في السنوات الأربع الأخيرة أصبحت السيارات في جدة تمر فوق فتحات تصريف مياه الأمطار التي تم توزيعها بشكل متوازن في أماكن تجميع مياه الأمطار خصوصاً في شارع الأمير ماجد قبل الدوار الكبير المسمى بدوار الملك عبدالعزيز، وجاءت فتحات التصريف هذه بعد أن هجمت السيول يوم السابع من ذي الحجة عام 1430هـ فسحبت مئات السيارات المتحركة والساكنة، وكسرت بعض الكباري في أكبر فيضان سيول شهدته جدة في العصر الحديث.
ومما يذكره أهالي جدة بالشكر أن حكومة خادم الحرمين الشريفين ــ وقتذاك ــ قامت بتعويض الذين تضررت بيوتهم أو سياراتهم في جدة من فيضان وادي قوس التاريخي، سواء المواطنون أم الوافدون، فجزاهم الله خيراً.
هذه الأمطار هي بركة وخير وغيث، لكن بعض المواطنين يتخوفون منها، وكما جاء في المثل المطر له محب وكاره، وهو أمر عجيب أن يكره بعض الناس المطر، لكن القصة التالية تفسر هذا اللغز.
فيقال إن رجلاً من العرب كانت له ابنتان وقد زوجهما في شهر واحد، ورحلت البنتان من قرية أبيهما كل واحدة إلى قرية زوجها.
وبعد بضعة شهور رغب الأب أن يزور ابنتيه، فسافر إلى قرية البنت الأولى وقد فرحت به فرحاً شديداً، وبعد الترحيب والقيام بواجب الضيافة سأل البنت: كيف أنتِ يا ابنتي؟ فقالت: نحن والحمد لله بخير، لكن ادع الله لنا أن ينزل علينا المطر لنعيش من أرضنا التي تزرع الحب وقد تأخر الغيث علينا فأرجوك يا أبي أن تدعو الله أن ينزل علينا رحمته. فدعا لها ولزوجها.
وبعد أن اطمأن عليها ودعها وتوجه على حماره إلى القرية الأخرى وكانت قريبة حتى وصل إلى البنت الثانية وقد وجدها في غاية القلق فسألها: ما بك يا ابنتي؟ فقالت: نحن نعيش على بيع الحطب وقد جمع زوجي كميات طيبة من الحطب، وهي خارج المنزل ولكننا خائفون أن ينزل علينا المطر فإذا نزل المطر وغمر أخشابنا بالماء فإن تجارة زوجي سوف تبور، فادع الله لنا أن يمنع عنا المطر حتى يبيع زوجي الحطب الذي جمعه خلال شهر كامل، فدعا لها أن يمنع الله عنهم المطر.
ولما عاد إلى زوجته سألته كيف البنتان؟ فقال: أنا في حيص بيص فقد دعوت للأولى أن ينزل عليها المطر ودعوت للثانية أن يمنع الله عنها المطر والقريتان متقاربتان. فقالت المرأة وكانت حافظة للقرآن: أما سمعت قول الله تعالى: {وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء}.
ونحن نسأل الله أن يسقينا الغيث، ويكون رحمة لنا لا عذاباً.. ويا أمان الخائفين.
السطر الأخير:
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر
أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمرُ
*كاتب سعودي
aokhayat@yahoo.com
ومما يذكره أهالي جدة بالشكر أن حكومة خادم الحرمين الشريفين ــ وقتذاك ــ قامت بتعويض الذين تضررت بيوتهم أو سياراتهم في جدة من فيضان وادي قوس التاريخي، سواء المواطنون أم الوافدون، فجزاهم الله خيراً.
هذه الأمطار هي بركة وخير وغيث، لكن بعض المواطنين يتخوفون منها، وكما جاء في المثل المطر له محب وكاره، وهو أمر عجيب أن يكره بعض الناس المطر، لكن القصة التالية تفسر هذا اللغز.
فيقال إن رجلاً من العرب كانت له ابنتان وقد زوجهما في شهر واحد، ورحلت البنتان من قرية أبيهما كل واحدة إلى قرية زوجها.
وبعد بضعة شهور رغب الأب أن يزور ابنتيه، فسافر إلى قرية البنت الأولى وقد فرحت به فرحاً شديداً، وبعد الترحيب والقيام بواجب الضيافة سأل البنت: كيف أنتِ يا ابنتي؟ فقالت: نحن والحمد لله بخير، لكن ادع الله لنا أن ينزل علينا المطر لنعيش من أرضنا التي تزرع الحب وقد تأخر الغيث علينا فأرجوك يا أبي أن تدعو الله أن ينزل علينا رحمته. فدعا لها ولزوجها.
وبعد أن اطمأن عليها ودعها وتوجه على حماره إلى القرية الأخرى وكانت قريبة حتى وصل إلى البنت الثانية وقد وجدها في غاية القلق فسألها: ما بك يا ابنتي؟ فقالت: نحن نعيش على بيع الحطب وقد جمع زوجي كميات طيبة من الحطب، وهي خارج المنزل ولكننا خائفون أن ينزل علينا المطر فإذا نزل المطر وغمر أخشابنا بالماء فإن تجارة زوجي سوف تبور، فادع الله لنا أن يمنع عنا المطر حتى يبيع زوجي الحطب الذي جمعه خلال شهر كامل، فدعا لها أن يمنع الله عنهم المطر.
ولما عاد إلى زوجته سألته كيف البنتان؟ فقال: أنا في حيص بيص فقد دعوت للأولى أن ينزل عليها المطر ودعوت للثانية أن يمنع الله عنها المطر والقريتان متقاربتان. فقالت المرأة وكانت حافظة للقرآن: أما سمعت قول الله تعالى: {وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء}.
ونحن نسأل الله أن يسقينا الغيث، ويكون رحمة لنا لا عذاباً.. ويا أمان الخائفين.
السطر الأخير:
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر
أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمرُ
*كاتب سعودي
aokhayat@yahoo.com