أثناء انشغال العالم بمتابعة أخبار حرب حزيران عام 1967م بين إسرائيل من جهة ومصر وسوريا والأردن بدعم من دول عربية منها العراق والسعودية من جهة أخرى بثت الإذاعة الإسرائيلية التي كان أثيرها يصل إلى المدن الساحلية غرب المملكة خبراً طريفاً ضمن نشرة أخبار مجريات الحرب تناول قصة إصرار «شيخ طائفة الخبازين» في مدينة ينبع آنذاك على عدم رفع أسعار الخبز تأثراً بأزمة «الدقيق» التي ضربت البلاد كموقف وطني وإنساني منه تجاه أبناء مدينته.
كان المغزى من ذلك الخبر الطريف والحقيقي في ذات الوقت إرسال رسالة غير مباشرة إلى الحكومات والشعوب العربية مفادها أن عيون إسرائيل متغلغلة في الأوساط الشعبية ولديها الكثير من المعلومات عن تفاصيل الحياة اليومية التي تعيشها تلك الشعوب فيما تقف جيوشها في ميدان المعركة، وهو ما يندرج تحت مظلة الحرب الإعلامية في ذلك العصر والتي تفوقت فيها إسرائيل عالمياً وربما كانت من أهم أسلحة انتصارها.
ما يدعوني دائما لذكر قصة خبر شيخ الخبازين هو التأكيد على ضرورة دعم الدول والحكومات لوسائل الإعلام لأنها قد تصبح سلاحها الأخير في الأزمات، هذا مع ضرورة إدراك مدى أهمية الإعلام التقليدي كسلاح موجه وقادر على إدارة المعارك وقلب نتائجها أحيانا على عكس ما تطرحه النظريات الأكاديمية والشعارات التي ترفعها كثير من وسائل الإعلام عن الحياد والمصداقية وما إلى ذلك من هرطقات لاعلاقة لها بالواقع خصوصا في أوقات الأزمات والحروب، ولذلك كانت وزارات الإعلام تُسمى خلال الحربين العالميتين في بعض الدول الكبرى بوزارات الدعاية، وهو واقع لم يختلف حتى اليوم وإن اختلفت المسميات وتطورت مهارات التحايل لدى المؤسسات الإعلامية للظهور بمظهر الحياد وانعدام الأهداف الخاصة.
إحدى الدراسات الأكاديمية التي أجريت في الولايات المتحدة قبل سنوات قليلة كشفت أن مشاهدة قنوات إخبارية مثل فوكس نيوز وسي إن إن ترفع معدلات الغباء والجهل بين المشاهدين. وقالت الدراسة التي أشرفت عليها جامعة ميريلند الأمريكية إن مشاهدي القناتين يؤمنون بمغالطات أكثر من غيرهم ممن يطلعون على مصادر إخبارية أخرى. معتمدة على استبيان نشرته في موقع قياس الرأي العام العالمي worldpublicopinion.org حيث أظهرت النتائج أن غالبية مشاهدي القناتين أخطؤوا في حقائق كثيرة مثل اعتقاد غالبيتهم أن تشريعات تحفيز الاقتصاد أدت إلى فقدان الوظائف، وأن إصلاح القطاع الصحي سيزيد من العجز المالي وأن الاحتباس الحراري هو مجرد أوهام لا وجود لها إلى آخر قائمة طويلة من الحقائق المثبتة علمياً التي لايمكن أن يصدقها أولئك المشاهدون المضللون تماماً حسب الدراسة.
لكن الحقيقة هي أن هذه الدراسة تؤكد بشكل آخر قدرة الوسيلتين على التأثير وتوجيه الرأي العام لأهداف خاصة تخضع للتجاذبات والصراعات السياسية بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري وتستهدف الإطاحة بمشروع كل حزب على يد إعلام الحزب الآخر، وهذا سر اللعبة.
كان المغزى من ذلك الخبر الطريف والحقيقي في ذات الوقت إرسال رسالة غير مباشرة إلى الحكومات والشعوب العربية مفادها أن عيون إسرائيل متغلغلة في الأوساط الشعبية ولديها الكثير من المعلومات عن تفاصيل الحياة اليومية التي تعيشها تلك الشعوب فيما تقف جيوشها في ميدان المعركة، وهو ما يندرج تحت مظلة الحرب الإعلامية في ذلك العصر والتي تفوقت فيها إسرائيل عالمياً وربما كانت من أهم أسلحة انتصارها.
ما يدعوني دائما لذكر قصة خبر شيخ الخبازين هو التأكيد على ضرورة دعم الدول والحكومات لوسائل الإعلام لأنها قد تصبح سلاحها الأخير في الأزمات، هذا مع ضرورة إدراك مدى أهمية الإعلام التقليدي كسلاح موجه وقادر على إدارة المعارك وقلب نتائجها أحيانا على عكس ما تطرحه النظريات الأكاديمية والشعارات التي ترفعها كثير من وسائل الإعلام عن الحياد والمصداقية وما إلى ذلك من هرطقات لاعلاقة لها بالواقع خصوصا في أوقات الأزمات والحروب، ولذلك كانت وزارات الإعلام تُسمى خلال الحربين العالميتين في بعض الدول الكبرى بوزارات الدعاية، وهو واقع لم يختلف حتى اليوم وإن اختلفت المسميات وتطورت مهارات التحايل لدى المؤسسات الإعلامية للظهور بمظهر الحياد وانعدام الأهداف الخاصة.
إحدى الدراسات الأكاديمية التي أجريت في الولايات المتحدة قبل سنوات قليلة كشفت أن مشاهدة قنوات إخبارية مثل فوكس نيوز وسي إن إن ترفع معدلات الغباء والجهل بين المشاهدين. وقالت الدراسة التي أشرفت عليها جامعة ميريلند الأمريكية إن مشاهدي القناتين يؤمنون بمغالطات أكثر من غيرهم ممن يطلعون على مصادر إخبارية أخرى. معتمدة على استبيان نشرته في موقع قياس الرأي العام العالمي worldpublicopinion.org حيث أظهرت النتائج أن غالبية مشاهدي القناتين أخطؤوا في حقائق كثيرة مثل اعتقاد غالبيتهم أن تشريعات تحفيز الاقتصاد أدت إلى فقدان الوظائف، وأن إصلاح القطاع الصحي سيزيد من العجز المالي وأن الاحتباس الحراري هو مجرد أوهام لا وجود لها إلى آخر قائمة طويلة من الحقائق المثبتة علمياً التي لايمكن أن يصدقها أولئك المشاهدون المضللون تماماً حسب الدراسة.
لكن الحقيقة هي أن هذه الدراسة تؤكد بشكل آخر قدرة الوسيلتين على التأثير وتوجيه الرأي العام لأهداف خاصة تخضع للتجاذبات والصراعات السياسية بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري وتستهدف الإطاحة بمشروع كل حزب على يد إعلام الحزب الآخر، وهذا سر اللعبة.