نعيش احتفالات وأجواء عيد الفطر المبارك بعد شهر الصيام تقبل الله من الجميع صالح الأعمال، والعيد كما يبعث على الفرح وإسعاد النفوس نجده يثير في النفس شجون وعبق الأيام الخوالي، من جميل الذكريات مع أجيال وأحبة غلاهم كبير كذكراهم ونترحم على من رحلوا عن الدنيا آباء وأجداد وجيران، ونتذكر أسماء ووجوها ومعالم من الزمن الجميل في صفائه وبساطته، حيث غلبت الفطرة دون تراكيب مصطنعة في النفوس ولا كراكيب في تعقيدات الحياة، لذلك كانوا الفرح والمحبة من القلب إلى القلب، وحرصهم على عادات وتقاليد كانت منظمة للحياة، ويقبل عليها الكبار والصغار قبل أن تحل محلها تغيرات وتشوهات الحياة المعاصرة وأجهزة التواصل والرسائل الإلكترونية التي اغتالت مشاعر التواصل الحقيقي.
نعم العيد معناه الفرح الذي يطل مبكرا قبل أن ينتهي شهر رمضان، وكان الاستعداد له بالجديدة من الملابس وتجهيز البيوت وكانت المجالس عامرة بالمعايدين عقب صلاة العيد ولكن في حياة العصر نتذكر بيت الشعر الشهير القديم لأبي الطيب المتنبي:
عيد بأي حال عدت يا عيد
بما مضى أم بأمر فيك تجديد
هذا هو حال التغير في الإحساس بالعيد مع تبدل الأجيال وأسلوب الحياة منذ القِدم، لذلك نجد مع كل عيد تتجدد ذكرياته في دواخل وذاكرة أجيال الكبار، وتغير العادات يفتح الشهية لاستدعاء صور ومشاعر الفرح بالعيد زمان، ولعل هذا حال الناس في المجتمعات مع أعيادهم ومناسباتهم، ونظرة سريعة على شبكات التواصل واستطلاعات وسائل الإعلام في مجتمعات كثيرة عن العيد بين الماضي والحاضر، نجدها ترصد حنينا صادقا إلى صفاء الفرح بالعيد وعاداته، وهنا نتفهم لماذا هذا الحنين إلى الماضي ولماذا يصر البعض على العيش فيه بوجدانه، فالإنسان وهو يعيش حاضره ويعارك الحياة ومتاعبها يترحم على سنوات الطفولة والحياة التي تغيرت كثيرا، لكن التغيير سنة الحياة التي تمضي بمزيد من الذكريات ودفء الأسرة، وكل جيل يرى في الماضي زمنا جميلا.
الحياة اليوم أكثر تقدما في وسائلها وأدواتها لكنها باتت ترهق أعصاب البشر بضغوطها واحتياجاتها، فكل شيء أصبح قيمته بالمال بينما في زمن مضى كان القليل منه يكفي نظرا لبساطة الحياة، وقت أن كانت البيوت تصنع خبزها وتطهو طعامها وتحافظ على اللقمة وتحرص على الكد والصبر على مشاق الحياة وحتى على طعام واحد، وكان للجديد من الملابس ومقاضي البيت في العيد فرحة، والقليل منها يكفي، أما اليوم فكل شيء ولله الحمد متوفر في الأسواق وفي البيوت، ومع ذلك ضعف الإحساس بقيمة الأشياء، فاستشرت متعة التسوق حتى بغير ضرورة إلى حد الإسراف.
نعم الحياة المعاصرة على تطورها افتقدت الكثير من معاني الفرح والتواصل الاجتماعي الحقيقي وأصبح الكثير من العادات والتقاليد الجميلة في خبر كان، وما تبقى منها قليل ويؤديها كثيرون من قبيل الواجب منعا للعتب دون مشاركة حقيقية، والحياة بطبيعتها باتت مزدحمة في التفاصيل حتى جاءت الأجهزة الحديثة واختطفت معنى التواصل الحقيقي وأصبح كل إنسان يغني على ليلاه في العالم الإلكتروني والهروب من الواقع الحقيقي.
ليتنا نعيد في نفوسنا معاني العيد والفرح، ونعمر بها النفوس والقلوب وهذا ما نحتاجه في زحام حياة العصر بكل تقدمه حتى نعيد لها جماليات الروح. عيدكم مبارك.
نعم العيد معناه الفرح الذي يطل مبكرا قبل أن ينتهي شهر رمضان، وكان الاستعداد له بالجديدة من الملابس وتجهيز البيوت وكانت المجالس عامرة بالمعايدين عقب صلاة العيد ولكن في حياة العصر نتذكر بيت الشعر الشهير القديم لأبي الطيب المتنبي:
عيد بأي حال عدت يا عيد
بما مضى أم بأمر فيك تجديد
هذا هو حال التغير في الإحساس بالعيد مع تبدل الأجيال وأسلوب الحياة منذ القِدم، لذلك نجد مع كل عيد تتجدد ذكرياته في دواخل وذاكرة أجيال الكبار، وتغير العادات يفتح الشهية لاستدعاء صور ومشاعر الفرح بالعيد زمان، ولعل هذا حال الناس في المجتمعات مع أعيادهم ومناسباتهم، ونظرة سريعة على شبكات التواصل واستطلاعات وسائل الإعلام في مجتمعات كثيرة عن العيد بين الماضي والحاضر، نجدها ترصد حنينا صادقا إلى صفاء الفرح بالعيد وعاداته، وهنا نتفهم لماذا هذا الحنين إلى الماضي ولماذا يصر البعض على العيش فيه بوجدانه، فالإنسان وهو يعيش حاضره ويعارك الحياة ومتاعبها يترحم على سنوات الطفولة والحياة التي تغيرت كثيرا، لكن التغيير سنة الحياة التي تمضي بمزيد من الذكريات ودفء الأسرة، وكل جيل يرى في الماضي زمنا جميلا.
الحياة اليوم أكثر تقدما في وسائلها وأدواتها لكنها باتت ترهق أعصاب البشر بضغوطها واحتياجاتها، فكل شيء أصبح قيمته بالمال بينما في زمن مضى كان القليل منه يكفي نظرا لبساطة الحياة، وقت أن كانت البيوت تصنع خبزها وتطهو طعامها وتحافظ على اللقمة وتحرص على الكد والصبر على مشاق الحياة وحتى على طعام واحد، وكان للجديد من الملابس ومقاضي البيت في العيد فرحة، والقليل منها يكفي، أما اليوم فكل شيء ولله الحمد متوفر في الأسواق وفي البيوت، ومع ذلك ضعف الإحساس بقيمة الأشياء، فاستشرت متعة التسوق حتى بغير ضرورة إلى حد الإسراف.
نعم الحياة المعاصرة على تطورها افتقدت الكثير من معاني الفرح والتواصل الاجتماعي الحقيقي وأصبح الكثير من العادات والتقاليد الجميلة في خبر كان، وما تبقى منها قليل ويؤديها كثيرون من قبيل الواجب منعا للعتب دون مشاركة حقيقية، والحياة بطبيعتها باتت مزدحمة في التفاصيل حتى جاءت الأجهزة الحديثة واختطفت معنى التواصل الحقيقي وأصبح كل إنسان يغني على ليلاه في العالم الإلكتروني والهروب من الواقع الحقيقي.
ليتنا نعيد في نفوسنا معاني العيد والفرح، ونعمر بها النفوس والقلوب وهذا ما نحتاجه في زحام حياة العصر بكل تقدمه حتى نعيد لها جماليات الروح. عيدكم مبارك.