فنزويلا دولة نفطية كبيرة وأحد الأقطاب التاريخيين المؤسسين لمنظمة «أوبك» خلاف أنها تحتل اليوم المركز الأول عالميا في احتياطيات النفط، وعلى الرغم من ذلك فإن مساهمة النفط والغاز في إنتاج الطاقة (الكهرباء) لاتشكل سوى 31% من سلة مكونات مدخلاتها، فيما ترتفع مساهمة الطاقة الكهرومائية إلى 68%، كندا هي الأخرى دولة نفطية كبيرة وبالرغم من ذلك يقل إسهام النفط والغاز إلى 10.6% (9.4% غاز+ 1.2% نفط) في مكونات إنتاج هذه الطاقة، أما بقية دول العالم الأخرى فحدث ولا حرج حيث تقل عن هذه النسب بكثير، فعلى سبيل المثال لايشكل النفط والغاز في فرنسا سوى 2.6% فيما يرتفع نصيب الطاقة النووية إلى 78%، أما في ألمانيا فلا تتجاوز نسبة النفط والغاز سوى 10.9% فيما تتوزع بقية مصادر الطاقة على سلة منوعة مكونة من الفحم الحجري 45.8% والطاقة الكهرومائية 3.1% والطاقة المتجددة 23% والطاقة النووية 15%، أمّا الصين فهي تقع في دائره معدلات مقاربة حيث استخدام النفط والغاز لا يزيد على 23.2%، وفي بلاد كالبرازيل فلا تتجاوز نسبة النفط والغاز 19.7% وهكذا، وإذا رغبت أن لا نطيل القصة وسرد الأرقام عليك فما عليك سوى الاطلاع على المعدل العالمي لمكونات إنتاج الطاقة وهو مؤشر يعكس الصورة الدقيقة لهذه النسب حيث يشكل الفحم نسبه 40.7% والغاز 21.6% والنفط 4.1% والطاقة الكهرومائية 16.2% والطاقة المتجددة 6% والطاقة النووية 10% بمعنى أن اعتمادنا على الغاز يشكل عشرة أضعاف المعدل العالمي تقريبا فيما يشكل النفط ضعفي هذا المعدل، وعليك أن تتخيل حجم الهدر الذي حدث طوال العقود الماضية وتكاليفه المالية الباهظة، وبالتالي فقد جاء مشروع الطاقة الشمسية في وقت نحن بأمس الحاجة إليه ليعدل الكفة للاقتراب مع المعدلات العالمية وتقليل استنزاف مواردنا الاحفورية غير المتجددة خلاف أنه فرصة هائلة لتقليل تكاليف إنتاج الطاقة وبنسب عالية وترسيخ دور المملكة كعملاق للطاقة في العالم مع خفض نسبة التلوث بأكثر من المعدلات التي التزمت بها المملكة دوليا.