كانت (صابرة) سيدة مثابرة، تعمل ليل نهار، في سبيل دحوة بُرّ، أو قبضة شعير، أو حفنة تمر، أو مذقة لبن تسد بها جوعة (علي وعطرة) وكلما سألها أحد عن زوجها قالت: جعله ما ينكف عصيف الفيّة، وإذا ما عادت إلى المنزل وزوجها مستيقظ، ومنسدح في الحدة، رفعت صوتها بالغناء (أمّك تقل يا علي با غيّر الموتر، تعبت في كل طلعة دفّ يا نشمي) فيعلّق أبو علي «ما يخرج القطران غير الشبوبة، والله عرف للشوكة وسوّد رأسها».
استعادت (صابرة) جانبا من رفاهيتها في منزل والدها، قبل أن ترتبط بأبي علي، الذي رأس ماله قصائد ونفخّة دخاخين غليونه، فاستفزت الزوج، وعندما لاحظت (عطرة) أن عروق أبيها تنفّخت وأوشك أن يقول انتي من ذيك لذيك، رمت البسة من حثلها ونطّت ووضعت كفها على فمه.
كان (علي) يلاحظ نفور أمه من أبيه دون أن يستطيع تفسير الأمر، ويستغرب حنمتها على سيّد المنزل ليل ونهار، وكثيراً ما استوقفته قربعتها بالمواعين، فرافقها يوما إلى قرية مجاورة ليطحنوا حباً على البابور، وكان يشيل الخريطة فوق رأسه، وهي تندب حظها كون النساء مع أزواجهن في أحسن حال، وهي المصليّة الصوامة رماها ربي بأقشر.
في غرفة الطاحون وجدت الفرصة لتنثر سفرة همومها على العم (جارالله) وكان فناناً في استدراج الزوجات والفتيات للحديث، ويبدأ غالباً بمدائحية طويلة مطلعها «أنا فدى بطن جابك» صبّ لـ(أم علي) من مصفاة القشر، وقال: هات علومك يا بنت الأجواد، فاشتكت من زوج عاطل باطل لا ينتفع به لا داخل البيت ولا خارجه.
بلغ (أبو علي) أن زوجته كشفت ستره عند جارالله، فتكابرها في نفسه، رمى الشماغ وكشف الصلعة واستقرب الغليون، وشرع «يا تمر رينا عذوقـك زائـدة والبلـح لام، اندرت بيشة وحصلنا رجالـن مداعيـن، يقلون صدّر عنه لا تقربه وأنـت شـاوي، وأهل النخل في حزاز الخير مدوا سريـه». قالت صابرة «كان عنّا من الروايا، فقال والله إن في رأسي حباً ما بعد انطحن»، قالت «الله يرحم مقاتيلك، والله ما عاد في مخك إلا كما مخاطة السفيه».. علمي وسلامتكم.
استعادت (صابرة) جانبا من رفاهيتها في منزل والدها، قبل أن ترتبط بأبي علي، الذي رأس ماله قصائد ونفخّة دخاخين غليونه، فاستفزت الزوج، وعندما لاحظت (عطرة) أن عروق أبيها تنفّخت وأوشك أن يقول انتي من ذيك لذيك، رمت البسة من حثلها ونطّت ووضعت كفها على فمه.
كان (علي) يلاحظ نفور أمه من أبيه دون أن يستطيع تفسير الأمر، ويستغرب حنمتها على سيّد المنزل ليل ونهار، وكثيراً ما استوقفته قربعتها بالمواعين، فرافقها يوما إلى قرية مجاورة ليطحنوا حباً على البابور، وكان يشيل الخريطة فوق رأسه، وهي تندب حظها كون النساء مع أزواجهن في أحسن حال، وهي المصليّة الصوامة رماها ربي بأقشر.
في غرفة الطاحون وجدت الفرصة لتنثر سفرة همومها على العم (جارالله) وكان فناناً في استدراج الزوجات والفتيات للحديث، ويبدأ غالباً بمدائحية طويلة مطلعها «أنا فدى بطن جابك» صبّ لـ(أم علي) من مصفاة القشر، وقال: هات علومك يا بنت الأجواد، فاشتكت من زوج عاطل باطل لا ينتفع به لا داخل البيت ولا خارجه.
بلغ (أبو علي) أن زوجته كشفت ستره عند جارالله، فتكابرها في نفسه، رمى الشماغ وكشف الصلعة واستقرب الغليون، وشرع «يا تمر رينا عذوقـك زائـدة والبلـح لام، اندرت بيشة وحصلنا رجالـن مداعيـن، يقلون صدّر عنه لا تقربه وأنـت شـاوي، وأهل النخل في حزاز الخير مدوا سريـه». قالت صابرة «كان عنّا من الروايا، فقال والله إن في رأسي حباً ما بعد انطحن»، قالت «الله يرحم مقاتيلك، والله ما عاد في مخك إلا كما مخاطة السفيه».. علمي وسلامتكم.