-A +A
حمود أبو طالب
الذي يعرف مجتمعه جيداً وبشكل منصف دون مبالغة في أي من الاتجاهين المتطرفين، يعرف أنه من أجمل الشعوب وأكثرها قابلية للتطور والانفتاح، ومع ذلك فهو مجتمع مجبول على احترام قيمه وأخلاقه، وبصفة العموم لا توجد لديه نزعة لسوء استخدام المعطيات الحضارية الإنسانية والفرص التي تتاح له لمشاركة التطور الطبيعي للمجتمعات البشرية، ولديه وعي كبير، خصوصاً في هذه المرحلة بمحاولات الآخرين إرباك مسيرته وعلاقته المتناغمة جداً مع دولته التي أصبحت شريكاً فاعلاً له في أحلامه وتطلعاته.

ليلة 10/‏10 كانت تأريخية بكل المقاييس وتحسب للشعب السعودي بأكمله، نعم كانت المرأة هي النجم الذي أضاء الليلة، لكن أشقاءها الذكور كانوا نجوماً بأخلاقهم وتفهمهم ومساعدتهم على أن تكون هذه الولادة طبيعية دون مضاعفات. كان أفراد المرور في قمة الرقي والتحضر وهم يشرفون على تدشين تأريخ جديد للمرأة، صورهم وهم يوزعون الورود ويحتفون بالسيدات تناقلتها وسائل الإعلام العالمية محتفيةً ومشيدة بذلك السلوك. وعندما صرح المسؤولون أنه بعد ساعات من استلام المرأة مقود السيارة لم تسجل حوادث غير طبيعية فذلك يُجيّر للشعب السعودي كله، وسوف تمضي الأمور طبيعية بكل تأكيد.


كنت حريصاً على أن أتجول صباح (الأحد) في الشوارع الرئيسية لرصد هذا اليوم التأريخي، وجدتها مسكونة بالهدوء وكل شيء يسير فيها بشكل طبيعي، الناس في منتهى الذوق والاحترام لبعضهم البعض، هكذا هي طبيعة الحياة، إذ تزول كل التوجسات الافتراضية عندما تحين لحظة الحقيقية. انتهى هذا الملف ويجب أن نحفظه في ذاكرتنا لنبحث عن استحقاقات جديدة لمجتمع جدير بكل شيء جميل.