بعد «ثمانينات» عنيفة وقاسية بعشوائية شهدتها الزراعة السعودية أدت إلى تدهور في منسوب المياه الجوفية، وزراعة للقمح غير مدروسة بعناية، تشهد اليوم حقبة متألقة تستحق الإشادة وأن يكون هناك الأمل في المزيد. يدير الوزارة إداري كفؤ متمرس واع ولا يضع الأضواء نصب عينيه، فهو قد نجح وأنجز في موقعه الأسبق في أكبر شركة ألبان في العالم (المراعي) كرئيس تنفيذي لها.
واليوم يجعل إنجازاته تتحدث عن نفسها. خريطة الزراعة السعودية اليوم بها منتجات فائقة الجودة والتميز.
فالطائف ينتج نوعاً من الورود يصنف الأفضل في العالم، وكذلك يقال عن محاصيل التوت والرمان والعنب في نفس المدينة، وهناك التمور المميزة بأنواعها ونماذجها الغنية والرائعة في كل من القصيم والأحساء والمدينة المنورة، وهناك الزيتون في الجوف والمانجا الطيبة المذاق الآتية من جازان.
كل هذه المنتجات باتت لها «شعبية» بالاسم تنافس المنتوجات المستوردة.
لكن هناك عتباً مفروضاً التصريح به، هو أن سياسات الترويج لهذه المنتجات بدائية للغاية، فهناك نقص في عنصر التمركز للمنتج بسبب عدم وجود صناعة الهوية Branding، بالإضافة لضعف التغليف الذي لا يمنح هوية مميزة بما فيه الكفاية للمنتج بين التنافس المحموم.
يضاف إلى ذلك أن مهرجانات المحاصيل لا تزال تقام بطريقة «بدائية وعشوائية وارتجالية»، تغيب عنها الروح الإبداعية وثقافة الترفيه العصرية.
المطلوب أن يتم ضم مهرجانات المحاصيل المتخصصة إلى روزنامة الترفيه، وإقامة مناسبة استثنائية برعاة كبار وتفكير إبداعي يليق بمناسبة كبرى؛ لأن ما يحصل اليوم يشبه أنشطة مدرسية ترفيهية على أحسن تقدير.
كذلك الأمر بالنسبة لتصنيف المنتجات الزراعية السعودية في البورصات العالمية يجب أن يحظى بنظرة دعم استثنائية حتى يتم الحصول على درجات الجودة الأعلى في كل الفقرات الخاصة بجودة التصنيف دوماً.
التمور السعودية أداؤها التصديري لا يزال لغزاً محيراً، فعلى الرغم من جدارتها من ناحية الكم والنوعية بشكل لا يقبل الجدال إلا أن حصتها من السوق العالمية تبقى ضعيفة وخجولة ودون المأمول ودون إجابات مقنعة لتبرير هذا الوضع.
الزراعة في السعودية قد تبدو للبعض جملة صعبة إلا أن هناك قصصاً كبيرة ومبهرة من النجاح في هذا القطاع.
ولكن المطلوب إدخال الكثير من الفكر الإبداعي الخلاق الجديد لإبراز المزايا التنافسية والجودة الاستثنائية للمنتجات والمحاصيل وهو الذي لا يحصل الآن وبالتالي يقلص من فرص النجاح الممكن حصوله.
* كاتب سعودي
واليوم يجعل إنجازاته تتحدث عن نفسها. خريطة الزراعة السعودية اليوم بها منتجات فائقة الجودة والتميز.
فالطائف ينتج نوعاً من الورود يصنف الأفضل في العالم، وكذلك يقال عن محاصيل التوت والرمان والعنب في نفس المدينة، وهناك التمور المميزة بأنواعها ونماذجها الغنية والرائعة في كل من القصيم والأحساء والمدينة المنورة، وهناك الزيتون في الجوف والمانجا الطيبة المذاق الآتية من جازان.
كل هذه المنتجات باتت لها «شعبية» بالاسم تنافس المنتوجات المستوردة.
لكن هناك عتباً مفروضاً التصريح به، هو أن سياسات الترويج لهذه المنتجات بدائية للغاية، فهناك نقص في عنصر التمركز للمنتج بسبب عدم وجود صناعة الهوية Branding، بالإضافة لضعف التغليف الذي لا يمنح هوية مميزة بما فيه الكفاية للمنتج بين التنافس المحموم.
يضاف إلى ذلك أن مهرجانات المحاصيل لا تزال تقام بطريقة «بدائية وعشوائية وارتجالية»، تغيب عنها الروح الإبداعية وثقافة الترفيه العصرية.
المطلوب أن يتم ضم مهرجانات المحاصيل المتخصصة إلى روزنامة الترفيه، وإقامة مناسبة استثنائية برعاة كبار وتفكير إبداعي يليق بمناسبة كبرى؛ لأن ما يحصل اليوم يشبه أنشطة مدرسية ترفيهية على أحسن تقدير.
كذلك الأمر بالنسبة لتصنيف المنتجات الزراعية السعودية في البورصات العالمية يجب أن يحظى بنظرة دعم استثنائية حتى يتم الحصول على درجات الجودة الأعلى في كل الفقرات الخاصة بجودة التصنيف دوماً.
التمور السعودية أداؤها التصديري لا يزال لغزاً محيراً، فعلى الرغم من جدارتها من ناحية الكم والنوعية بشكل لا يقبل الجدال إلا أن حصتها من السوق العالمية تبقى ضعيفة وخجولة ودون المأمول ودون إجابات مقنعة لتبرير هذا الوضع.
الزراعة في السعودية قد تبدو للبعض جملة صعبة إلا أن هناك قصصاً كبيرة ومبهرة من النجاح في هذا القطاع.
ولكن المطلوب إدخال الكثير من الفكر الإبداعي الخلاق الجديد لإبراز المزايا التنافسية والجودة الاستثنائية للمنتجات والمحاصيل وهو الذي لا يحصل الآن وبالتالي يقلص من فرص النجاح الممكن حصوله.
* كاتب سعودي