في موقع التويتر تم إنشاء هاشتاق بعنوان يوم الاعتراف العالمي، ويبدو أن المنشئ أراد (شفط) أسرار النفس البشرية من الداخل لتكون الاعترافات صافية من غير تلفيق أو تجميل.. بل قول الحقيقة كما هي من غير خشية أو لوم..
وقبل ظهور أدوات التواصل كانت الاعترافات محل فضول الناس، وكان أثناء ليالي السهر يلجأ بعض السمار إلى هذا النوع من الاعترافات كتزجية للوقت، لكن كان من الصعوبة بمكان أن تكون الاعترافات حقيقية تماماً، وإنما تحدث انحرافات أو تغطية أو قفزات على الحقيقة ذاتها..
ولأن لكل إنسان أسراره الخاصة تظهر هذه اللعبة من أجل سلب تلك الأسرار أو تعرية الإنسان من أسراره التي يعيش بها كنوع من الملابس التي تستر بدنه، والنفس لها أسرار تستر أعماقها الداخلية، ومن الصعوبة بمكان أن يمنحك أي إنسان كل ما ترسخ في داخله وخشي أن يتطلع عليه الناس (وهنا لا أتحدث عن الإثم، وإنما عن حقائق لا تريد أن يعرفها الآخرون)..
وبالرغم أن الكثير ممن شارك في هاشتاق اليوم العالمي للاعترافات هم شخصيات افتراضية تتحدث من خلال اسم وصورة مفترضة لم يستطيعوا الحديث عن اعترافات جوهرية تمس الداخل.. وهذه الشخصيات الافتراضية لا يمكن أخذ اعترافاتها على إنها حقيقية بدءاً من عدم معرفة الشخصية فهي شخصية مزورة في الأساس..
والذي أريد قوله إن الاعترافات مسألة خاصة جدّاً، وإذا أدخلنا إليها الجانب الديني كمرتكز فلن يتحدث إنسان بحقيقة داخله إلا في حالة ضيقة جدّاً وفي أمر واحد.. وأذكر أنني قدمت شهادة روائية في أحد المحافل الأدبية بعنوان (نسبة الاعترافات الروائية) فكان جوهر تلك الورقة أن الشخصية الروائية هي شخصية افتراضية ولا يعنيها أن تلصق بها أي تهمة، وبالتالي تكون شخصية عارية ولا تحتاج أن تستتر أبداً..
وقد شاركت أيضاً في الحديث عن السيرة الذاتية عند الكتاب، فكنت ميالاً إلى نفي وجود سيرة ذاتية حقيقية، أوردت كل الحقائق التي عاشها الكاتب، ذاكراً أن التركيبة الثقافية للكاتب قائمة على الستر، وأي خطأ يحدثه يمكنه التستر عليه والاستغفار من فعله، بينما ثمة ثقافات تحتاج إلى التطهر واللجوء إلى شخصية تسمع تلك الاعترافات.
كما أن معطياتنا الثقافية قائمة على التكتم وعدم المجاهرة ومن الوصايا: ألاّ تقل سرك لأحد، أو من لم يكن صدره أميناً على سره فمن باب أولى ألاّ يكون الصدر الذي ائتمنته على سرك أميناً عليه.
السؤال الحقيقي: لماذا نريد معرفة أسرار الآخرين؟
والإجابة عن السؤال تحتاج إلى زاوية إضافية سوف نستعيرها يوماً للإجابة.
وقبل ظهور أدوات التواصل كانت الاعترافات محل فضول الناس، وكان أثناء ليالي السهر يلجأ بعض السمار إلى هذا النوع من الاعترافات كتزجية للوقت، لكن كان من الصعوبة بمكان أن تكون الاعترافات حقيقية تماماً، وإنما تحدث انحرافات أو تغطية أو قفزات على الحقيقة ذاتها..
ولأن لكل إنسان أسراره الخاصة تظهر هذه اللعبة من أجل سلب تلك الأسرار أو تعرية الإنسان من أسراره التي يعيش بها كنوع من الملابس التي تستر بدنه، والنفس لها أسرار تستر أعماقها الداخلية، ومن الصعوبة بمكان أن يمنحك أي إنسان كل ما ترسخ في داخله وخشي أن يتطلع عليه الناس (وهنا لا أتحدث عن الإثم، وإنما عن حقائق لا تريد أن يعرفها الآخرون)..
وبالرغم أن الكثير ممن شارك في هاشتاق اليوم العالمي للاعترافات هم شخصيات افتراضية تتحدث من خلال اسم وصورة مفترضة لم يستطيعوا الحديث عن اعترافات جوهرية تمس الداخل.. وهذه الشخصيات الافتراضية لا يمكن أخذ اعترافاتها على إنها حقيقية بدءاً من عدم معرفة الشخصية فهي شخصية مزورة في الأساس..
والذي أريد قوله إن الاعترافات مسألة خاصة جدّاً، وإذا أدخلنا إليها الجانب الديني كمرتكز فلن يتحدث إنسان بحقيقة داخله إلا في حالة ضيقة جدّاً وفي أمر واحد.. وأذكر أنني قدمت شهادة روائية في أحد المحافل الأدبية بعنوان (نسبة الاعترافات الروائية) فكان جوهر تلك الورقة أن الشخصية الروائية هي شخصية افتراضية ولا يعنيها أن تلصق بها أي تهمة، وبالتالي تكون شخصية عارية ولا تحتاج أن تستتر أبداً..
وقد شاركت أيضاً في الحديث عن السيرة الذاتية عند الكتاب، فكنت ميالاً إلى نفي وجود سيرة ذاتية حقيقية، أوردت كل الحقائق التي عاشها الكاتب، ذاكراً أن التركيبة الثقافية للكاتب قائمة على الستر، وأي خطأ يحدثه يمكنه التستر عليه والاستغفار من فعله، بينما ثمة ثقافات تحتاج إلى التطهر واللجوء إلى شخصية تسمع تلك الاعترافات.
كما أن معطياتنا الثقافية قائمة على التكتم وعدم المجاهرة ومن الوصايا: ألاّ تقل سرك لأحد، أو من لم يكن صدره أميناً على سره فمن باب أولى ألاّ يكون الصدر الذي ائتمنته على سرك أميناً عليه.
السؤال الحقيقي: لماذا نريد معرفة أسرار الآخرين؟
والإجابة عن السؤال تحتاج إلى زاوية إضافية سوف نستعيرها يوماً للإجابة.