من المؤكد أن الكتابة عمل إرادي يقوم به الكاتب عن وعي، وضمير متيقظ، وقراءات تعبر عن أفكاره.
ويخطئ كثيرون حين يعتمدون التعريف الشائع للكاتب: أنه الشخص الذي يحول «الكافيين» إلى كلمات؛ إذ إن كثيراً من الكُتَّاب لا يتناولون القهوة أصلاً!
ويخطئ مثلهم من يؤمنون بالتعريف الشائع أيضاً للكاتب بأنه الشخص الذي يكتب في مقابل أجر مالي أو من دونه. وبالطبع هناك من عرّفوا الكاتب بأنه من يخلق بالكلمات عوالم شاسعة من خلال الحقائق والوقائع أو الخيال المحض. وكلها -بنظري- تعريفات تتجاهل السياق المجتمعي الذي يعيش فيه الكاتب، وحاجاته، وإشكالاته، ومطالبه، رغباته وهمومه.
لكن المهم أن الكتابة عمل فردي. وصلة القارئ بالكاتب الذي يقرأ له كتاباً أو مقالاً أصبحت في هذا الزمن تفاعلية بفضل التطورات التقنية وليس كما كان في السابق.
أما بالنسبة إلى مجتمعاتنا، فمن الضروري أن نتنبه إلى أن موهبة الكتابة تتوافر لدى البعض. وحتى لو حاول من تُعوزهم القدرة على الكتابة أن يسطروا شيئاً فلن يعني ذلك أنهم سيعدون في زمرة الكُتّاب والمؤلفين المميزين. وفي كثير من الحالات يمكن أن يلاحظ المراقب أن هناك من يتطفل على الكتابة، ويقوم بتنسيق الجُمل، نسخاً ولصقاً. لا أكثر ولا أقلّ.
فكيف تعرف نفسك إن كنت كاتباً حقاً؟ وكيف تعرف إن كان الآخرون كُتّابا حقيقيين من واقع ما تقرأه لهم؟ الكتابة ملكة من يجد نفسه فيها لن يبرحها ما دام حياً، حتى لو ضاقت عليه الظروف، فسيعود لها يوماً، لأنها جزء من تركيبه النفسي والمعرفي والإنساني.
الكاتب الحقيقي هو شخص لا ينتظر المناسبات حتى يكتب. هو يكتب كل يوم، ولو في عقله ولنفسه. فعقله دائماً واعٍ ونشطٌ ومتأملٌ. تجده فجأة يسرح مع فكرة، ثم يدونها فوراً أينما كان، وكيف هي الظروف، لأنه يعلم أن الفكرة التي لا تُدون فوراً تذهب مع الريح، ويصعب استرجاعها. تماماً كما هي حال المؤلف الموسيقي، أو الروائي الذي يراقب العالم من حوله.
إن الكاتب الحقيقي هو شخص لا يقبل أن يتوقف في منتصف الطريق، لأنه يملك فكرة إبداعية، ويقدمها بطريقة وبنكهة لا يشبه مذاقها أية كتابة أخرى. ومن السطور الأولى تستطيع أن تعرف من كتبها؟ ويمكن القول أيضاً إن الكاتب الحقيقي هو شخص حالم خياله لا تحده حدود. وله مزاج يتحكم في مدى رغبته بالكتابة. ولديه طقوس يراعي توافرها لينهض بعملية الكتابة.
ومن الضروري أيضاً القول إن مصادر إلهام الكاتب التي تدفعه للكتابة تختلف من شخص لآخر. فمن الممكن أن يكون مصدر إلهامه رائحة قهوة، أو عطراً معيناً، أو أجواء هطول المطر، أو رائحة التراب أو شروق الشمس وغروبها وكذلك مد البحر وجزره!
بل قد يكون إلهامه رؤية أشخاص بعينهم، أو سماع موسيقى بذاتها، أو رحاب مكان يرتاده.
وهي طقوس لا قواعد ثابتة لها. لكن وجودها يحرك عقلية الكاتب. ولا يختلف ذلك لو كان الكاتب معنياً بالسياسة، والحقائق، والوقائع؛ أو لو كان من كُتّاب الخيال، كالروائي، والمؤلف المسرحي، والناقد الفني.
وعلى من يرى نفسه كاتباً ولم يسبق له أن عرض كتابته على شخص مختص، فليراجع نفسه. لأن الكتابة تستحق أن تُظهر للآخرين، فمن ارتياحهم إليها أو نفورهم منها يستطيع أن يدرك إلى أي مدى هو كاتب مؤثر وحقيقي. وعليه أيضاً أن يوثقها حفظاً لحقوقه وأفكاره التي تشابه انتفاضة يده، وسيجد نفسه بعد أعوام بين ثنايا مؤلفاته. وسيجد نفسه مغموراً بالشعور الإيجابي الذي يصاحب الكتابة.
ألا يستحق ذلك قليلاً من الالتفات ممن يحاولون أن يصلوا إلى أعلى مراتب الكتابة: اعتراف الآخرين بقدراتهم، وتفاعلهم مع ما اجترحوه من أفكار؟!
