في محاولات مستميتة ويائسة تستمر ميليشيا الحوثي المدعومة من طهران في إطلاق الصواريخ صوب سماء المملكة، وهو أمر ليس جديداً على هذه الميليشيا المنشقة عن النظام الشرعي في اليمن، والتي تتورط في ارتكاب أعمال إجرامية تصل إلى حد جرائم الحرب، ومن الواضح للعيان أن الحوثيين والخمينيين يرغبون في توسيع وزيادة أمد ونطاق حربهم الإجرامية خارج بلادهم إلى داخل حدود المملكة، وذلك بعد أن أشبعوا الشعبين الإيراني واليمني قتلاً وتنكيلاً وإفقاراً، وعلى نحو يكشف مقدار الحقد والبغض الذين يضمرونهما تجاه المملكة ومواطنيها، وهو ما يدل بقوة على فشلهم الحقيقي داخلياً، مما يدفعهم للإصرار على صرف الأنظار عنه من خلال تلك المحاولات الفاشلة والبائسة.
لقد أثبتت المملكة للعالم أجمع وبما لا يدع مجالاً للشك في مناسبات عدة، أن الصواريخ الحوثية التي يتم إطلاقها تجاه المملكة هي صواريخ إيرانية الصنع، وهو ما يؤكد تزويد إيران للحوثيين بصواريخ باليستية للانقضاض على المملكة وترويع مواطنيها، مما يوضح وبقوة مدى عدائية النظام الإيراني ورغبته في إلهاب المنطقة بالكامل وإشعال فتيل الحرب بين جميع دولها، غير أن القيادة الحكيمة في المملكة تفوت دوماً على إيران تلك الفرصة التي ما فتئت تتحينها في كل مناسبة، من خلال تصريحها بوضوح في كل مرة أنها تحتفظ بالحق في الرد في الوقت الذي تحدده وبالطريقة التي تقررها وقتما ترغب في ذلك، مبرهنة فعلاً لا قولاً أنها لن تنجر بسهولة أو ببساطة لتلك الاستفزازات.
لقد انتهجت المملكة خلال صراعها مع إيران التعالي عليها وتجاهل ترهاتها واستفزازاتها التي تكاد لا تتوقف، غير أنها تُقدر كل موقف بقدره الذي يستحقه، ولذلك فهي تواجه أخطارها الفعلية بغاية الحزم، وهو ما حدث بالفعل في مواقف شتى، من أبرزها تدخل المملكة في اليمن لاجتثاث التمدد الحوثي وقطع دابر النظام الإيراني، كما أن المملكة ضربت على يد قطر بالحديد لمجرد استشعارها تعاطفها مع النظام الإيراني، وليس من الإنصاف أن يتباكى الآن البعض على اليمن وقطر ويتجاهل الدور الإيراني في تلك الأزمتين، فإيران هي من صنعت الأزمة وهي من أشعل فتيل الحرب ومن أجج أوارها، ولا يمكن أن تقف المملكة مكتوفة الأيدي تجاه ذلك العدوان السافر دون أن تدافع عن أمنها وعن استقرارها وعن عمقها الإستراتيجي.
من الجدير بالذكر في هذا السياق أن نتذكر أنه خلال حقبة الثمانينات ـــ إبان الحرب العراقية الإيرانية ـــ صرحت إيران بأنها قامت بتطوير صواريخ باليستية بعيدة المدى قادرة على استهداف أبعد مدن المملكة، وقد حذرت المملكة حينذاك من خطورة هذا التصريح، وأعلنت أنها قادرة على الحصول على هذا السلاح وقتما ترغب في ذلك، وبالفعل تفاجأت إيران وإعلامها خلال العرض العسكري «سيف عبدالله» في العام 2014 بأن الصواريخ الباليستية بعيدة المدى موجودة بالفعل في المملكة ـــ ومنذ الثمانينات ـــ بل وبإمكانها الوصول لأبعد نقطة داخل الحدود الإيرانية، وذلك دون أن تتباهي المملكة عبر وسائل إعلامها المختلفة بهذا الأمر، بل ولم تتعرض له من الأساس، لأنها لا تسعى للتباهي ولا لاستعراض القوة.
