يحتاجُ الإنسانُ لحواسه حاجته للماء والهواء، وتحتاج الحواس الفنّ كوسيلة تمرين على فهم الحياة والتفاعل معها، ويمكن أن يذهب السماع بالناس بعيداً عن الفن، عبر خطاب لا يقبل أن يسوّق للفنّ، وبعض الخطابات غير إنساني وغليظ ومتسلط إلى حد تشويه النفس بحرمانها من الإحساس بالجمال، مع أن استشعار الجميل فطري، وعفوي، وتلقائي، وهذه العفوية في استقبال الجمال تفسد بالإملاء الوصائي، علماً بأن الفنّ الحق يؤمن بالخطابات السلمية بحكم ما يؤسسه داخل عشاقه من صفاء وتسامح وحاجة إلى خطاب روحي يخفف عبء الأيام.
إحدى إشكاليات خطاب السماع المعاصر في تأسسه على قاعدة اكتساح ما عداه من خطابات، وتولّي شأن المجتمعات من ألفها إلى يائها، لوثوقية الفاعلين بأن خطابهم يضبط إيقاع الحياة، ما أوقع بسطاء الناس والمحبين لدينهم في فخ إعلاء مكانتهم، وتجاهل هفواتهم، والبعد عن نقدهم، وعدم الالتفات إلى أي خطاب آخر مهما كان مصدره، والاقتناع بمناصبة الفنّ العِداء لأنه يملك أدوات قادرة على اكتساح المشهد وإحالة ما عداه إلى كواليس المشهد اليومي.
بالطبع ليس الحديث عن فنّ هابط، ولا عن فنان مهرّج، أو سمسار، وإنما نتحدث عن فنون راقية، لها تأثيرها العاطفي على وجدان الناس، كونها تعلّقهم بالحياة، وتؤصّل للحُبّ، وتعزز في داخلهم فسحة الدِّين التي جاء بها الرسل ومنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أكد أن الله جميلٌ يحب الجمال، وحضر مع زوجته كرنفال الأحباش في مسجده، واحتفى بالشعر والشعراء.
من مخاطر خطاب التلقين أنه يعتمد على تفعيل حاسة واحدة فقط، وهي حاسة السمع وتعطيل بقية الحواس، فالخطاب الشفاهي يشتغل على الأذن بالتكرار والتحفيظ وتعبئة الدماغ بالخيالي، وأداته الوحيدة غالبا الصوت وإن كان لا يكفيه بل يستعين بمكبرات، ويحرص على القرب حد الالتصاق، وخطورة الأذن تتمثل في كونها حاسة ليل وظلام، كما أنها مفتوحة ومُعدّة للتلقي والتسليم والإذعان.
من جماليات الفن أنه غالباً يعتمد على مخاطبة البصر، ويعتمد العين باعتبارها حاسة مكان، ووسيلة التعرف على النهار والصباح والضوء، برغم أن الفنّان يفعّل جميع حواسك، دون تعطيل أيّ منها، فكأنه المايسترو وكأن الحواس فرقة موسيقية يخلق بمهارته التجانس والتناغم بينها، بل هو معنيٌ بالارتقاء بالذائقة التي تخدم صاحبها في تمييز الأصيل من الدخيل، والتعرف على الحقيقي من المصطنع والزائف.
لا ينبغي أن نضع الفن وبقية الخطابات موضع التنافس على مزاج الشعب بل التجاور، مع حسن الظن، واحترام اختيارات المجتمع، والاحتكام للنظام.
إحدى إشكاليات خطاب السماع المعاصر في تأسسه على قاعدة اكتساح ما عداه من خطابات، وتولّي شأن المجتمعات من ألفها إلى يائها، لوثوقية الفاعلين بأن خطابهم يضبط إيقاع الحياة، ما أوقع بسطاء الناس والمحبين لدينهم في فخ إعلاء مكانتهم، وتجاهل هفواتهم، والبعد عن نقدهم، وعدم الالتفات إلى أي خطاب آخر مهما كان مصدره، والاقتناع بمناصبة الفنّ العِداء لأنه يملك أدوات قادرة على اكتساح المشهد وإحالة ما عداه إلى كواليس المشهد اليومي.
بالطبع ليس الحديث عن فنّ هابط، ولا عن فنان مهرّج، أو سمسار، وإنما نتحدث عن فنون راقية، لها تأثيرها العاطفي على وجدان الناس، كونها تعلّقهم بالحياة، وتؤصّل للحُبّ، وتعزز في داخلهم فسحة الدِّين التي جاء بها الرسل ومنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أكد أن الله جميلٌ يحب الجمال، وحضر مع زوجته كرنفال الأحباش في مسجده، واحتفى بالشعر والشعراء.
من مخاطر خطاب التلقين أنه يعتمد على تفعيل حاسة واحدة فقط، وهي حاسة السمع وتعطيل بقية الحواس، فالخطاب الشفاهي يشتغل على الأذن بالتكرار والتحفيظ وتعبئة الدماغ بالخيالي، وأداته الوحيدة غالبا الصوت وإن كان لا يكفيه بل يستعين بمكبرات، ويحرص على القرب حد الالتصاق، وخطورة الأذن تتمثل في كونها حاسة ليل وظلام، كما أنها مفتوحة ومُعدّة للتلقي والتسليم والإذعان.
من جماليات الفن أنه غالباً يعتمد على مخاطبة البصر، ويعتمد العين باعتبارها حاسة مكان، ووسيلة التعرف على النهار والصباح والضوء، برغم أن الفنّان يفعّل جميع حواسك، دون تعطيل أيّ منها، فكأنه المايسترو وكأن الحواس فرقة موسيقية يخلق بمهارته التجانس والتناغم بينها، بل هو معنيٌ بالارتقاء بالذائقة التي تخدم صاحبها في تمييز الأصيل من الدخيل، والتعرف على الحقيقي من المصطنع والزائف.
لا ينبغي أن نضع الفن وبقية الخطابات موضع التنافس على مزاج الشعب بل التجاور، مع حسن الظن، واحترام اختيارات المجتمع، والاحتكام للنظام.