موطني موطني
الجلال والجمال والسناء والبهاء في رباك
والحياة والنجاة والهناء والرجاء في هواك
هل أراك سالماً منعما وغانماً مكرما؟
هل أراك في علاك تبلغ السماك؟
موطني موطني
كلمات لقصيدة وطنية كتبها الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان، قصيدة ترف لها القلوب وتقشعر لها الأبدان.. تذكرتها وأنا أشاهد احتفالية نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، المقامة بين فريقي الاتحاد والفيصلي، على ملعب استاد مدينة الملك عبدالله الرياضية (الجوهرة)، ليدخل الملك على أنغام الفنان القدير محمد عبده وهو يغني «حدثينا يا روابي نجد»، والجميع من نساء ورجال كبار وصغار يملأون الصفوف ابتهاجاً بوصوله... كانت مظاهرة وطنية كبيرة تقشعر لها الأبدان وأنا أرى من يحتفي بالوطن بهذا الكم من الحب والامتنان.
ثار بهذا المشهد الكثير من الشجون بداخلي، وتذكرت من لا يملك وطنا يعيش بين كنفيه... فترك الأوطان لا يعادله إلا خروج النفوس من الأبدان، وتذكرت شريطا قديما كان يدندن على رؤوسنا لسنوات يروج لفكر جاهل ومنافق لبعض الدعاة الذين كانوا يقولون «إن حب الأوطان ليس مما يقتضيه الدين»! «وإن الوطن رمز وليس كل»؟؟ ومن ذا الذي يجرؤ فيزعم أن الوطن ما هو إلا حفنة من التراب!! اختزال مفضوح بشع، تماماً كالاختزال المفضوح الشنيع الذي لا يرى في الأم إلا قدساً من لحم وعظام ودم...
فهل هذه هي الأم؟ وهل ليس الوطن أمّا؟؟ الوطن ليس حفنة من تراب لا، فهو عزتي وأهلي وعشيرتي وناسي وحماي وكرامتي. الوطن هو علاقة عشق مع أرض أبت أن تهجرنا وإن عصتنا أو خذلتنا ستظل هي الجنة إن سلمت من أيدي الغزاة، وهو الجحيم الذي يفتك بنا إن سقط أو تأوّه... هي عرضنا وكرامتنا.. ولا يعرف قيمة الوطن إلا من فقد وطن.
القرآن الكريم جعل الإخراج من الأوطان سبباً ومبرراً للقتال وجعل منه قتالا في سبيل الله، بعكس ما كان يروجه البعض باختزالهم الجهاد في سبيل الله هو جهاد للدين محض كأن الدين شيء ينفرد ويتمحض عن مصالح الناس، فلو كان الدين كذلك لكان غربة.. فتجد بعضا منهم يعتبر أن الوطن ليس إلا ترابا! فتجد أنماطا من المتدينين يهجرون أوطانهم وهم عليها! فأصبحوا مع مرور الوقت بلوى ومحنة على أوطانهم، وكأن الدين يقطع الوطن ولا يتقاطع معه؟ فالوطن من قضايا الناس العادلة وهو أهمها فحبك للوطن هو من سبيل حبك لله. قال الرسول صلى الله علية وسلم «تربة أرضنا، بريقة بعضنا، شفاء لسقيمنا».
وقال جالينوس إن أفضل الأدوية تؤخد من تربة أهلها... هذا هو الوطن، شفاء من المرض.
الأمن والأرزاق في الأوطان من أكبر النعم التي ينعم الله علينا فيها، فأي حديث يختزل آية أو حديثا أو كان حزبا أو فكرا يروج أو يقود إلى تقاتل المسلمين بين بعضهم البعض أو أن يبغض بعضهم البعض، بين سنة وشيعة، بين ليبرالي وملتزم (لن أقول إسلامي لأننا كلنا مسلمون وموحدون) وبين شمال وجنوب... هم كفار نعمة وبريء الدين منهم.
فجميل أن يموت الإنسان من أجل وطنه ولكن الأجمل أن يحيا من أجل هذا الوطن، فإن سمعت أن الوطن غالٍ لا (تبيعه)..
