في عام 2005 كان الإرهاب الدولي يضرب ويفتك بالدول العربية، وكانت نتائجه وخيمة على العرب باغتيال رفيق الحريري في تفجير سيارة مفخخة في بيروت. وكان عام عودة أنور العولقي القيادي في القاعدة إلى اليمن. وتسليم أمريكا العراق رسمياً لصفويين وبداية محاكمة صدام حسين وبداية تهيئة المناخ لاستمرار الإرهاب الدولي في المنطقة.
أين عقد أول مؤتمر دولي لمحاربة الإرهاب؟
وفي ذات العام كانت المملكة قد أنهت بكل اقتدار تواجد القاعدة في المملكة. وهو ما مكنها من قيادة العالم لمحاربة الإرهاب باستضافة الرياض أول مؤتمر دولي لمحاربة الإرهاب. وطلب المغفور له بإذن الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز المؤسس لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، المجتمع الدولي لإنشاء مركز دولي لمحاربة الإرهاب؛ انطلاقاً من إيمانه الراسخ بأنه يمكن مكافحة الإرهاب على نحو أكثر فعالية عندما تعمل بشكل وثيق في جميع المجالات بما فيها تبادل المعلومات.
ولجدية المملكة في هذا الملف تعهدت بعد 3 أعوام من المؤتمر بتمويل الأمم المتحدة بمبلغ 10 ملايين دولار لإنشاء المركز الدولي والمساهمة في حفظ السلم والأمن الدوليين. ولعب هذا الدعم دوراً جوهرياً في تأسيس المركز عام 2012.
وتم تأسيس المجلس الاستشاري لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، بمشاركة 21 عضواً وهم أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا والنرويج وسويسرا وإسبانيا والصين وإندونيسيا والهند والبرازيل والأرجنتين وتركيا والمغرب ومصر والجزائر وباكستان ونيجيريا والسعودية بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي كعضو زائر. السؤال هل تعرف من يرأس هذا المجلس الاستشاري؟ سأترككم تبحثون عن الإجابة.
في المقابل كانت قطر في عام 2012 منشغلة بإدارة الحرب الناعمة على مصر واليمن والمملكة والبحرين لقلب أنظمة الحكم فيها.
ولأن المملكة دولة أفعال وليست أقوال في محاربة الإرهاب تبرعت المملكة في عام 2014 بمبلغ سخي وقدره 100 مليون دولار لهذا المركز الدولي.
كيف يريدون الفتك بالمملكة؟
وكانت هناك بعض الدول تحاول الفتك بالمملكة بقيادة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وبعض مراكز الأبحاث الأمريكية المشبوهة المدعومة مادياً من قطر. وبتنفيذ قطري عن طريق مراكز التدريب وإدارة الحسابات الوهمية لزعزعة أمن المملكة سواء عن طريق القوة الناعمة أو عن طريق دعم الجماعات الإرهابية بصورة مباشرة أو غير مباشرة وبمساهمة كبيرة من إيران. وتحولت الحرب الناعمة والحرب الصلبة على المملكة إلى الذكية بإنتاج قانون جاستا في آخر عهد أوباما لتحضيره لعهد هيلري كلينتون. للمعلومية ما زالت قطر تعمل بشكل كبير وتدعم مراكز الأبحاث لتشويه سمعة المملكة وتحسين صورة جماعة الإخوان المسلمين.
ما هي المراحل المهمة في محاربة الإرهاب؟
في عام 2015؛ أي بعد 10 سنوات من استضافة المملكة للمؤتمر الدولي الأول لمحاربة الإرهاب دخلت المملكة في عهد ملكها الحازم منعطفاً مهماً في مرحلة الحرب على الإرهاب وهي بناء تحالف عربي لمحاربة الإرهاب بزعامتها. وتم دعم الحكومة اليمنية الشرعية في حربها ضد الإرهاب الصفوي المتمثل في جماعة الحوثي تحت مظلة قانونية شرعية أممية. وللقضاء على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتواجد في اليمن والذي أصبح يشن هجمات إرهابية على المملكة من اليمن بعد القضاء على تواجده في المملكة.
