-A +A
عبير الفوزان
إنكار الحقائق والهروب من الوقائع حالة نفسية تصيب البعض عندما يواجهون حقيقة تزعجهم، بحسب رأي فرويد، هذه الحالة تصيب العقل غير الناضج، فالإنكار يتعارض مع القدرة على التعامل مع ما يزعج، لذا هم ينكرونه.

في المجتمع أطياف عديدة، وهذا ما لمسته في «تويتر»، تعاني من حالة الإنكار هذه، فيحتاجون إلى وقفة متأنية مع الذات.


بالتأكيد.. كل منا يمر عليه في حياته ما قد يزعجه أو ما قد لا يوافق توجهاته، لكن مع ذلك لا ينكر حدوثه، فهذا هو العقل الناضج الذي يواجه ويجيد التعامل مع ما يقع. عدد من الناس عندما يواجهون ما يزعجهم ينكرونه بشدة حد العنصرية وتلفيق الحقائق.. فمثلاً الذي تزعجه السينما يقول إن مقاعد السينما خاوية على عروشها، ولا أحد يذهب إليها، بينما الحقيقة لا يوجد حجز آني، بل مسبق، وجميع المقاعد محجوزة. الذي تزعجه قيادة المرأة للسيارة يقول: إن النساء السعوديات لم يقدن سيارات، بل كن نساء خليجيات جئن من خارج السعودية، بينما الحقيقة تقف النساء طوابير في انتظار دروس تعليم القيادة! كذلك أيضا من تزعجه المناظر اللاأخلاقية واللامهنية، وغالبيتنا كذلك تزعجنا، ويشاهد من خلال منصات التواصل لرجل أو امرأة مناظر لا أخلاقية، أو لامهنية، فإنه يسارع إلى إنكار أن يكون هذا الرجل، أو هذه المرأة سعوديين، حتى وإن كانا يحملان جواز سفر سعوديا، ولهما سجل مدني، وهذا الإنكار لاحظته بكثرة في «تويتر» وكأن من يرفع لواء إنكار الجنسية يجهل أن تعداد السعوديين بلغ أكثر من 20 مليون نسمة.. فيهم الأطيب من الطيب، وكذلك العكس. لقد بات من السذاجة أن نواجه من يخطئون في لباسهم أو ألفاظهم بإنكار هويتهم وانتمائهم لنا، وكأن سيد الخلق محمد بن عبدالله لم يكن عمه من تبت يده!.

abeeralfowzan@hotmail.com