تريد طهران جر المنطقة إلى حرب نووية من خلال الاستمرار في تطوير برنامجها النووي، غير أن تحذير ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي صرح به من فترة وجيزة من أن المملكة قادرة على الحصول على هذا السلاح فور حصول إيران عليه يجب أن يمثل جرس إنذار للنظام الإيراني، الذي يتعين عليه التحوط جيداً لما يقوم بفعله، ويحتم على رموزه التفكير مرات ومرات فيما ذكره ولي العهد بأن المملكة تستطيع بالفعل الحصول على السلاح النووي، وقتما وكيفما وأينما تريد، بل وعلى نحو أسرع بكثير مما تتوقعه طهران أو حتى تتصوره.
* كاتب سعودي
لقد أثبتت المملكة للعالم أجمع وبما لا يدع مجالاً للشك في مناسبات عدة، أن الصواريخ الحوثية التي يتم إطلاقها تجاه المملكة هي صواريخ إيرانية الصنع، وهو ما يؤكد تزويد إيران للحوثيين بصواريخ باليستية للانقضاض على المملكة وترويع مواطنيها، مما يوضح وبقوة مدى عدائية النظام الإيراني ورغبته في إلهاب المنطقة بالكامل وإشعال فتيل الحرب بين جميع دولها، غير أن القيادة الحكيمة في المملكة تفوت دوماً على إيران تلك الفرصة التي ما فتئت تتحينها في كل مناسبة، من خلال تصريحها بوضوح في كل مرة أنها تحتفظ بالحق في الرد في الوقت الذي تحدده وبالطريقة التي تقررها وقتما ترغب في ذلك، مبرهنة فعلاً لا قولاً أنها لن تنجر بسهولة أو ببساطة لتلك الاستفزازات.
لقد انتهجت المملكة خلال صراعها مع إيران التعالي عليها وتجاهل ترهاتها واستفزازاتها التي تكاد لا تتوقف، غير أنها تُقدر كل موقف بقدره الذي يستحقه، ولذلك فهي تواجه أخطارها الفعلية بغاية الحزم، وهو ما حدث بالفعل في مواقف شتى، من أبرزها تدخل المملكة في اليمن لاجتثاث التمدد الحوثي وقطع دابر النظام الإيراني، كما أن المملكة ضربت على يد قطر بالحديد لمجرد استشعارها تعاطفها مع النظام الإيراني، وليس من الإنصاف أن يتباكى الآن البعض على اليمن وقطر ويتجاهل الدور الإيراني في تلك الأزمتين، فإيران هي من صنعت الأزمة وهي من أشعل فتيل الحرب ومن أجج أوارها، ولا يمكن أن تقف المملكة مكتوفة الأيدي تجاه ذلك العدوان السافر دون أن تدافع عن أمنها وعن استقرارها وعن عمقها الإستراتيجي.
من الجدير بالذكر في هذا السياق أن نتذكر أنه خلال حقبة الثمانينات ـــ إبان الحرب العراقية الإيرانية ـــ صرحت إيران بأنها قامت بتطوير صواريخ باليستية بعيدة المدى قادرة على استهداف أبعد مدن المملكة، وقد حذرت المملكة حينذاك من خطورة هذا التصريح، وأعلنت أنها قادرة على الحصول على هذا السلاح وقتما ترغب في ذلك، وبالفعل تفاجأت إيران وإعلامها خلال العرض العسكري «سيف عبدالله» في العام 2014 بأن الصواريخ الباليستية بعيدة المدى موجودة بالفعل في المملكة ـــ ومنذ الثمانينات ـــ بل وبإمكانها الوصول لأبعد نقطة داخل الحدود الإيرانية، وذلك دون أن تتباهي المملكة عبر وسائل إعلامها المختلفة بهذا الأمر، بل ولم تتعرض له من الأساس، لأنها لا تسعى للتباهي ولا لاستعراض القوة.
تريد طهران جر المنطقة إلى حرب نووية من خلال الاستمرار في تطوير برنامجها النووي، غير أن تحذير ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي صرح به من فترة وجيزة من أن المملكة قادرة على الحصول على هذا السلاح فور حصول إيران عليه يجب أن يمثل جرس إنذار للنظام الإيراني، الذي يتعين عليه التحوط جيداً لما يقوم بفعله، ويحتم على رموزه التفكير مرات ومرات فيما ذكره ولي العهد بأن المملكة تستطيع بالفعل الحصول على السلاح النووي، وقتما وكيفما وأينما تريد، بل وعلى نحو أسرع بكثير مما تتوقعه طهران أو حتى تتصوره.
* كاتب سعودي