-A +A
سعيد السريحي
حين زار وفد من جمعية ذوي الاحتياجات الخاصة، ضم بعضا منهم وبعضا من المشرفين عليهم، «عكاظ» قبل سنوات، كان لي شرف التحدث إليهم فأبديت ملاحظة تتعلق بتسمية تلك الجمعية، ذلك أنها إذا كانت قد تجنبت تسمية تلك الفئة من الأطفال بالمعاقين أو المعوقين مراعاة لشعورهم ورغبة في عدم تكريس فكرة الإعاقة في وعيهم فإنها من خلال التسمية الجديدة لهم، أي ذوي الاحتياجات الخاصة، فإنها لا تخرج بهم عن الشعور بالحاجة إلى العون والمساعدة والمساندة على نحو خاص يختلف عما يحتاجه بقية الأطفال الذين لا يعانون ما يعانونه، وفي ذلك تكريس لفكرة الإعاقة حتى وإن كان تكريسا أقل حدة ومباشرة من تسميتهم بالمعاقين أو المعوقين، وتمنيت في تلك الكلمة، التي نشرتها بعد ذلك مقالا في «عكاظ»، أن تكون التسمية ذوي الحقوق الخاصة، وفي ذلك تكريس لواجبنا نحوهم وحقهم علينا، وقد أبدى الدكتور عثمان عبده هاشم، وكان مدير فرع الجمعية في جدة آنذاك، سعادته بتلك التسمية ووعد بمناقشتها مع الجهات المسؤولة عن الجمعية.

وكنت قبل ذلك كله قد تشرفت بزيارة معهد الصم والبكم في تبوك، وقد أذهلني أحد الأطفال هناك بما يتمتع به من وعي وسرعة في التقاط ما كنت أتحدث به إليه، في الوقت الذي بدوت فيه عاجزا عن فهم ما يبادر به من إشارات، وأدركت حينها أنه إذا كان أحدنا معوقا فهو أنا وليس ذلك الطفل الأصم الذي بدا لي أنه يمتلك قدرة لا أمتلكها وسرعة في التقاط الإشارات لا أتمتع بها.


تذكرت ذلك كله حين كنت أقرأ يوم أمس تقريرا نشرته «عكاظ» يتحدث عن إطلاق النسخة الخامسة للمؤتمر الدولي للإعاقة والتأهيل على لسان رئيس مجلس أمناء مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة الأمير سلطان بن سلمان تسمية «ذوي القدرات الخاصة» بدلا من المعاقين أو المعوقين، وتلك التسمية أليق بما يمتازون به من قدرات خاصة يعوضون بها ما يعانونه من إعاقة في بعض القدرات وأليق بنا أن نسميهم بما يمتلكون بدل أن نسميهم بما يفتقدون.

* كاتب سعودي

Suraihi@gmail.com