خلص الباحث الجداوي الأستاذ سراج عمر عبدربه إلى أن «جُدة» المدينة قد ارتبطت بقبيلة «قُضاعة» وقضاعة نفسه هو من أحفاد عدنان الذي يعود إليه العرب العدنانيون وهو من نسل النبي إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، ويتشرف العدنانيون بأن منهم سيد المرسلين محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام وعلى آله وصحبه أجمعين.
ولما ولد لأحد أفراد قبيلة قضاعة ولد في «جُدة» سمي المولود باسم المكان الذي وُلد فيه فجاء عنوان كتاب الباحث «عبد ربه» هكذا: «جُدة حفيدة قضاعة» فكأن الباحث قد ربط بين بداية نشوء حضارة في هذه المدينة الساحلية بسكنى قضاعة لها فهي حفيدة لهذه القبيلة العدنانية وبين تسمية مولود من نسل قضاعة باسم جُدة حيث ولد فأصبح هناك ارتباط وثيق بين المكان والإنسان لم يزل يزدهر وينمو حتى أصبحت جُدة إحدى أهم المدن في العالم في عصرنا الحاضر. وقد قدم للكتاب معالي الدكتور عبدالإله باناجة مدير جامعة الطائف سابقاً وأحد أبناء عائلة من أشهر عائلاتها، وله كتاب صدر حديثاً عن جدة يحمل عنوان «تاريخ جدة من أقدم العصور حتى نهاية العهد العثماني»، وقد امتدح الدكتور باناجة جهد الباحث عبدربه وقال إن كتابه متفرد لكونه يلقي أضواء عديدة في علم الأنساب والتاريخ وفن الاجتماع والقصص والأدب والغزوات والتقلبات السياسية التي مرت بها جُدة. كما وطّأ للكتاب الباحث القدير الدكتور عدنان عبدالبديع اليافي فجاءت توطئته زاخرة بالمعلومات الثرية عن جدة.
وقد جاء البحث أو الكتاب في 270 صفحة من القطع المتوسط، واعتمد الباحث في إعداده على ما يزيد على 160 مرجعاً قديماً وحديثاً، وجعل فصوله قصيرة، وزينها بـ80 عنواناً، منها زيارة عثمان بن عفان رضي الله عنه لجدة، والضمة والكسرة على جيم جُدة في إشارة إلى خلاف نشأ بين الأدبيين عبدالقدوس الأنصاري، ومحمد سعيد العامودي، حول ضم أو كسر الجيم حتى «فَرع» بينهما الشاعر أحمد قنديل من خلال بيتين قال فيهما:
يا جيم جِدة لا جاكي البلا أبداً عيشي على الضمِّ في صدري وأحضاني
لا تقبلي الكسر أياً كان قائله
أو تسمعي الفتح من كاني ومن ماني!
ومن عناوين فصول الكتاب جدة والشعيبة وأيهما سبقت الثانية كميناء ومدخل بحري يخدم العاصمة المقدسة والطائف وغيرهما من مدن ومحافظات الحجاز، وسور جدة الذي ظل قائماً حتى عام 1367، ومصادر المياه والسقيا فيها، والمساجد العتيقة فيها.
وأختتم تصفحي للكتاب بأبيات كتبها الشاعر الشعبي عمر عبدربه قبل نصف قرن وذكر فيها بعض معاناة جدة من الخدمات الأساسية جاء فيها:
وهاذي عروس البحر تحتاج قفزة
تزيد حلاها كي تروق لخاطب
فهاذي مياه الصرف لا زال وضعها
يشكل تهديداً يضر بذاهب
وتقول الصحافة المحلية إن جدة لم تزل تعاني من عدم اكتمال شبكة الصرف الصحي حتى تاريخ كتابة هذه السطور يا عبدالغفور!!.
* كاتب سعودي
mohammed.ahmad568@gmail.com
ولما ولد لأحد أفراد قبيلة قضاعة ولد في «جُدة» سمي المولود باسم المكان الذي وُلد فيه فجاء عنوان كتاب الباحث «عبد ربه» هكذا: «جُدة حفيدة قضاعة» فكأن الباحث قد ربط بين بداية نشوء حضارة في هذه المدينة الساحلية بسكنى قضاعة لها فهي حفيدة لهذه القبيلة العدنانية وبين تسمية مولود من نسل قضاعة باسم جُدة حيث ولد فأصبح هناك ارتباط وثيق بين المكان والإنسان لم يزل يزدهر وينمو حتى أصبحت جُدة إحدى أهم المدن في العالم في عصرنا الحاضر. وقد قدم للكتاب معالي الدكتور عبدالإله باناجة مدير جامعة الطائف سابقاً وأحد أبناء عائلة من أشهر عائلاتها، وله كتاب صدر حديثاً عن جدة يحمل عنوان «تاريخ جدة من أقدم العصور حتى نهاية العهد العثماني»، وقد امتدح الدكتور باناجة جهد الباحث عبدربه وقال إن كتابه متفرد لكونه يلقي أضواء عديدة في علم الأنساب والتاريخ وفن الاجتماع والقصص والأدب والغزوات والتقلبات السياسية التي مرت بها جُدة. كما وطّأ للكتاب الباحث القدير الدكتور عدنان عبدالبديع اليافي فجاءت توطئته زاخرة بالمعلومات الثرية عن جدة.
وقد جاء البحث أو الكتاب في 270 صفحة من القطع المتوسط، واعتمد الباحث في إعداده على ما يزيد على 160 مرجعاً قديماً وحديثاً، وجعل فصوله قصيرة، وزينها بـ80 عنواناً، منها زيارة عثمان بن عفان رضي الله عنه لجدة، والضمة والكسرة على جيم جُدة في إشارة إلى خلاف نشأ بين الأدبيين عبدالقدوس الأنصاري، ومحمد سعيد العامودي، حول ضم أو كسر الجيم حتى «فَرع» بينهما الشاعر أحمد قنديل من خلال بيتين قال فيهما:
يا جيم جِدة لا جاكي البلا أبداً عيشي على الضمِّ في صدري وأحضاني
لا تقبلي الكسر أياً كان قائله
أو تسمعي الفتح من كاني ومن ماني!
ومن عناوين فصول الكتاب جدة والشعيبة وأيهما سبقت الثانية كميناء ومدخل بحري يخدم العاصمة المقدسة والطائف وغيرهما من مدن ومحافظات الحجاز، وسور جدة الذي ظل قائماً حتى عام 1367، ومصادر المياه والسقيا فيها، والمساجد العتيقة فيها.
وأختتم تصفحي للكتاب بأبيات كتبها الشاعر الشعبي عمر عبدربه قبل نصف قرن وذكر فيها بعض معاناة جدة من الخدمات الأساسية جاء فيها:
وهاذي عروس البحر تحتاج قفزة
تزيد حلاها كي تروق لخاطب
فهاذي مياه الصرف لا زال وضعها
يشكل تهديداً يضر بذاهب
وتقول الصحافة المحلية إن جدة لم تزل تعاني من عدم اكتمال شبكة الصرف الصحي حتى تاريخ كتابة هذه السطور يا عبدالغفور!!.
* كاتب سعودي
mohammed.ahmad568@gmail.com