وانتقلت المملكة في حربها على الإرهاب إلى مرحلة متقدمة وهي مقاطعة الدول الداعمة للإرهاب. في عام 2017 اتخذت المملكة ومصر الدولتان العضوان في المجلس الاستشاري لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، والبحرين والإمارات العضوان في التحالف العربي والإسلامي لمحاربة الإرهاب، قراراً حاسماً بقطع العلاقات مع الدولة الداعمة للإرهاب مادياً وإعلامياً وهي قطر. هذا القرار جاء بعد استمرار قطر بدعم الإرهاب وتهديد أمن دول الخليج.
هل تعرف الحدث الأهم قبل الأسبوع في الرياض بعد قمة الظهران؟
قبل 10 أيام تقريباً عادت الرياض واحتضنت الاجتماع السادس عشر للمجلس الاستشاري لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب وهو يوم 17 أبريل 2018. ولأن منظمة الأمم المتحدة تدرك حجم ودور المملكة المهم فقد أصر رأس هرمها معالي الأمين العام السيد انتونيو غوتيريس على الحضور وافتتاح الاجتماع مع معالي وزير الخارجية عادل الجبير بالرغم من انشغاله في الأزمة السورية. وكان هذا الاجتماع مختلفاً تماماً ومهماً من حيث التوقيت للأسباب التالية:
• عرض الأدلة الدامغة التي تثبت تورط إيران بالصواريخ التي تهدد أمن المملكة لإثبات إدانة إيران بزعزعة الأمن والسلم الدوليين عن طريق دعم جماعة الحوثي.
• كشف أكاذيب الحرب الناعمة التي تقودها قطر وجماعات الحوثي لتشويه دور التحالف العربي لمواجهة إرهاب الحوثي والتغطية على إرهابه.
• الاطلاع على النموذج السعودي في محاربة الإرهاب.
• الاطلاع على جهود المملكة لإغاثة الشعب اليمني.
من كان يقف خلف هذا الحدث؟
لعب أعضاء الوفد السعودي في الأمم المتحدة دوراً محورياً لإقامة الاجتماع السادس عشر للمجلس الاستشاري لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في الرياض بهذا الوقت. فهي إشارة واضحة بثقة الأمم المتحدة بالمملكة في جميع القرارات التي اتخذتها في محاربة الإرهاب سواء كانت في مقاطعة قطر أو الحرب على إرهاب الحوثي المدعومة من إيران. والأهم فهي قد حرقت الورقة التي تلعبها قطر في حربها الناعمة ضد المملكة لتشويه سمعة المملكة.
واطلع أعضاء المجلس الاستشاري عن الدور الكبير والمميز للمملكة في محاربة الإرهاب عن طريق المؤسسات الحكومية والجهات المستقلة والتي تدار بأفراد متطوعين كحملة السكينة. وما يؤكد استحقاق المملكة لقيادة ملف الإرهاب على مستوى العرب هو قيادة الكفاءات السعودية للمكتب العربي لمكافحة التطرف والإرهاب وهو ما يشرفنا كسعوديين.
وها هي نيويورك الكبيرة بعلمائها وخبرائها قد جاءت إلى الرياض بعد أن صنع السعوديون بدمائهم وجهدهم ومالهم أنموذجاً يحتذى به لصناعة الأمن والسلم الدوليين ما يسهم مساهمة فعالة بمساعدة الدول على كيفية تطبيق إستراتيجية الأمم المتحدة لمحاربة الإرهاب. والسؤال لماذا لا تطلق الأمم المتحدة مؤشراً لقياس أداء الدول الأعضاء في تطبيق إستراتيجيتها لمحاربة الإرهاب؟
وتبقت خطوة نهائية للمملكة في حربها على الإرهاب وهي الضغط بكل قوة على مجلس الأمن لاتخاذ إجراءات حاسمة تجاه إيران حيث إن الظروف مهيأة لذلك. ولا بد أن يستغل الوفد السعودي في الأمم المتحدة هذه الفرصة لقطع رأس الأفعى في نيويورك بعد أن زعزع أمن الدول العربية.. المشوار صعب ولكن أنتم لها..
