من كان يبحث عن موضوع تحويل القبلة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت المقدس إلى البيت الحرام بمكة المكرمة فعليه بكتاب «تفسير الطبري» وهو جامع البيان في تفسير القرآن، للإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري رحمه الله.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى الشام متوجهاً نحو صخرة بيت المقدس، وقد أعجب ذلك اليهود في المدينة، ولبث عليه الصلاة والسلام يصلي نحو 16 شهراً وفي رواية نحو 13 شهراً إلى بيت المقدس من بعد هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.
وأورد الطبري عن أبي إسحاق عن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده أو أخواله من الأنصار وأنه صلى قبل بيت المقدس 16 شهراً وكان يعجبه أن تكون قبلته قِبَل البيت وأنه صلى صلاة العصر ومعه قوم فخرج رجل ممن صلى معه فمر على أهل المسجد وهم ركوع فقال: أشهد لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مكة فداروا كما هم قبل البيت وكان يعجبه أن يحول قِبَل البيت، وكان اليهود أعجبهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قبل بيت المقدس وأهل الكتاب فلما ولى وجهه قِبَل البيت أنكروا ذلك.
لقد كانت الصلاة إلى بيت المقدس نوعاً من التأليف لقلوب اليهود كما ذكر ذلك بعض التابعين، ثم كان التحول إلى الكعبة حدثاً هاماً في تاريخ الدعوة الإسلامية، والكعبة هي قِبْلة سيدنا إبراهيم عليه السلام، وهناك ارتباط وثيق بين مكة المكرمة وبيت المقدس. وقد كانت قمة الظهران للدول العربية التي انعقدت يوم الأحد 29 رجب 1439هـ الموافق 15 أبريل 2018م، قد أكدت على هذا المعنى حين أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – سلمه الله – اسم «قمة القدس» على هذا اللقاء تنبيهاً على أهمية القدس في وجدان الأمة العربية والإسلامية.
وقد سمي المسجد الأقصى أولى القبلتين، وجاء في كتاب الله قوله سبحانه: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله}.
ولما تحولت القبلة اعترض بعض العرب واعترض اليهود، وقال تعالى: {سيقول السفهاء ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}.
وبعد هذا الحدث العظيم بشهر أو شهرين وقعت غزوة بدر التي انتصر فيها الإسلام والمسلمون على قريش والمشركين وانتشر الدين الإسلامي في أرجاء المعمورة.
السطر الأخير:
إنَّ الْعَرَانِينَ تَلْقَاهَا مُحَسَّدَةً ** وَلَا تَرَى لِلِئَامِ النَّاسِ
حُسَّادا.
* كاتب سعودي
aokhayat@yahoo.com
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى الشام متوجهاً نحو صخرة بيت المقدس، وقد أعجب ذلك اليهود في المدينة، ولبث عليه الصلاة والسلام يصلي نحو 16 شهراً وفي رواية نحو 13 شهراً إلى بيت المقدس من بعد هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.
وأورد الطبري عن أبي إسحاق عن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده أو أخواله من الأنصار وأنه صلى قبل بيت المقدس 16 شهراً وكان يعجبه أن تكون قبلته قِبَل البيت وأنه صلى صلاة العصر ومعه قوم فخرج رجل ممن صلى معه فمر على أهل المسجد وهم ركوع فقال: أشهد لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مكة فداروا كما هم قبل البيت وكان يعجبه أن يحول قِبَل البيت، وكان اليهود أعجبهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قبل بيت المقدس وأهل الكتاب فلما ولى وجهه قِبَل البيت أنكروا ذلك.
لقد كانت الصلاة إلى بيت المقدس نوعاً من التأليف لقلوب اليهود كما ذكر ذلك بعض التابعين، ثم كان التحول إلى الكعبة حدثاً هاماً في تاريخ الدعوة الإسلامية، والكعبة هي قِبْلة سيدنا إبراهيم عليه السلام، وهناك ارتباط وثيق بين مكة المكرمة وبيت المقدس. وقد كانت قمة الظهران للدول العربية التي انعقدت يوم الأحد 29 رجب 1439هـ الموافق 15 أبريل 2018م، قد أكدت على هذا المعنى حين أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – سلمه الله – اسم «قمة القدس» على هذا اللقاء تنبيهاً على أهمية القدس في وجدان الأمة العربية والإسلامية.
وقد سمي المسجد الأقصى أولى القبلتين، وجاء في كتاب الله قوله سبحانه: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله}.
ولما تحولت القبلة اعترض بعض العرب واعترض اليهود، وقال تعالى: {سيقول السفهاء ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}.
وبعد هذا الحدث العظيم بشهر أو شهرين وقعت غزوة بدر التي انتصر فيها الإسلام والمسلمون على قريش والمشركين وانتشر الدين الإسلامي في أرجاء المعمورة.
السطر الأخير:
إنَّ الْعَرَانِينَ تَلْقَاهَا مُحَسَّدَةً ** وَلَا تَرَى لِلِئَامِ النَّاسِ
حُسَّادا.
* كاتب سعودي
aokhayat@yahoo.com