عندما طرح الأمير الأمل محمد بن سلمان رؤية المملكة 2030 لأول مرة، كان رهان أنصاف العارفين يتجه بقوة نحو عدم نجاح تلك الرؤية.. والسبب الأهم في ذلك الرهان هو: أن الرؤية عامة وشاملة وفضفاضة لدرجة تجعل من المستحيل تحقيقها. التحدي كان كبيرا أمام تنفيذ الرؤية وآلية تطبيقها على أرض الواقع.. لكن ليس لتلك الدرجة من التشاؤم. الآن، أصبحت الرؤية محددة ومقننة.. واستطاعت خلال عامين أن تفرض نفسها وتُحدث تحولا وطنيا حقيقيا في إستراتيجيات الوزارات والهيئات والجهات الحكومية والأهلية بشكل عام. كما تم إغلاق الباب أمام الآلية القديمة في اعتماد المشاريع الحكومية حيث تم إلغاء مصطلح (مشروع) أصلا من القاموس الحكومي وتم استبداله بمصطلحات (مبادرات/ برامج..). بالتالي، أصبحت كل الجهات تعمل من أجل رؤية موحدة بأهداف متعددة؛ كل حسب تخصصه.
كل الجهات واكبت ووضعت خططها الإستراتيجية الخاصة بالعمل لتحقيق الرؤية. لكن ليس كل الجهات تملك القوى البشرية القادرة على تنفيذ تلك الخطط، ليس لعدم الكفاءة ولكن لعدم المعرفة. على سبيل المثال، قد يصر الموظف في الإدارة على أداء العمل وإنجاز المعاملات بطريقته التقليدية ذاتها.. اعتقادا منه أنه تمرس في هذه الآلية ولن يستطيع الإنجاز بغيرها. وقد يصر معلّم -سواء في التعليم العام أو التعليم العالي- على التدريس بطريقته التقليدية القديمة، اعتقادا منه أنه لن يستطيع التدريس بالوسائل والآليات الجديدة والحديثة.
في مثل هذه الحالات يظهر الرفض والمقاومة للتغيير والحراك الوطني.. ليس اعتراضا على الرؤية ولكن عدم معرفة بالأساليب الجديدة. هذا المفترق الصغير للطرق بين التوجه التقليدي والتوجه الجديد يحتاج إلى تهيئة لتجاوزه؛ تهيئة الموظف وتهيئة المعلم وتهيئة صاحب القطاع الخاص.
التهيئة هي توسيع للمدارك والقدرة على إنجاز العمل -أيا كان- بطريقة مباشرة ومحددة كما تتطلب الرؤية.. وحسب التخصص.
معظم القائمين بالأعمال حاليا في القطاعات الحكومية والأهلية لا يرغبون في الخروج عن المسار الجديد.. بل متحمسون للانخراط فيه.. بعضهم فقط تنقصهم التهيئة؛ وهذه مهمة يجب أن تقوم بها كل جهة حكومية أو أهلية.. من خلال تشكيل فريق عمل: تُخصصه وتدربه على عملية تهيئة بقية موظفي القطاع للانخراط في العمل بالطريقة الحديثة.. في النهاية توجه الدولة الحديثة يتطلب إما المواكبة أو التحليق خارج السرب.
anmar20@yahoo.com
كل الجهات واكبت ووضعت خططها الإستراتيجية الخاصة بالعمل لتحقيق الرؤية. لكن ليس كل الجهات تملك القوى البشرية القادرة على تنفيذ تلك الخطط، ليس لعدم الكفاءة ولكن لعدم المعرفة. على سبيل المثال، قد يصر الموظف في الإدارة على أداء العمل وإنجاز المعاملات بطريقته التقليدية ذاتها.. اعتقادا منه أنه تمرس في هذه الآلية ولن يستطيع الإنجاز بغيرها. وقد يصر معلّم -سواء في التعليم العام أو التعليم العالي- على التدريس بطريقته التقليدية القديمة، اعتقادا منه أنه لن يستطيع التدريس بالوسائل والآليات الجديدة والحديثة.
في مثل هذه الحالات يظهر الرفض والمقاومة للتغيير والحراك الوطني.. ليس اعتراضا على الرؤية ولكن عدم معرفة بالأساليب الجديدة. هذا المفترق الصغير للطرق بين التوجه التقليدي والتوجه الجديد يحتاج إلى تهيئة لتجاوزه؛ تهيئة الموظف وتهيئة المعلم وتهيئة صاحب القطاع الخاص.
التهيئة هي توسيع للمدارك والقدرة على إنجاز العمل -أيا كان- بطريقة مباشرة ومحددة كما تتطلب الرؤية.. وحسب التخصص.
معظم القائمين بالأعمال حاليا في القطاعات الحكومية والأهلية لا يرغبون في الخروج عن المسار الجديد.. بل متحمسون للانخراط فيه.. بعضهم فقط تنقصهم التهيئة؛ وهذه مهمة يجب أن تقوم بها كل جهة حكومية أو أهلية.. من خلال تشكيل فريق عمل: تُخصصه وتدربه على عملية تهيئة بقية موظفي القطاع للانخراط في العمل بالطريقة الحديثة.. في النهاية توجه الدولة الحديثة يتطلب إما المواكبة أو التحليق خارج السرب.
anmar20@yahoo.com