* عضو الأكاديمية الأمريكية للطب الشرعي - استشاري الأدلة الرقمية
Dr_Almorjan@
أين عقد أول مؤتمر دولي لمحاربة الإرهاب؟
وفي ذات العام كانت المملكة قد أنهت بكل اقتدار تواجد القاعدة في المملكة. وهو ما مكنها من قيادة العالم لمحاربة الإرهاب باستضافة الرياض أول مؤتمر دولي لمحاربة الإرهاب. وطلب المغفور له بإذن الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز المؤسس لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، المجتمع الدولي لإنشاء مركز دولي لمحاربة الإرهاب؛ انطلاقاً من إيمانه الراسخ بأنه يمكن مكافحة الإرهاب على نحو أكثر فعالية عندما تعمل بشكل وثيق في جميع المجالات بما فيها تبادل المعلومات.
ولجدية المملكة في هذا الملف تعهدت بعد 3 أعوام من المؤتمر بتمويل الأمم المتحدة بمبلغ 10 ملايين دولار لإنشاء المركز الدولي والمساهمة في حفظ السلم والأمن الدوليين. ولعب هذا الدعم دوراً جوهرياً في تأسيس المركز عام 2012.
وتم تأسيس المجلس الاستشاري لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، بمشاركة 21 عضواً وهم أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا والنرويج وسويسرا وإسبانيا والصين وإندونيسيا والهند والبرازيل والأرجنتين وتركيا والمغرب ومصر والجزائر وباكستان ونيجيريا والسعودية بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي كعضو زائر. السؤال هل تعرف من يرأس هذا المجلس الاستشاري؟ سأترككم تبحثون عن الإجابة.
في المقابل كانت قطر في عام 2012 منشغلة بإدارة الحرب الناعمة على مصر واليمن والمملكة والبحرين لقلب أنظمة الحكم فيها.
ولأن المملكة دولة أفعال وليست أقوال في محاربة الإرهاب تبرعت المملكة في عام 2014 بمبلغ سخي وقدره 100 مليون دولار لهذا المركز الدولي.
كيف يريدون الفتك بالمملكة؟
وكانت هناك بعض الدول تحاول الفتك بالمملكة بقيادة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وبعض مراكز الأبحاث الأمريكية المشبوهة المدعومة مادياً من قطر. وبتنفيذ قطري عن طريق مراكز التدريب وإدارة الحسابات الوهمية لزعزعة أمن المملكة سواء عن طريق القوة الناعمة أو عن طريق دعم الجماعات الإرهابية بصورة مباشرة أو غير مباشرة وبمساهمة كبيرة من إيران. وتحولت الحرب الناعمة والحرب الصلبة على المملكة إلى الذكية بإنتاج قانون جاستا في آخر عهد أوباما لتحضيره لعهد هيلري كلينتون. للمعلومية ما زالت قطر تعمل بشكل كبير وتدعم مراكز الأبحاث لتشويه سمعة المملكة وتحسين صورة جماعة الإخوان المسلمين.
ما هي المراحل المهمة في محاربة الإرهاب؟
في عام 2015؛ أي بعد 10 سنوات من استضافة المملكة للمؤتمر الدولي الأول لمحاربة الإرهاب دخلت المملكة في عهد ملكها الحازم منعطفاً مهماً في مرحلة الحرب على الإرهاب وهي بناء تحالف عربي لمحاربة الإرهاب بزعامتها. وتم دعم الحكومة اليمنية الشرعية في حربها ضد الإرهاب الصفوي المتمثل في جماعة الحوثي تحت مظلة قانونية شرعية أممية. وللقضاء على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتواجد في اليمن والذي أصبح يشن هجمات إرهابية على المملكة من اليمن بعد القضاء على تواجده في المملكة.
