-A +A
حمود أبو طالب
أبا عمرو..

لم يبق شيء كثير في العمر، لكن يبقى الكثير الكثير في الحياة. العمر سنوات معدودة، والحياة بلا نهاية، الحياة هي امتداد طويل جدا، للحب. والحب لا يتأصل إلا للراسخة قلوبهم في القلب.


هذه اللحظة، أنا أمام مشهد عظيم للحياة، مشهد أسطوري، ورغم أسطوريته، لا يترجم أدنى القليل من بركان الحب الذي يكاد يسخر حتى من تاريخ «النيل» الذي يتهادى أمامي والسماء تتهادى على جبينه الواسع الممتد من الأزل حتى الأجل.

قل لي لماذا؟

قل لي لماذا أكتب هذه الكلمات وقلبي يرتجف. قل لي لماذا. أعرف أنك لن تقول، لكني سأقول: أنت قد بلغ بك الحب عتيا، لكن حبي لك أعتى.

تألمت جدا عندما أشعرتني -بكل سماحة ولطف الأستاذ- أنني أصبحت أُخلف مواعيدي معك. أنا لم أكبر عليك حتى أتعالى عليك. أنا جئت هذه المرة مطعوناً لكني لست منهزماً، جئت لكي أبعث نبضاً جديداً يهدر في سمع الكون، لكي أقول لكل الذين لا يعرفون كيف مبارزة الرجال، ها أنذا أبارزكم بحب أصدقائي الكبار، وأنت من أفخمهم وأضخمهم.

نعم. متعب أنا. لكني فرح بك، وبأمثالك وهم قليلون جدا جدا. لأنك تعلمني الصمود، والحب، وتقديس الحب.

جئتك يا صاحبي وصديقي وأستاذي، مغسولا بالنزاهة من كل الأوضار التي كان بإمكانها أن تجعلني أملك ضخامة هذا المكان الذي أحدثك منه، وحتى بالساكنين فيه. جئتك لكي نصنع مرحلة جديدة حياتها نبضي ونبضك.

فهل نمضي معاً يا صديقي النبيل؟