الكائنات الثقافية مزعجة، لا تمل ولا تكل من المطالبة بمظلة تلم شمل الثقافة بكل أجناسها وأشكالها، ربما لأن هذه الكائنات لا تحسن شيئا في الحياة غير الاشتغال بالثقافة، ولأنها تؤمن إيمانا تاماً بأن الثقافة هوية وحاجة إنسانية وجواز سفر لأي مجتمع يريد تقديم حقيقته للعالم، وأن الثقافة ذاكرة تأريخية للشعوب يستمر النقش عليها على مدى التأريخ، تعود إليها الأجيال لتنهل منها وتبحث فيها وتتزود من مخزونها، تباهي بها بين الأمم وتقدمها بفخر كدلالة على رقيها وإنسانيتها. استمر المثقفون يشاهدون كل المجالات الأخرى تنمو مؤسساتيا وتلقى الدعم الكبير ما عدا مجال الثقافة وكأنها شأن ثانوي وترف لا لزوم، تم إنشاء أندية أدبية وجمعيات ثقافة وفنون بدعم مادي مخجل، من أجل رفع العتب لا أكثر، واستمرت كيانات قاصرة محدودة الجدوى والتأثير.
وها هو صباح السبت ١٧ رمضان يأتي بوزارة للثقافة في مقدمة الأوامر الملكية ليتوج صبر الثقافة والمثقفين في الوطن، ونعني بهم المثقفين الحقيقيين الذين يعون ويفهمون أهمية الثقافة واشتغلوا وانشغلوا بها بوعي ولم يتوقفوا عن المطالبة رغم الخيبات المتوالية، وليس الذين حُسبوا عليها باطلاً وهم أبعد الناس عنها. جاء الأمر الملكي بفك الاشتباك والتوأمة غير الطبيعية بين الإعلام والثقافة التي لم تكن سوى نتوء مشوه في هيكل الوزارة ودودة زائدة في جسدها، لتتحول بالأمر الملكي إلى كيان وكائن مستقل أزيلت عنه الوصاية المزمنة من جهات لا علاقة له بها.
والمؤكد أن الطلبات والاقتراحات والمرئيات والأفكار والرؤى ستتكاثر خلال هذه الأيام بشأن كيف تكون الوزارة وكيف تعمل وبماذا تهتم، لا ننسى أن المثقفين يميلون إلى التنظير، ولا ننسى أنهم الآن بعد أن أصبحت لهم وزارة سيردون الاعتبار لأنفسهم بالصوت العالي. ما علينا، ليس هذا وقت الكلام الكثير والمبارزة بالأفكار والوصاية على الوزارة قبل بدء عملها، ولكن إذا كان من شيء مهم يقال الآن هو الانتباه لمفهوم «إدارة الثقافة» باختيار العناصر التي تستطيع العمل في الوزارة من خلال هذا المفهوم، فليس كل مثقف قادرا على إدارة الثقافة وليس كل إداري من خارج وسطها يستطيع إدارتها. البدايات هي مرتكز النجاح أو الفشل ونحن نريد لهذه الوزارة أن تنجح، لذلك نرجو من إخواننا المثقفين عدم إشعال المزايدات والشعور بأحقية الوصاية على الوزارة من الآن. دعوها تبدأ ولكل حادث حديث.
وها هو صباح السبت ١٧ رمضان يأتي بوزارة للثقافة في مقدمة الأوامر الملكية ليتوج صبر الثقافة والمثقفين في الوطن، ونعني بهم المثقفين الحقيقيين الذين يعون ويفهمون أهمية الثقافة واشتغلوا وانشغلوا بها بوعي ولم يتوقفوا عن المطالبة رغم الخيبات المتوالية، وليس الذين حُسبوا عليها باطلاً وهم أبعد الناس عنها. جاء الأمر الملكي بفك الاشتباك والتوأمة غير الطبيعية بين الإعلام والثقافة التي لم تكن سوى نتوء مشوه في هيكل الوزارة ودودة زائدة في جسدها، لتتحول بالأمر الملكي إلى كيان وكائن مستقل أزيلت عنه الوصاية المزمنة من جهات لا علاقة له بها.
والمؤكد أن الطلبات والاقتراحات والمرئيات والأفكار والرؤى ستتكاثر خلال هذه الأيام بشأن كيف تكون الوزارة وكيف تعمل وبماذا تهتم، لا ننسى أن المثقفين يميلون إلى التنظير، ولا ننسى أنهم الآن بعد أن أصبحت لهم وزارة سيردون الاعتبار لأنفسهم بالصوت العالي. ما علينا، ليس هذا وقت الكلام الكثير والمبارزة بالأفكار والوصاية على الوزارة قبل بدء عملها، ولكن إذا كان من شيء مهم يقال الآن هو الانتباه لمفهوم «إدارة الثقافة» باختيار العناصر التي تستطيع العمل في الوزارة من خلال هذا المفهوم، فليس كل مثقف قادرا على إدارة الثقافة وليس كل إداري من خارج وسطها يستطيع إدارتها. البدايات هي مرتكز النجاح أو الفشل ونحن نريد لهذه الوزارة أن تنجح، لذلك نرجو من إخواننا المثقفين عدم إشعال المزايدات والشعور بأحقية الوصاية على الوزارة من الآن. دعوها تبدأ ولكل حادث حديث.