من المظاهر الحضارية الأساسية لأي مدينة من مدن العالم أن تكون بها حديقة عامة واحدة على أقل تقدير إضافة إلى حدائق تخدم الأحياء السكانية، ويكون الهدف من الحديقة العامة أن تكون متنفساً عاماً لسكان المدينة التي أنشئت بها خلال أيام العطل الأسبوعية والسنوية، وبموجب هذا التعريف فإنه لا توجد في أم القرى حديقة عامة واحدة تخدم سكانها البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، وعندما يشعر الأطفال بالضجر فإن أسرهم إما أن تأخذهم لملاعب الأسواق أو للمواقف المسفلتة المخصصة لوقوف السيارات الصغيرة في المواسم عند مداخل مكة المكرمة في صورة بائسة لما يعانيه أطفال العاصمة المقدسة وأسرها من حرمان من خدمة حضارية أساسية.
وقبل نصف قرن حددت ثلاثة مواقع داخل أم القرى لإنشاء ثلاث حدائق متوسطة الحجم الموقع الأول في الزاهر والثاني في «دقم الوبر» قريباً من مزدلفة والثالث في المسفلة، ولكن المواقع الثلاثة تحول اثنان منها فيما بعد إلى قصور أفراح وملاعب تجارية وهما الزاهر والمسفلة أما موقع دقم الوبر فقد ضم لاحقاً إلى مساحة مزدلفة وجزء آخر لتنفيذ مشاريع ومبان لها علاقة بخدمات الحج.
وقبل عشر سنوات تقريباً صدر توجيه سام بتخصيص أرض مساحتها عشرون مليون متر مربع على طريق مكة جدة السريع لإنشاء حديقة عامة تخدم سكان أم القرى ولكن أمانة العاصمة المقدسة أخذت تفكر وتقدر وتتحدث عن إنشاء مشروع تجاري ترفيهي عالمي فطلبت من المسؤولين في الأمانة أن يخصصوا عشر المساحة أي مليوني متر مربع لتكون حديقة عامة مجانية ويكون الباقي «لأحلام» المدينة الترفيهية، بحيث تزرع المساحة المقتطعة لصالح الحديقة العامة بالنجيلة وتسقى من المياه الجوفية المتوفرة في المنطقة وتحاط بأشجار النيم أو النخيل أو السدر من جميع جوانبها وتنشأ على حوافها أكشاك لبيع الوجبات والمرطبات وجلسات وأرصفة للمشاة ومساحات للعب الأطفال بالدراجات وألعاب خفيفة وعدد كاف من دورات المياه ومسجد أو مصلى كبير، ولكن الأمانة لم تقم بأي خطوة للانتفاع بالمنحة السامية السخية حتى سلم الموقع في الآونة الأخيرة لوزارة الإسكان ليستمر الحرمان من عدم وجود حديقة عامة واحدة في مكة المكرمة.
ولأن أميناً جديداً للعاصمة المقدسة تولى المنصب فإنني لا أعلم إن كان بإمكانه تفادي الإخفاق الذي وقع فيه من سبقه من الأمناء من حيث عدم الاهتمام بإنشاء حديقة عامة واحدة لهذه المدينة الكبيرة الكريمة، وإذا كان في جوانب أم القرى مساحات حكومية بيضاء فهل يمكنه السعي للحصول على أمر لتخصيصها لإنشاء حديقة عامة عليها وإذا لم تبق مساحة لم تُسور أو «تُشبّك» فهل يمكن أخذ إذن اقتطاع 50 % من مواقف السيارات لتحويلها إلى حديقة عامة على طريق مكة جدة وأخرى على طريق مكة الطائف وثالثة على طريق مكة الليث، خاصة أن عدد السيارات التي تحجز في موسمي الحج والعمرة لا تغطي إلا ربع مساحة المواقف وهل هناك حل آخر ينهي معاناة وحرمان سكان أم القرى أطفالاً وأسراً من عدم توفر هذه الخدمة الحضارية الأساسية؟
mohammed.ahmad568@gmail
وقبل نصف قرن حددت ثلاثة مواقع داخل أم القرى لإنشاء ثلاث حدائق متوسطة الحجم الموقع الأول في الزاهر والثاني في «دقم الوبر» قريباً من مزدلفة والثالث في المسفلة، ولكن المواقع الثلاثة تحول اثنان منها فيما بعد إلى قصور أفراح وملاعب تجارية وهما الزاهر والمسفلة أما موقع دقم الوبر فقد ضم لاحقاً إلى مساحة مزدلفة وجزء آخر لتنفيذ مشاريع ومبان لها علاقة بخدمات الحج.
وقبل عشر سنوات تقريباً صدر توجيه سام بتخصيص أرض مساحتها عشرون مليون متر مربع على طريق مكة جدة السريع لإنشاء حديقة عامة تخدم سكان أم القرى ولكن أمانة العاصمة المقدسة أخذت تفكر وتقدر وتتحدث عن إنشاء مشروع تجاري ترفيهي عالمي فطلبت من المسؤولين في الأمانة أن يخصصوا عشر المساحة أي مليوني متر مربع لتكون حديقة عامة مجانية ويكون الباقي «لأحلام» المدينة الترفيهية، بحيث تزرع المساحة المقتطعة لصالح الحديقة العامة بالنجيلة وتسقى من المياه الجوفية المتوفرة في المنطقة وتحاط بأشجار النيم أو النخيل أو السدر من جميع جوانبها وتنشأ على حوافها أكشاك لبيع الوجبات والمرطبات وجلسات وأرصفة للمشاة ومساحات للعب الأطفال بالدراجات وألعاب خفيفة وعدد كاف من دورات المياه ومسجد أو مصلى كبير، ولكن الأمانة لم تقم بأي خطوة للانتفاع بالمنحة السامية السخية حتى سلم الموقع في الآونة الأخيرة لوزارة الإسكان ليستمر الحرمان من عدم وجود حديقة عامة واحدة في مكة المكرمة.
ولأن أميناً جديداً للعاصمة المقدسة تولى المنصب فإنني لا أعلم إن كان بإمكانه تفادي الإخفاق الذي وقع فيه من سبقه من الأمناء من حيث عدم الاهتمام بإنشاء حديقة عامة واحدة لهذه المدينة الكبيرة الكريمة، وإذا كان في جوانب أم القرى مساحات حكومية بيضاء فهل يمكنه السعي للحصول على أمر لتخصيصها لإنشاء حديقة عامة عليها وإذا لم تبق مساحة لم تُسور أو «تُشبّك» فهل يمكن أخذ إذن اقتطاع 50 % من مواقف السيارات لتحويلها إلى حديقة عامة على طريق مكة جدة وأخرى على طريق مكة الطائف وثالثة على طريق مكة الليث، خاصة أن عدد السيارات التي تحجز في موسمي الحج والعمرة لا تغطي إلا ربع مساحة المواقف وهل هناك حل آخر ينهي معاناة وحرمان سكان أم القرى أطفالاً وأسراً من عدم توفر هذه الخدمة الحضارية الأساسية؟
mohammed.ahmad568@gmail