قبل أن أتحدث عن النتائج المتوقعة في حال تحقيق ما تطرقت له في مقالات سابقة حول مستقبل رياضتنا في المملكة العربية السعودية، يتوجب التطرق لنقطة مهمة من وجهة نظري، وهي أننا نستطيع أن نصل للعالم أجمع بصورتنا الحقيقية، وليس بما يرسم عن مجتمعنا من صورة نمطية «مشوهة» من إعلام معادٍ وجهلة لا يفقهون ولا يعرفون واقعنا المعاش.
وسواء على صعيد الأفراد أو على صعيد عمل الدولة نستطيع الوصول إلى كل منصات العالم، ولا نغيب عنها بما أنه باستطاعتنا التواجد فيها، فنحن دولة لها مكانتها وقوتها وإمكاناتها وقدراتها ورؤيتها وشبابها المتعلم المؤهل.
أما النتائج المتوقعة فيمكن جنيها، طالما الخطط والأهداف المرسومة محل التنفيذ مع الحاجة إلى وقت وصبر وعمل دؤوب لا يتوقف.
هناك مشكلات قائمة لم تمنح الوقت اللازم لمعالجتها كما ينبغي، فمثلاً لو تم التركيز على نسب الأمراض والعمل على خفضها والوقاية منها وفق برامج رياضية وممارسة عملية لكفت عن بقية النتائج.
بعض النتائج تقول إن خفض نسب الأمراض عند خفض الوزن جراء ممارسة الرياضة. فخفض 10 كيلوجرامات لشخص يزن 100 كيلوجرام يؤدي إلى انخفاض ٢٥٪ من احتمالية الوفاة و٤٠٪ من احتمال الوفاة بسبب أمراض السكري، وانخفاض ٥٠% من احتمال الوفاة بسبب السمنة والسرطانات، وانخفاض ٥٠% من الإصابة بالسكري و٣٠% من دهون الدم، فهذا جزء بسيط جدا من بعض الأمراض العضوية التي تحتاج إلى ممارسة الرياضة.
وهناك إمكانية خفض نسب الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق، والتخلص من ضغوطات الحياة، لأن الجسم يفرز «أفيونات» طبيعية تعلو نسبتها في الدم خلال قمة التمارين البدنية، وهي مسؤولة عن مشاعر السعادة والرضا ومحاربة الإحباط وشعور القلق وتعزيز الثقة بالنفس، ويفرز الجسم أيضا أثناء ممارسة الرياضة هرمون (اندروفين) الذي يشبه كيميائيا مادة (المورفين)، التي تجعل الإنسان يشعر بالراحة والسعادة، هذا كله غير التأثيرات الاجتماعية المتعددة التي لا يتسع المجال لذكرها.
ولكن نذكر بعض المتفشي منها في الوقت الراهن بين الأطفال وهو ما يستوجب ضرورة التوعية بالتركيز على ممارسة الرياضة للحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية التي سيطرت على عقول الكثير منهم، ومنها أمراض التوحد وزيادة الكهرباء في المخ وضعف النظر، حتى يمكن زيادة الطاقة الذهنية وتحقيق الاستقرار النفسي للطفل، وكل ذلك ببرامج رياضية تستهدف كل الأعمار والأجيال.
كل ذلك ممكن عبر توسيع أنشطة الهيئة العامة للرياضة مع جهات حكومية وأهلية أخرى تدعم بعضها نحو تحقيق المبادرات المطروحة الطموحة وخلق وظائف جديدة، وبالمجمل تخفيض الكلفة على الدولة جراء انخفاض عدد الأمراض العضوية والنفسية والوقاية منها أيضاً، إذ مع النجاح في تطبيق برامج الرياضة كما تخطط له هيئة الرياضة، سنكون في مقدمة شعوب العالم في مؤشرات السعادة العالمية، والأكثر صحة والأطول في متوسط الأعمار.
أخيراً، علينا عدم استعجال النتائج المتوقعة لأن إدخال عادات جديدة في المجتمع، ليس بالأمر الهين حتى يتم اقتلاع القديم من عادات أدمنها الناس لعقود، ولكن كما يقال «من يمتلك الإرادة يمتلك القوة»، ويبقى العقل السليم في الجسم السليم.
