خطوة مهمة وفي الاتجاه الصحيح تلك التي أعلنها معالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى عن عزم الوزارة إطلاق مجموعة من البرامج التدريبية الاختيارية للمعلمين والمعلمات خلال فصل الصيف بحوافز متنوعة. وتكمن أهمية هذه البرامج، ويصل عددها إلى 400 برنامج، في أكثر من دلالة، أولها حرص الوزارة -من حيث الموضوع- على الاهتمام أكثر بتدريب المعلمين والمعلمات باعتبارهم الثروة الأهم لرسالة التعليم.
الأمر الثاني -من حيث التوقيت- هو استثمار الإجازة الصيفية في تدريب مفيد، خاصة أن موسم الصيف طويل ومتصل لعدة أشهر.. ومع أن العطلة الصيفية فرصة لالتقاط الأنفاس بعد عام دراسي كامل، لكنّ رسالة التعليم تستحق المزيد من التدريب الهادف في جوانب مختلفة للارتقاء بالعطاء النوعي، وفي ذلك يتنافس المتنافسون.
ثالث الدلائل المهمة أن استغلال الإجازة الصيفية بهذه البرامج يعكس استشعار الوزارة لحجم التحديات الملقاة على التعليم، فبلادنا تقتحم مرحلة جادة من التطوير الذي يحتاج إلى جودة طموحة ومتقدمة للتعليم، وإزالة الفجوة العلمية والمهارات بين التعليم العام وبين التعليم الجامعي والعالي بشكل عام، حيث ظلت شكوى الجامعات من ضعف مدخلاته من الثانوية العامة حالة مزمنة لسنوات طويلة خلت.
أيضا تحديات عصر التطور تستلزم الخروج من الصندوق والأسلوب التقليدي، ويكمن مفتاح هذه المعادلة في أمرين؛ أولهما العقل العلمي بكافة تخصصاته، والثاني في المناهج والمقررات التي لم يعد لدينا وقت ولا رفاهية الانتظار لاستكمالها، لنتمكن من اللحاق بركب العصر وتطبيق أحدث أساليب التعليم، وحقا قطعت الوزارة شوطا مميزا في ذلك، لكن لابد أن تتلازم قدرات المعلمين والمعلمات مع طبيعة المرحلة، ونثق تماما في كفاءاتهم وإخلاصهم.
جميعنا يدرك جيدا أن هذه العملية ليست سهلة ولا بسيطة، وتستغرق زمنا بحساب السنين حتى تؤتي ثمارها، فنحن نتحدث هنا عن مشوار تعليمي للطالب والطالبة يستغرق نحو 16 عاما من الابتدائية حتى الشهادة الجامعية، وتزداد السنوات مع الكليات التطبيقية.
إن تنظيم 400 برنامج تدريبي لمعلمين ومعلمات خلال الإجازة، أظنه مكسبا كبيرا لهم في تخصصاتهم من حيث المهارات، وهي قيمة عظيمة وثمرته أعظم بالعطاء لبناء المجتمع بعقل إيجابي ومتحفز للعلم والعمل لمستقبل الوطن.
نريد أن نذيب الفجوات في النظام التعليمي بين مراحله، ونتمنى الوصول إلى نماذج الدول المتقدمة التي لا تهدأ في التطوير للتعليم وللقائمين عليه، ومن اطلع على التعليم في تلك الدول، يجده في سباق لا يهدأ ويسابق العصر ويحظى باهتمام مراكز الدراسات والخبراء والمعلمين والمعلمات والأكاديميين وحتى الدارسين والدارسات، والمثير للإعجاب أنهم لا يضيعون وقتا بل يستثمرون إجازتهم في التعليم وتطبيقاته الجديدة.
بقيت نقطة ذات صلة وهي ملتقى المعلمين والمعلمات الدولي، والذي يتوج اهتمام الوزارة بخطتها لتنفيذ ما يخصها ضمن (رؤية 2030) ففي هذا العصر المفتوح على مصراعيه للتقدم العلمي والتقني، يبدأ قياس تطور الشعوب بالعلم والأبحاث والابتكارات، أو كما نقول (فتّش عن التعليم) وفي مثل هذا الملتقى بجلساته وورش العمل والحضور المحلي والدولي من الخبراء والمتخصصين، تكون الفرصة عظيمة لتلاقي التجارب التعليمية والتعرف على الأحدث بما يسهم في تسريع المشروع الوطني للتعليم.
