تناشبا فوق الرعش، الشيبة دخيل الله، يطلّق ليسرحون بالغنم لو ما يبقى منها شعرة، والكهلة مستورة تقسم أغلظ الأيمان ما يبدّون إلا دفان البيت حتى لا يخرخر عليهم ويغديهم طيغة. فيما كانت السماء تحتشد بالغيوم السوداء، قالت: يا مخلوق خاف الله في عيالك وفي مرزقك بيسري علينا الساري، قال «أبجمي برطم على برطم، يعشّون الغنم حولنا وحوالينا، والدفان بعد يمدي عليه، ومدّ يده فوق أنفها قائلاً: والله ما يعدّي إلا كلامي يا المخثرد. رفعتْ رأسها إلى السماء مرددة «اللهم اهد واصلح، وإلا خذ وافلح» علّق: إهي،إن كانت دعوتك مستجابة اطلبي ما يجي المطر حتى نغلّق الدفن.
رزم الراعد، ولاحت بروق المصاييف،وتقاطر السُّفان بالغنم والبهم والماعز، فانفتحت أبواب السماء بماء منهمر، وتتابعت العُصّف، وخالط المطر حبات برد، وكلما ضربت في رأس الصغير، صاح: أي، فيقول الكبير: ذقها، ولا تلمح فوق. كانوا سعداء بالمسراح، كونه أهون عليهم من حمل المدر من الركيب في حفص الحمارة، وتنزيله تحت الجناح، ثم نقله بالمناثل إلى سقف البيت، فبدأوا الغناء (المطر جانا، طلّ معزانا، وأصبحت ولّدت) فيما كانت الأم تدعوهم من الخلف يا ظافر، يا سافر، يا شاكر، روحوا، روحوا، الوادي بيعدّي.
عادوا هم وحلالهم بعد أن أخذ فيهم المطر شفّه، وأروى غليله، فطلب الأب منهم يخلون الغنم في المسراب حتى تجف، ولا تؤذي بهمها، فيما شبّت الأم النار، وبدأت تطلب من كل واحد يقف فوق الملة، وهي تمسك بأطراف الثوب، والداخنة تتصاعد من أسفل إلى أعلى وتخرج مع فتحة العنق وبها من الحرارة ما يدمع العين، ولم تمض دقائق حتى قصّ الأب عدلة التمر، وناداهم تعالوا يا حباني وأعاد عليهم وصية البرد لأولاده عندما قال «جنّب عن اللي شبّته سمر، وحلاه تمر، وطعامه هبر، وتصيّد اللي أكله عصيف، وشبّته ليف، وحلاه سفيف».
استمر هطول المطر ساعات، ودخل الليل، فبدأ الماء يتخلل السقف الطيني، وينفذ إلى داخل البيت، صفّت السيدة مستورة الحِلال والقدور والصحون، وبدأ القُطّار يعزف أحلى أنغام، وفيما ربّة البيت تنذّر بدخيل الله، صاح الصغير «يا به القطّار فوقي «فردّ» أرقد مرقد، يقطّر فوقنا كلنا». علمي وسلامتكم.
رزم الراعد، ولاحت بروق المصاييف،وتقاطر السُّفان بالغنم والبهم والماعز، فانفتحت أبواب السماء بماء منهمر، وتتابعت العُصّف، وخالط المطر حبات برد، وكلما ضربت في رأس الصغير، صاح: أي، فيقول الكبير: ذقها، ولا تلمح فوق. كانوا سعداء بالمسراح، كونه أهون عليهم من حمل المدر من الركيب في حفص الحمارة، وتنزيله تحت الجناح، ثم نقله بالمناثل إلى سقف البيت، فبدأوا الغناء (المطر جانا، طلّ معزانا، وأصبحت ولّدت) فيما كانت الأم تدعوهم من الخلف يا ظافر، يا سافر، يا شاكر، روحوا، روحوا، الوادي بيعدّي.
عادوا هم وحلالهم بعد أن أخذ فيهم المطر شفّه، وأروى غليله، فطلب الأب منهم يخلون الغنم في المسراب حتى تجف، ولا تؤذي بهمها، فيما شبّت الأم النار، وبدأت تطلب من كل واحد يقف فوق الملة، وهي تمسك بأطراف الثوب، والداخنة تتصاعد من أسفل إلى أعلى وتخرج مع فتحة العنق وبها من الحرارة ما يدمع العين، ولم تمض دقائق حتى قصّ الأب عدلة التمر، وناداهم تعالوا يا حباني وأعاد عليهم وصية البرد لأولاده عندما قال «جنّب عن اللي شبّته سمر، وحلاه تمر، وطعامه هبر، وتصيّد اللي أكله عصيف، وشبّته ليف، وحلاه سفيف».
استمر هطول المطر ساعات، ودخل الليل، فبدأ الماء يتخلل السقف الطيني، وينفذ إلى داخل البيت، صفّت السيدة مستورة الحِلال والقدور والصحون، وبدأ القُطّار يعزف أحلى أنغام، وفيما ربّة البيت تنذّر بدخيل الله، صاح الصغير «يا به القطّار فوقي «فردّ» أرقد مرقد، يقطّر فوقنا كلنا». علمي وسلامتكم.