وانتقلت المملكة في حربها على الإرهاب إلى مرحلة متقدمة وهي مقاطعة الدول الداعمة للإرهاب. في عام 2017 اتخذت المملكة ومصر الدولتان العضوان في المجلس الاستشاري لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، والبحرين والإمارات العضوان في التحالف العربي والإسلامي لمحاربة الإرهاب، قراراً حاسماً بقطع العلاقات مع الدولة الداعمة للإرهاب مادياً وإعلامياً وهي قطر. هذا القرار جاء بعد استمرار قطر بدعم الإرهاب وتهديد أمن دول الخليج.
هل تعرف الحدث الأهم قبل الأسبوع في الرياض بعد قمة الظهران؟
قبل 10 أيام تقريباً عادت الرياض واحتضنت الاجتماع السادس عشر للمجلس الاستشاري لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب وهو يوم 17 أبريل 2018. ولأن منظمة الأمم المتحدة تدرك حجم ودور المملكة المهم فقد أصر رأس هرمها معالي الأمين العام السيد انتونيو غوتيريس على الحضور وافتتاح الاجتماع مع معالي وزير الخارجية عادل الجبير بالرغم من انشغاله في الأزمة السورية. وكان هذا الاجتماع مختلفاً تماماً ومهماً من حيث التوقيت للأسباب التالية:
• عرض الأدلة الدامغة التي تثبت تورط إيران بالصواريخ التي تهدد أمن المملكة لإثبات إدانة إيران بزعزعة الأمن والسلم الدوليين عن طريق دعم جماعة الحوثي.
• كشف أكاذيب الحرب الناعمة التي تقودها قطر وجماعات الحوثي لتشويه دور التحالف العربي لمواجهة إرهاب الحوثي والتغطية على إرهابه.
• الاطلاع على النموذج السعودي في محاربة الإرهاب.
• الاطلاع على جهود المملكة لإغاثة الشعب اليمني.
من كان يقف خلف هذا الحدث؟
لعب أعضاء الوفد السعودي في الأمم المتحدة دوراً محورياً لإقامة الاجتماع السادس عشر للمجلس الاستشاري لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في الرياض بهذا الوقت. فهي إشارة واضحة بثقة الأمم المتحدة بالمملكة في جميع القرارات التي اتخذتها في محاربة الإرهاب سواء كانت في مقاطعة قطر أو الحرب على إرهاب الحوثي المدعومة من إيران. والأهم فهي قد حرقت الورقة التي تلعبها قطر في حربها الناعمة ضد المملكة لتشويه سمعة المملكة.
واطلع أعضاء المجلس الاستشاري عن الدور الكبير والمميز للمملكة في محاربة الإرهاب عن طريق المؤسسات الحكومية والجهات المستقلة والتي تدار بأفراد متطوعين كحملة السكينة. وما يؤكد استحقاق المملكة لقيادة ملف الإرهاب على مستوى العرب هو قيادة الكفاءات السعودية للمكتب العربي لمكافحة التطرف والإرهاب وهو ما يشرفنا كسعوديين.
وها هي نيويورك الكبيرة بعلمائها وخبرائها قد جاءت إلى الرياض بعد أن صنع السعوديون بدمائهم وجهدهم ومالهم أنموذجاً يحتذى به لصناعة الأمن والسلم الدوليين ما يسهم مساهمة فعالة بمساعدة الدول على كيفية تطبيق إستراتيجية الأمم المتحدة لمحاربة الإرهاب. والسؤال لماذا لا تطلق الأمم المتحدة مؤشراً لقياس أداء الدول الأعضاء في تطبيق إستراتيجيتها لمحاربة الإرهاب؟
وتبقت خطوة نهائية للمملكة في حربها على الإرهاب وهي الضغط بكل قوة على مجلس الأمن لاتخاذ إجراءات حاسمة تجاه إيران حيث إن الظروف مهيأة لذلك. ولا بد أن يستغل الوفد السعودي في الأمم المتحدة هذه الفرصة لقطع رأس الأفعى في نيويورك بعد أن زعزع أمن الدول العربية.. المشوار صعب ولكن أنتم لها..
* عضو الأكاديمية الأمريكية للطب الشرعي - استشاري الأدلة الرقمية
Dr_Almorjan@