجد كثيراً من الناس إذا تعارضت المصلحة مع الأخلاق، فإنهم يختارون جانب المصلحة، ويظهر هذا أكثر ما يظهر في لعبة كرة القدم، فمعظم اللاعبين لا يكترثون لإصابة أي لاعب خصم بل يهمهم الاستحواذ على الكرة.. لذلك فقد وضعت قواعد صارمة لكي تعيد اللاعبين كافة إلى الالتزام بالسلوك القانوني في الملاعب، إذ لا يكفي الاعتذار، فاللاعب المكسورة ساقه أو ركبته لا يجدي معه أن يعتذر إليه اللاعب الجاني.


وضمن إحدى رسائل المرحوم حمزة شحاتة أفاض الشاعر الكبير في تحليل النوايا الحسنة وقال: «إن القانون لا يأخذ بالنية الحسنة في أحكامه بل يأخذ بالظاهر من وقائع الأحوال». فماذا يفيد اللاعب المجني عليه أن يقول له زميله الجاني «ما كنت أقصد كسر ساقك»!

كانت عبارة حمزة شحاتة واضحة لا لبس فيها في إحدى رسائله رحمه الله إليَّ عندما كنت رئيس تحرير «عكاظ»، فقد كتب يقول: «الآن عرفت لماذا لا تأخذ المحاكم والقوانين بمبدأ حسن النية، (ذلك) أن أخطر الأعمال والتصرفات يمكن أن يأخذ من حسن النية ستاراً أو تفسيراً أو عذراً».

وقد صدق. ونحن نأمل أن يتحلى أبناؤنا اللاعبون بحسن السلوك في الملاعب فلا يضربون أو يركلون عامدين متعمدين ثم يزعمون أنهم ما كانوا يقصدون الكسر بل العرقلة فقط.

السطر الأخير:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيكم يحب أن يغدو إلى بُطحان أو إلى العقيق، فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم؟ فقلنا: يا رسول الله نحب ذلك. قال: أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل».

بُطحان: اسم موضع قرب المدينة المنورة.

العقيق: واد بالمدينة المنورة.

الكوماء من الإبل: العظيمة السنام.

aokhayat@yahoo.com