بعد انفضاض مولد أول انتخابات نيابية تجري في لبنان منذ ٩ سنوات يمكن لوسائل الإعلام الدولية أن تخرج بعنوان رئيسي في غاية الوضوح والبساطة هو (لبنان باع لبنان للشيطان)، تعبيرا عن النتائج التي ألقت أخيرا بهذا البلد العربي المنهار سياسيا من الداخل في حضن صبية خامنئي بشكل علني وأسدلت الستار على لعبة القط والفأر، التي كان يتسلى بمتابعتها اللبنانيون غير مدركين ما سيؤول إليه مصير بلادهم.
النتائج الانتخابية لم تكن مستغربة، بل متوقعة تماما، نظرا لتركيبة القانون الانتخابي الجديد الذي تم تفصيله بعناية على مقاس (حزب الله) ذراع إيران، أو بالأصح حذاء خامنئي في العالم العربي، ما يعني دخول اللبنانيين رسميا في النفق الإيراني المظلم قسرا نتيجة سلبية الأغلبية وتسليمهم دولتهم ومستقبلهم لنواب (صرماية السيد)، كما يصفون أنفسهم، ولعل الانفلات الأمني الذي تلا التصويت مباشرة وأعمال الشغب التي أثارتها المجموعات (الحزبلاوية) في قلب بيروت تمثل صافرة انطلاق الفوضى والنزاعات الأهلية التي ستنهي مرحلة السلم في لبنان حتى أجل غير مسمى.
لكن الأهم الآن أنه بات من حق جميع القوى الدولية عدم التفريق بين حزب الله الإرهابي والحكومة اللبنانية، فهما كيان واحد رسميا اليوم، وبرضا الناخبين اللبنانيين الذين توجه ٤٩٪ منهم لصناديق الاقتراع ليشيعوا جنازة عروبتهم وسيادة دولتهم ويعلنوا لبنان محافظة إيرانية جائعة تحكمها الدراجات النارية ومجاميع (الزعران) وباعة (الحشيش) في حارة حريك.
قبل أيام قطعت حكومة المغرب علاقتها بإيران على خلفية دعم (حزب الله) للمتمردين الصحراويين، ومن حقها اليوم أن تقطع علاقتها بلبنان الذي يتمدد تحت أقدام هذا الحزب الإرهابي، بل من حق جميع الدول التي قاطعت إيران قبل المغرب أن تقاطع فرعها الجديد على سواحل المتوسط، وتفرض حظرا اقتصاديا وعسكريا عليه، وتحث المجتمع الدولي على إيقاف المساعدات للدولة اللبنانية، لأنها لم تعد موجودة واقعيا، فكل ما هناك عصابة ترتدي زي الدولة للتمويه لا أكثر.
سيندم اللبنانيون الذين ضيعوا دولتهم بسلبيتهم حين لا ينفع الندم، وسيستصرخون الدول العربية والمجتمع الدولي غدا أو بعد غد لإنقاذهم من المصير الذي قادوا أنفسهم إليه، فإيران التي تعبث بهم اليوم ستخذلهم وتتركهم عرايا وتفر عند احتدام الأمور، فهي فعليا تترنح اقتصاديا وسياسيا بشكل غير مسبوق، ونظامها الإرهابي يصارع من أجل إنقاذ نفسه، بل ويتسول العالم ليتمكن من الصمود لعام أو عامين ولن يفلح، وكل الظن أن الحرب الأهلية اللبنانية في الطريق، فما يحدث في بيروت الآن هو ذات السيناريو الذي حدث في صنعاء قبل الانقلاب على الحكومة الشرعية، وليت اللبناني الذي باع صوته لصبية إيران يفكر بهدوء ويسأل نفسه هل أنقذت إيران حذاءها (الحوثي) عندما جاء الجد؟
الأكيد أننا لا نملك أمام ما يحدث في لبنان حاليا سوى أن نقول حمى الله اللبنانيين الشرفاء من الواقع المظلم والنفق الشيطاني الذي انزلقت إليه بلادهم، وأخرجهم منه سالمين.
* إعلامي وكاتب سعودي
Hani_DH@
gm@mem-sa.com
النتائج الانتخابية لم تكن مستغربة، بل متوقعة تماما، نظرا لتركيبة القانون الانتخابي الجديد الذي تم تفصيله بعناية على مقاس (حزب الله) ذراع إيران، أو بالأصح حذاء خامنئي في العالم العربي، ما يعني دخول اللبنانيين رسميا في النفق الإيراني المظلم قسرا نتيجة سلبية الأغلبية وتسليمهم دولتهم ومستقبلهم لنواب (صرماية السيد)، كما يصفون أنفسهم، ولعل الانفلات الأمني الذي تلا التصويت مباشرة وأعمال الشغب التي أثارتها المجموعات (الحزبلاوية) في قلب بيروت تمثل صافرة انطلاق الفوضى والنزاعات الأهلية التي ستنهي مرحلة السلم في لبنان حتى أجل غير مسمى.
لكن الأهم الآن أنه بات من حق جميع القوى الدولية عدم التفريق بين حزب الله الإرهابي والحكومة اللبنانية، فهما كيان واحد رسميا اليوم، وبرضا الناخبين اللبنانيين الذين توجه ٤٩٪ منهم لصناديق الاقتراع ليشيعوا جنازة عروبتهم وسيادة دولتهم ويعلنوا لبنان محافظة إيرانية جائعة تحكمها الدراجات النارية ومجاميع (الزعران) وباعة (الحشيش) في حارة حريك.
قبل أيام قطعت حكومة المغرب علاقتها بإيران على خلفية دعم (حزب الله) للمتمردين الصحراويين، ومن حقها اليوم أن تقطع علاقتها بلبنان الذي يتمدد تحت أقدام هذا الحزب الإرهابي، بل من حق جميع الدول التي قاطعت إيران قبل المغرب أن تقاطع فرعها الجديد على سواحل المتوسط، وتفرض حظرا اقتصاديا وعسكريا عليه، وتحث المجتمع الدولي على إيقاف المساعدات للدولة اللبنانية، لأنها لم تعد موجودة واقعيا، فكل ما هناك عصابة ترتدي زي الدولة للتمويه لا أكثر.
سيندم اللبنانيون الذين ضيعوا دولتهم بسلبيتهم حين لا ينفع الندم، وسيستصرخون الدول العربية والمجتمع الدولي غدا أو بعد غد لإنقاذهم من المصير الذي قادوا أنفسهم إليه، فإيران التي تعبث بهم اليوم ستخذلهم وتتركهم عرايا وتفر عند احتدام الأمور، فهي فعليا تترنح اقتصاديا وسياسيا بشكل غير مسبوق، ونظامها الإرهابي يصارع من أجل إنقاذ نفسه، بل ويتسول العالم ليتمكن من الصمود لعام أو عامين ولن يفلح، وكل الظن أن الحرب الأهلية اللبنانية في الطريق، فما يحدث في بيروت الآن هو ذات السيناريو الذي حدث في صنعاء قبل الانقلاب على الحكومة الشرعية، وليت اللبناني الذي باع صوته لصبية إيران يفكر بهدوء ويسأل نفسه هل أنقذت إيران حذاءها (الحوثي) عندما جاء الجد؟
الأكيد أننا لا نملك أمام ما يحدث في لبنان حاليا سوى أن نقول حمى الله اللبنانيين الشرفاء من الواقع المظلم والنفق الشيطاني الذي انزلقت إليه بلادهم، وأخرجهم منه سالمين.
* إعلامي وكاتب سعودي
Hani_DH@
gm@mem-sa.com