جميعاً، نتمنى لرياضتنا أن تشرق بشكل مختلف ومميز كما يخطط لها برئاسة تركي آل الشيخ، وأن نكون نموذجاً مثالياً يحتذى به من الآخرين.
*كاتبة وإعلامية سعودية
وسواء على صعيد الأفراد أو على صعيد عمل الدولة نستطيع الوصول إلى كل منصات العالم، ولا نغيب عنها بما أنه باستطاعتنا التواجد فيها، فنحن دولة لها مكانتها وقوتها وإمكاناتها وقدراتها ورؤيتها وشبابها المتعلم المؤهل.
أما النتائج المتوقعة فيمكن جنيها، طالما الخطط والأهداف المرسومة محل التنفيذ مع الحاجة إلى وقت وصبر وعمل دؤوب لا يتوقف.
هناك مشكلات قائمة لم تمنح الوقت اللازم لمعالجتها كما ينبغي، فمثلاً لو تم التركيز على نسب الأمراض والعمل على خفضها والوقاية منها وفق برامج رياضية وممارسة عملية لكفت عن بقية النتائج.
بعض النتائج تقول إن خفض نسب الأمراض عند خفض الوزن جراء ممارسة الرياضة. فخفض 10 كيلوجرامات لشخص يزن 100 كيلوجرام يؤدي إلى انخفاض ٢٥٪ من احتمالية الوفاة و٤٠٪ من احتمال الوفاة بسبب أمراض السكري، وانخفاض ٥٠% من احتمال الوفاة بسبب السمنة والسرطانات، وانخفاض ٥٠% من الإصابة بالسكري و٣٠% من دهون الدم، فهذا جزء بسيط جدا من بعض الأمراض العضوية التي تحتاج إلى ممارسة الرياضة.
وهناك إمكانية خفض نسب الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق، والتخلص من ضغوطات الحياة، لأن الجسم يفرز «أفيونات» طبيعية تعلو نسبتها في الدم خلال قمة التمارين البدنية، وهي مسؤولة عن مشاعر السعادة والرضا ومحاربة الإحباط وشعور القلق وتعزيز الثقة بالنفس، ويفرز الجسم أيضا أثناء ممارسة الرياضة هرمون (اندروفين) الذي يشبه كيميائيا مادة (المورفين)، التي تجعل الإنسان يشعر بالراحة والسعادة، هذا كله غير التأثيرات الاجتماعية المتعددة التي لا يتسع المجال لذكرها.
ولكن نذكر بعض المتفشي منها في الوقت الراهن بين الأطفال وهو ما يستوجب ضرورة التوعية بالتركيز على ممارسة الرياضة للحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية التي سيطرت على عقول الكثير منهم، ومنها أمراض التوحد وزيادة الكهرباء في المخ وضعف النظر، حتى يمكن زيادة الطاقة الذهنية وتحقيق الاستقرار النفسي للطفل، وكل ذلك ببرامج رياضية تستهدف كل الأعمار والأجيال.
كل ذلك ممكن عبر توسيع أنشطة الهيئة العامة للرياضة مع جهات حكومية وأهلية أخرى تدعم بعضها نحو تحقيق المبادرات المطروحة الطموحة وخلق وظائف جديدة، وبالمجمل تخفيض الكلفة على الدولة جراء انخفاض عدد الأمراض العضوية والنفسية والوقاية منها أيضاً، إذ مع النجاح في تطبيق برامج الرياضة كما تخطط له هيئة الرياضة، سنكون في مقدمة شعوب العالم في مؤشرات السعادة العالمية، والأكثر صحة والأطول في متوسط الأعمار.
أخيراً، علينا عدم استعجال النتائج المتوقعة لأن إدخال عادات جديدة في المجتمع، ليس بالأمر الهين حتى يتم اقتلاع القديم من عادات أدمنها الناس لعقود، ولكن كما يقال «من يمتلك الإرادة يمتلك القوة»، ويبقى العقل السليم في الجسم السليم.
جميعاً، نتمنى لرياضتنا أن تشرق بشكل مختلف ومميز كما يخطط لها برئاسة تركي آل الشيخ، وأن نكون نموذجاً مثالياً يحتذى به من الآخرين.
*كاتبة وإعلامية سعودية