عندما هاجم أحد العلماء الذين يحفظون الأموال ويمسكونها بحكم البخل ثم يشتغلون بالعبادات الدينية التي لا تحتاج إلى نفقة، كصيام النهار وقيام الليل وختم القرآن، وهم مغرورون بأن البخل المهلك قد استولى على بواطنهم، بالفعل، نجد كثيرا من هؤلاء البخلاء الذين يشتغلون ويتناسون حكم الله سبحانه وتعالى بأموالهم، ويمتنعون عن إعطائها لمستحقيها، ويظهرون تزهدهم وأنهم قد أدوا ما عليهم من واجبات دينية، وحكم الله تعالى في كتابه الكريم ظاهر وواضح ولا يحتاج إلى تفسير، بل هو جاء صريحا في قوله سبحانه وتعالى: (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ)، وقول الله تعالى: (وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ)، وأيضا في قوله تعالى: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ)، وقوله تعالى: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ)، هذه الآيات عندما جاءت، جاءت لتطهر الإنسان المسلم من حب الشهوات الدنيوية، وتجعله يحب إخوانه المسلمين المحتاجين، فكم من فقير تعفف، وكم من أرملة تنفق على أيتامها، وكم من مديون أصابه الهم والغم بدينه، وكم من محتاج إلى العلاج، ولكنه لا يستطيع، ولذا جاء حكم الله تعالى ليجعل المسلمين متكافلين، يحنون على بعضهم، ويشفقون على بعضهم، ويتزاحمون من أجل أن يفوزوا بمرضاة الله سبحانه وتعالى.
وكم من أناس يحرصون على إنفاق المال في أماكن غير أماكنها، وفي ذلك قال ابن مسعود رضي الله عنه: «في آخر الزمان يكثر الحجاج بلا سبب، يهون عليهم السفر، ويبسط لهم في الرزق، ولكنهم يرجعون محرومين مسلوبين، يهوي بأحدهم بعيره في الرمال والقفار، وجاره مأسور إلى جانبه لا يواسيه»، وروي أيضا أنه جاء رجل يودع بشر بن الحارث وقال: عزمت على الحج، فتأمرني بشيء؟ فقال بشر: كم أعددت للنفقة؟ فقال الرجل: ألفي درهم، فقال بشر: فأي شيء تبتغي بحجك؟ تزهدا أو اشتياقا إلى البيت أو ابتغاء مرضاة الله؟ فقال الرجل: ابتغاء مرضاة الله، قال بشر: فإن أصبت مرضاة الله وأنت في منزلك وتنفق الألفي درهم وتكون على يقين من مرضاة الله، فتفعل ذلك؟ قال الرجل: نعم! قال بشر: اذهب فأعطها لعشرة أنفس: مديون يقضي دينه، وفقير يرم شعثه، ومعيل يغني عياله، ومربي يتيم يفرحه، وإن قوي قلبك تعطها واحدا فافعل، فإن إدخالك السرور على قلب المسلم، وإغاثة اللهفان، وكشف الضر، وإعانة الضعيف، أفضل من مائة حجة بعد حجة الإسلام.
هكذا كان السلف ينظرون إلى الإنفاق، وعدم الدعوة إلى البخل واتباع مرضاة الله، كما أمر في كتابه الكريم.
ونحن في العشر الأواخر من رمضان، ما أجمل الإنفاق والتقرب إلى الله تعالى، والبحث عن محتاجين، والتحري عنهم، سواء أقرباء أو جيران أو أصدقاء، فلذا إذا أردنا أن نصل إلى مرضاة الله، فلنلتزم بكتابه، وأختم بقول أحد العارفين: «سير القلوب أبلغ من سير الأبدان، فكم من واصل ببدنه إلى البيت وقلبه منقطع عن رب البيت، وكم من قاعد على فراشه في بيته وقلبه متصل بالأجل الأعلى».
وكم من أناس يحرصون على إنفاق المال في أماكن غير أماكنها، وفي ذلك قال ابن مسعود رضي الله عنه: «في آخر الزمان يكثر الحجاج بلا سبب، يهون عليهم السفر، ويبسط لهم في الرزق، ولكنهم يرجعون محرومين مسلوبين، يهوي بأحدهم بعيره في الرمال والقفار، وجاره مأسور إلى جانبه لا يواسيه»، وروي أيضا أنه جاء رجل يودع بشر بن الحارث وقال: عزمت على الحج، فتأمرني بشيء؟ فقال بشر: كم أعددت للنفقة؟ فقال الرجل: ألفي درهم، فقال بشر: فأي شيء تبتغي بحجك؟ تزهدا أو اشتياقا إلى البيت أو ابتغاء مرضاة الله؟ فقال الرجل: ابتغاء مرضاة الله، قال بشر: فإن أصبت مرضاة الله وأنت في منزلك وتنفق الألفي درهم وتكون على يقين من مرضاة الله، فتفعل ذلك؟ قال الرجل: نعم! قال بشر: اذهب فأعطها لعشرة أنفس: مديون يقضي دينه، وفقير يرم شعثه، ومعيل يغني عياله، ومربي يتيم يفرحه، وإن قوي قلبك تعطها واحدا فافعل، فإن إدخالك السرور على قلب المسلم، وإغاثة اللهفان، وكشف الضر، وإعانة الضعيف، أفضل من مائة حجة بعد حجة الإسلام.
هكذا كان السلف ينظرون إلى الإنفاق، وعدم الدعوة إلى البخل واتباع مرضاة الله، كما أمر في كتابه الكريم.
ونحن في العشر الأواخر من رمضان، ما أجمل الإنفاق والتقرب إلى الله تعالى، والبحث عن محتاجين، والتحري عنهم، سواء أقرباء أو جيران أو أصدقاء، فلذا إذا أردنا أن نصل إلى مرضاة الله، فلنلتزم بكتابه، وأختم بقول أحد العارفين: «سير القلوب أبلغ من سير الأبدان، فكم من واصل ببدنه إلى البيت وقلبه منقطع عن رب البيت، وكم من قاعد على فراشه في بيته وقلبه متصل بالأجل الأعلى».