أخيرا إن برامج التدريب الصيفية والملتقى الدولي يمثلان فرصة سانحة للاستماع إلى صوت المعلمين والمعلمات وتحديات رسالتهم، ولا بد أن يصل صوتهم والتفاعل معه حتى يتحقق الهدف المنشود. تحية تقدير للوزارة ولأهل التعليم كافة، والله الموفق.
* كاتب سعودي
الأمر الثاني -من حيث التوقيت- هو استثمار الإجازة الصيفية في تدريب مفيد، خاصة أن موسم الصيف طويل ومتصل لعدة أشهر.. ومع أن العطلة الصيفية فرصة لالتقاط الأنفاس بعد عام دراسي كامل، لكنّ رسالة التعليم تستحق المزيد من التدريب الهادف في جوانب مختلفة للارتقاء بالعطاء النوعي، وفي ذلك يتنافس المتنافسون.
ثالث الدلائل المهمة أن استغلال الإجازة الصيفية بهذه البرامج يعكس استشعار الوزارة لحجم التحديات الملقاة على التعليم، فبلادنا تقتحم مرحلة جادة من التطوير الذي يحتاج إلى جودة طموحة ومتقدمة للتعليم، وإزالة الفجوة العلمية والمهارات بين التعليم العام وبين التعليم الجامعي والعالي بشكل عام، حيث ظلت شكوى الجامعات من ضعف مدخلاته من الثانوية العامة حالة مزمنة لسنوات طويلة خلت.
أيضا تحديات عصر التطور تستلزم الخروج من الصندوق والأسلوب التقليدي، ويكمن مفتاح هذه المعادلة في أمرين؛ أولهما العقل العلمي بكافة تخصصاته، والثاني في المناهج والمقررات التي لم يعد لدينا وقت ولا رفاهية الانتظار لاستكمالها، لنتمكن من اللحاق بركب العصر وتطبيق أحدث أساليب التعليم، وحقا قطعت الوزارة شوطا مميزا في ذلك، لكن لابد أن تتلازم قدرات المعلمين والمعلمات مع طبيعة المرحلة، ونثق تماما في كفاءاتهم وإخلاصهم.
جميعنا يدرك جيدا أن هذه العملية ليست سهلة ولا بسيطة، وتستغرق زمنا بحساب السنين حتى تؤتي ثمارها، فنحن نتحدث هنا عن مشوار تعليمي للطالب والطالبة يستغرق نحو 16 عاما من الابتدائية حتى الشهادة الجامعية، وتزداد السنوات مع الكليات التطبيقية.
إن تنظيم 400 برنامج تدريبي لمعلمين ومعلمات خلال الإجازة، أظنه مكسبا كبيرا لهم في تخصصاتهم من حيث المهارات، وهي قيمة عظيمة وثمرته أعظم بالعطاء لبناء المجتمع بعقل إيجابي ومتحفز للعلم والعمل لمستقبل الوطن.
نريد أن نذيب الفجوات في النظام التعليمي بين مراحله، ونتمنى الوصول إلى نماذج الدول المتقدمة التي لا تهدأ في التطوير للتعليم وللقائمين عليه، ومن اطلع على التعليم في تلك الدول، يجده في سباق لا يهدأ ويسابق العصر ويحظى باهتمام مراكز الدراسات والخبراء والمعلمين والمعلمات والأكاديميين وحتى الدارسين والدارسات، والمثير للإعجاب أنهم لا يضيعون وقتا بل يستثمرون إجازتهم في التعليم وتطبيقاته الجديدة.
بقيت نقطة ذات صلة وهي ملتقى المعلمين والمعلمات الدولي، والذي يتوج اهتمام الوزارة بخطتها لتنفيذ ما يخصها ضمن (رؤية 2030) ففي هذا العصر المفتوح على مصراعيه للتقدم العلمي والتقني، يبدأ قياس تطور الشعوب بالعلم والأبحاث والابتكارات، أو كما نقول (فتّش عن التعليم) وفي مثل هذا الملتقى بجلساته وورش العمل والحضور المحلي والدولي من الخبراء والمتخصصين، تكون الفرصة عظيمة لتلاقي التجارب التعليمية والتعرف على الأحدث بما يسهم في تسريع المشروع الوطني للتعليم.
أخيرا إن برامج التدريب الصيفية والملتقى الدولي يمثلان فرصة سانحة للاستماع إلى صوت المعلمين والمعلمات وتحديات رسالتهم، ولا بد أن يصل صوتهم والتفاعل معه حتى يتحقق الهدف المنشود. تحية تقدير للوزارة ولأهل التعليم كافة، والله الموفق.
* كاتب سعودي