-A +A
عبده خال
لا أريد الدخول من الزاوية المستهجنة عندما يقال (كلام نسوان)، ففي اليومين الأخيرين أثيرت ردود فعل واسعة الانتشار لما قالته الكاتبة فجر السعيد من وصايا عشر للفنانة نجلاء فتحي بالابتعاد عن الظهور بشكلها الحالي؛ لتحافظ على جمالها الذي كان مضماراً لركض الخيّالة بالفوز بنظرة واحدة من نجلاء.

وفي قول فجر السعيد رقة عقل وتسطيح يتناسب مع العقلية التي تسير في الهامش وتحفل بكل ما هو مزيف، فالجمال أمر نسبي ولكل إنسان جماله المرحلي، ويحمد للفنانة نجلاء فتحي تثبيت جمالها في اللحظة الراهنة التي وصلت إليها ومن ذهب إلى عمليات التجميل من السيدات الأخريات ازددن قبحاً لأن المقاييس الجمالية هي نابعة من الداخل، وكل امرأة تظهر بشكلها المرحلي تكون واثقة من وجود في العمق..


والسيدة فجر السعيد أتظن أن جمالها الآن يليق بها أن تظهر به، بمعنى لو أن أحداً طالبها بالاختفاء لكي يحتفظ المعجبون بها بالصورة الأولى التي ظهرت عليها واكتسبت المعجبين.. ما هكذا يا فجر تورد الإبل..

ولأن عالم الإثارة يقوم على مبدأ (قلب الطاولة) أظن أن السيدة فجر (وهي عادة قديمة لها) أرادت إحداث زوبعة في فنجان لأن القضية ليس لها طعم في الأساس ومع إثارتها شارك الجميع في إعطاء الموضوع نكهة المتفرجين الذي أشبه بمجموعة يلحسون اللبن من صحن واحد من غير تقزز.

ونجلاء فتحي من فلم الكراج وهي تعتمد على موهبتها الفنية الإبداعية بعيداً عن شكلها الجميل، ويحمد لها اعتمادها على طاقات أخرى في داخلها بدلاً من السيدة الجميلة وحسب... والسيدات اللاتي ليس لديهن إلا جمالهن يسقطن في الحياة مع زوال الجمال... أما من يلجأن للتجميل طوال الوقت، هن يحاكين المثل (لا يصلح العطار ما أفسده الدهر)..

كان بالإمكان أن أعبر هذه الحادثة من غير التعليق عليها لأنها موضوع يصلح لأن يلاك في أفواه النساء الفارغات، والذي جذبني للتعليق هو ما نشاهده من عمليات تجميل حتى غدت النساء كلهن نسخة واحدة (فأين الجمال في هذا)؟ وكنت أتمنى لو أن السيدة فجر السعيد طالبت بنات جنسها بالرضا بما هن عليه بدل خسائر عمليات التجميل التي لا تدوم إلا أشهراً وفجأة تجد المرأة المنفخة مثل دولاب السيارة (المنسم) ليس أمامك إلا أن ترميه في الشنطة.

أخيراً: الرضا عن الذات هو الجمال الحقيقي.