WwaaffaaA@
الجلال والجمال والسناء والبهاء في رباك
والحياة والنجاة والهناء والرجاء في هواك
هل أراك سالماً منعما وغانماً مكرما؟
هل أراك في علاك تبلغ السماك؟
موطني موطني
كلمات لقصيدة وطنية كتبها الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان، قصيدة ترف لها القلوب وتقشعر لها الأبدان.. تذكرتها وأنا أشاهد احتفالية نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، المقامة بين فريقي الاتحاد والفيصلي، على ملعب استاد مدينة الملك عبدالله الرياضية (الجوهرة)، ليدخل الملك على أنغام الفنان القدير محمد عبده وهو يغني «حدثينا يا روابي نجد»، والجميع من نساء ورجال كبار وصغار يملأون الصفوف ابتهاجاً بوصوله... كانت مظاهرة وطنية كبيرة تقشعر لها الأبدان وأنا أرى من يحتفي بالوطن بهذا الكم من الحب والامتنان.
ثار بهذا المشهد الكثير من الشجون بداخلي، وتذكرت من لا يملك وطنا يعيش بين كنفيه... فترك الأوطان لا يعادله إلا خروج النفوس من الأبدان، وتذكرت شريطا قديما كان يدندن على رؤوسنا لسنوات يروج لفكر جاهل ومنافق لبعض الدعاة الذين كانوا يقولون «إن حب الأوطان ليس مما يقتضيه الدين»! «وإن الوطن رمز وليس كل»؟؟ ومن ذا الذي يجرؤ فيزعم أن الوطن ما هو إلا حفنة من التراب!! اختزال مفضوح بشع، تماماً كالاختزال المفضوح الشنيع الذي لا يرى في الأم إلا قدساً من لحم وعظام ودم...
فهل هذه هي الأم؟ وهل ليس الوطن أمّا؟؟ الوطن ليس حفنة من تراب لا، فهو عزتي وأهلي وعشيرتي وناسي وحماي وكرامتي. الوطن هو علاقة عشق مع أرض أبت أن تهجرنا وإن عصتنا أو خذلتنا ستظل هي الجنة إن سلمت من أيدي الغزاة، وهو الجحيم الذي يفتك بنا إن سقط أو تأوّه... هي عرضنا وكرامتنا.. ولا يعرف قيمة الوطن إلا من فقد وطن.
القرآن الكريم جعل الإخراج من الأوطان سبباً ومبرراً للقتال وجعل منه قتالا في سبيل الله، بعكس ما كان يروجه البعض باختزالهم الجهاد في سبيل الله هو جهاد للدين محض كأن الدين شيء ينفرد ويتمحض عن مصالح الناس، فلو كان الدين كذلك لكان غربة.. فتجد بعضا منهم يعتبر أن الوطن ليس إلا ترابا! فتجد أنماطا من المتدينين يهجرون أوطانهم وهم عليها! فأصبحوا مع مرور الوقت بلوى ومحنة على أوطانهم، وكأن الدين يقطع الوطن ولا يتقاطع معه؟ فالوطن من قضايا الناس العادلة وهو أهمها فحبك للوطن هو من سبيل حبك لله. قال الرسول صلى الله علية وسلم «تربة أرضنا، بريقة بعضنا، شفاء لسقيمنا».
وقال جالينوس إن أفضل الأدوية تؤخد من تربة أهلها... هذا هو الوطن، شفاء من المرض.
الأمن والأرزاق في الأوطان من أكبر النعم التي ينعم الله علينا فيها، فأي حديث يختزل آية أو حديثا أو كان حزبا أو فكرا يروج أو يقود إلى تقاتل المسلمين بين بعضهم البعض أو أن يبغض بعضهم البعض، بين سنة وشيعة، بين ليبرالي وملتزم (لن أقول إسلامي لأننا كلنا مسلمون وموحدون) وبين شمال وجنوب... هم كفار نعمة وبريء الدين منهم.
فجميل أن يموت الإنسان من أجل وطنه ولكن الأجمل أن يحيا من أجل هذا الوطن، فإن سمعت أن الوطن غالٍ لا (تبيعه)..
WwaaffaaA@