ويخطئ كثيرون حين يعتمدون التعريف الشائع للكاتب: أنه الشخص الذي يحول «الكافيين» إلى كلمات؛ إذ إن كثيراً من الكُتَّاب لا يتناولون القهوة أصلاً!
ويخطئ مثلهم من يؤمنون بالتعريف الشائع أيضاً للكاتب بأنه الشخص الذي يكتب في مقابل أجر مالي أو من دونه. وبالطبع هناك من عرّفوا الكاتب بأنه من يخلق بالكلمات عوالم شاسعة من خلال الحقائق والوقائع أو الخيال المحض. وكلها -بنظري- تعريفات تتجاهل السياق المجتمعي الذي يعيش فيه الكاتب، وحاجاته، وإشكالاته، ومطالبه، رغباته وهمومه.
لكن المهم أن الكتابة عمل فردي. وصلة القارئ بالكاتب الذي يقرأ له كتاباً أو مقالاً أصبحت في هذا الزمن تفاعلية بفضل التطورات التقنية وليس كما كان في السابق.
أما بالنسبة إلى مجتمعاتنا، فمن الضروري أن نتنبه إلى أن موهبة الكتابة تتوافر لدى البعض. وحتى لو حاول من تُعوزهم القدرة على الكتابة أن يسطروا شيئاً فلن يعني ذلك أنهم سيعدون في زمرة الكُتّاب والمؤلفين المميزين. وفي كثير من الحالات يمكن أن يلاحظ المراقب أن هناك من يتطفل على الكتابة، ويقوم بتنسيق الجُمل، نسخاً ولصقاً. لا أكثر ولا أقلّ.
فكيف تعرف نفسك إن كنت كاتباً حقاً؟ وكيف تعرف إن كان الآخرون كُتّابا حقيقيين من واقع ما تقرأه لهم؟ الكتابة ملكة من يجد نفسه فيها لن يبرحها ما دام حياً، حتى لو ضاقت عليه الظروف، فسيعود لها يوماً، لأنها جزء من تركيبه النفسي والمعرفي والإنساني.
الكاتب الحقيقي هو شخص لا ينتظر المناسبات حتى يكتب. هو يكتب كل يوم، ولو في عقله ولنفسه. فعقله دائماً واعٍ ونشطٌ ومتأملٌ. تجده فجأة يسرح مع فكرة، ثم يدونها فوراً أينما كان، وكيف هي الظروف، لأنه يعلم أن الفكرة التي لا تُدون فوراً تذهب مع الريح، ويصعب استرجاعها. تماماً كما هي حال المؤلف الموسيقي، أو الروائي الذي يراقب العالم من حوله.
إن الكاتب الحقيقي هو شخص لا يقبل أن يتوقف في منتصف الطريق، لأنه يملك فكرة إبداعية، ويقدمها بطريقة وبنكهة لا يشبه مذاقها أية كتابة أخرى. ومن السطور الأولى تستطيع أن تعرف من كتبها؟ ويمكن القول أيضاً إن الكاتب الحقيقي هو شخص حالم خياله لا تحده حدود. وله مزاج يتحكم في مدى رغبته بالكتابة. ولديه طقوس يراعي توافرها لينهض بعملية الكتابة.
ومن الضروري أيضاً القول إن مصادر إلهام الكاتب التي تدفعه للكتابة تختلف من شخص لآخر. فمن الممكن أن يكون مصدر إلهامه رائحة قهوة، أو عطراً معيناً، أو أجواء هطول المطر، أو رائحة التراب أو شروق الشمس وغروبها وكذلك مد البحر وجزره!
بل قد يكون إلهامه رؤية أشخاص بعينهم، أو سماع موسيقى بذاتها، أو رحاب مكان يرتاده.
وهي طقوس لا قواعد ثابتة لها. لكن وجودها يحرك عقلية الكاتب. ولا يختلف ذلك لو كان الكاتب معنياً بالسياسة، والحقائق، والوقائع؛ أو لو كان من كُتّاب الخيال، كالروائي، والمؤلف المسرحي، والناقد الفني.
وعلى من يرى نفسه كاتباً ولم يسبق له أن عرض كتابته على شخص مختص، فليراجع نفسه. لأن الكتابة تستحق أن تُظهر للآخرين، فمن ارتياحهم إليها أو نفورهم منها يستطيع أن يدرك إلى أي مدى هو كاتب مؤثر وحقيقي. وعليه أيضاً أن يوثقها حفظاً لحقوقه وأفكاره التي تشابه انتفاضة يده، وسيجد نفسه بعد أعوام بين ثنايا مؤلفاته. وسيجد نفسه مغموراً بالشعور الإيجابي الذي يصاحب الكتابة.
ألا يستحق ذلك قليلاً من الالتفات ممن يحاولون أن يصلوا إلى أعلى مراتب الكتابة: اعتراف الآخرين بقدراتهم، وتفاعلهم مع ما اجترحوه من أفكار؟!