-A +A
خالد السليمان
كتبت في مقال نشر الأسبوع الماضي بعنوان: «المعلم شريكٌ لا أجير»، أنه لا مكان للمعلم الذي يرى نفسه موظفا في المدرسة، ولا مكان للمسؤول الذي يرى المعلم موظفا في الوزارة !

فالأمم تنهض بمعلميها، واليوم تعلن وزارة التعليم عن برنامج كفايات الذي يهدف لتأهيل المعلم وإحداث نقلة نوعية في فكر ووسائل وبيئة التعليم، وتحقيق تحول تعليمي حقيقي يطوي صفحة التلقين النمطي ويفتح صفحة التحفيز العقلي بواسطة وسائل تعليم متقدمة تتوجه نحو الطلاب وفق مستوياتهم المتباينة، وخلق بيئة مشاركة محفزة للتفكير والتحصيل المعرفي !


البرنامج يمثل بالنسبة لي نافذة أمل لنهضة تعليمية حقيقية تواكب التحول الرقمي المتسارع للعالم نحو عصر الذكاء الاصطناعي، وهو تحول بات يفرض على دول العالم تحديات حقيقية لتغيير أنماط ووسائل التعليم وتأهيل أجيال قادرة على تلبية متطلبات المستقبل !

تحول أنماط ووسائل التعليم وتغيرها ليس بالأمر الجديد، فالأمم عبر التاريخ طورت من أدوات تأهيل أجيال مستقبلها، ولو استسلم الإنسان لمقاومة التغيير لكان ما زال ينقش على الحجر في كهفه حتى اليوم !

كل ما أخشاه هو أن يعلق بعض أبناء الجيل التعليمي الحالي في مكان مجهول، فتنفيذ برنامج كفايات سيستغرق بضع سنوات ليغطي جميع مدارس المملكة، وبالتالي أخشى أن يفوت قطاره البعض، وهو هاجس نقلته لوزير التعليم الذي أجاب بأن برامج أخرى كبرنامج خبرات والدورات الصيفية تعنى برفع كفاءة المعلم، والتعليم تعمل على تفادي ذلك، فمن المهم أن يصعد الجميع إلى قطار المستقبل !