-A +A
ياسر محمد عبده يماني
جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسَاجِدَ، فَاشْهَدُوا لَهُ بِالإيمَانِ».

وقد فقدنا رجلا من جيل الكبار، جيل الخُلق الرفيع، والشيم الأصيلة، فقد كان العم يوسف فاضل أو «أبو أيمن»، كما كان يناديه الوالد رحمهما الله رجلا حقيقيا، اتسم بالتواضع، والمحبة للخير، وخدمة الناس، فكنت لا تلقاه إلا هاشا باشا، يُطَمئن من يقصده، ويسعى في حاجة الناس بصدق، ومثابرة، ومحبة فطرية للخير. ورغم ما تقلده من المناصب العليا في الشرطة والجوازات، وما تفرضه من حزم وشدة، إلا أن نفسه الصافية كانت دائما تعلِّي روح النظام والقانون، وتعلِّي مصلحة الوطن، فاكتسب احترام رؤسائه. وكم سمعت الوالد رحمه الله يحكي إشادات بالمغفور له، من الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله، والأمير أحمد بن عبدالعزيز، بحسن إدارته، وتقديرهما لعمله الاحترافي، فقد كان من الناس الذين وازنوا بين المصلحة العامة، ومحبة الناس، وفعل الخيرات. وقد كان في السنوات الأخيرة، وبحكم مجاورتنا له في السكن، أكاد لا أذهب للمسجد إلا وأجده سابقا في كل فرض، وخصوصاً في صلاة الفجر، متهيئا، متزينا، في خير سمت ومظهر، متمثلا قول الله سبحانه وتعالى:{ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ}، مستشعرا بين يدي من يقف، وهذا على مدى عشرات السنين.


وكانت له بقعة خاصة في المسجد، حتى أصبح وجوده هناك للصلاة، أو قراءة القرآن، من ثوابت المشهد. فأسأل الله له الرحمة والمغفرة، وأن يكون مصلاه خير شاهد له عند الحق سبحانه وتعالى، وأن يخلفه خيرا في أهله، ويسكنه فسيح جناته، ويجزل له العطاء، و«الخلق كلهم عيال الله وأحب خلقه إليه أنفعهم لعياله». وأنا أشهد أنه كان من أهل الخير والنفع حيثما حل رحمه الله.