يقول ذلك الابن المكلوم: إنه لاحظ انعزال والده عن العائلة بداية من اليوم 28 بالشهر، حيث يعمد للجلوس وحيداً بالغرفة، وكلما دخل عليه وأشعل النور والتبريد صاح فيه «طفي الضوء.. طفي المكيف» ليجده حاملاً تلك الفاتورة ومتسمراً أمام الكمبيوتر، يقول الابن: اعتقدت في البداية أن أبي يريد الجلوس وحيداً هنا ليبتعد عن ضجة إخواني الصغار وطلبات والدتي التي لا تنتهي، لكنني مع الوقت اكتشفت إدمانه على «لعبة فاتورة الكهرباء»، هذه اللعبة المستفزة التي وجدت استخداماً واسع النطاق بين الكبار، ترتبط بفكرة الغلاء المتصاعد، وتتطلب الدخول لعدة مراحل لتصل لخطأ العداد أو الإشعار بالدفع قبل فصل التيار!؟
في الحقيقة لم أجد تفسيراً واحداً لكل هذا الغلاء في فواتير الكهرباء، فتكاليف الإنتاج المتمثلة في الطاقة والمعدات والصيانة والأيدي العاملة، تعد أقل بكثير مما كانت عليه قبل خمس سنوات بفعل الترشيد الحاصل بالمصروفات وتسريح العاملين!؟
هذه الفواتير التي يكتنفها الغموض وتغلفها الضبابية، لا يمكنك الوصول لحقيقتها، حتى إن أعدت تفحصها من خلال طريقة حساب قيمة الاستهلاك المحددة بموقع الشركة، حيث تكتشف أن المبلغ يطلع أقل كلما استهلكت التيار أكثر، وإنك إذا تركت البيت 10 أيام مثلاً فإن الفاتورة ترتفع قيمتها، ولهذا ضجت مواقع التواصل من تظلمات الناس الذين لم يفهموا كيف أنهم تركوا بيوتهم وسافروا لقضاء الإجازة خارج المدينة قرابة الشهر، وعندما عادوا وجدوا فواتيرهم أعلى من فواتير الشهر الماضي!؟
جميل أن يطلب مجلس الشورى من هيئة الكهرباء التحقق من الأسعار الكبيرة التي طرأت على الفواتير، لكن الأجمل أن يتفاعل ديوان المراقبة وهيئة مكافحة الفساد لسبر أغوار هذا الارتفاع غير الطبيعي، فنحن لا نريد تصحيح الخطأ الحاصل بكل فاتورة على حدة، لأن ذلك يعني افتراضية تمرير الخطأ بالفواتير الأخرى، بل نريد معالجة المشكلة (من كيابلها).!!
من اليوم ورايح لن يغلب ذلك المحقق في انتزاع الاعتراف من المتهم فمبجرد أن يضرب بيده على الطاولة ويحرك اللمبة المشعة التي تعلو رأسه حتى يصرخ قائلاً «راح اعترفلك باللي سويته وإللي ما سويته بس لا تعذبني بالنور»، ومن اليوم ورايح سوف يتأخر المستأجر في دفع الإيجار، ليس فقط لأنه مفلس، ولكن على أمل أن يتهور صاحب العمارة ويسدي له خدمة كبيرة بفصل عداد الكهرباء، من اليوم ورايح إذا سمعتم عن نهاية رجل أربعيني فأعرفوا أن (لعبة فاتورة الكهرباء) الخطيرة تقف وراء الحادثة، ومن اليوم ورايح أقترح على شركة الكهرباء استبدال شعارها بوضع شعار (الحوت الأزرق)!؟
في الحقيقة لم أجد تفسيراً واحداً لكل هذا الغلاء في فواتير الكهرباء، فتكاليف الإنتاج المتمثلة في الطاقة والمعدات والصيانة والأيدي العاملة، تعد أقل بكثير مما كانت عليه قبل خمس سنوات بفعل الترشيد الحاصل بالمصروفات وتسريح العاملين!؟
هذه الفواتير التي يكتنفها الغموض وتغلفها الضبابية، لا يمكنك الوصول لحقيقتها، حتى إن أعدت تفحصها من خلال طريقة حساب قيمة الاستهلاك المحددة بموقع الشركة، حيث تكتشف أن المبلغ يطلع أقل كلما استهلكت التيار أكثر، وإنك إذا تركت البيت 10 أيام مثلاً فإن الفاتورة ترتفع قيمتها، ولهذا ضجت مواقع التواصل من تظلمات الناس الذين لم يفهموا كيف أنهم تركوا بيوتهم وسافروا لقضاء الإجازة خارج المدينة قرابة الشهر، وعندما عادوا وجدوا فواتيرهم أعلى من فواتير الشهر الماضي!؟
جميل أن يطلب مجلس الشورى من هيئة الكهرباء التحقق من الأسعار الكبيرة التي طرأت على الفواتير، لكن الأجمل أن يتفاعل ديوان المراقبة وهيئة مكافحة الفساد لسبر أغوار هذا الارتفاع غير الطبيعي، فنحن لا نريد تصحيح الخطأ الحاصل بكل فاتورة على حدة، لأن ذلك يعني افتراضية تمرير الخطأ بالفواتير الأخرى، بل نريد معالجة المشكلة (من كيابلها).!!
من اليوم ورايح لن يغلب ذلك المحقق في انتزاع الاعتراف من المتهم فمبجرد أن يضرب بيده على الطاولة ويحرك اللمبة المشعة التي تعلو رأسه حتى يصرخ قائلاً «راح اعترفلك باللي سويته وإللي ما سويته بس لا تعذبني بالنور»، ومن اليوم ورايح سوف يتأخر المستأجر في دفع الإيجار، ليس فقط لأنه مفلس، ولكن على أمل أن يتهور صاحب العمارة ويسدي له خدمة كبيرة بفصل عداد الكهرباء، من اليوم ورايح إذا سمعتم عن نهاية رجل أربعيني فأعرفوا أن (لعبة فاتورة الكهرباء) الخطيرة تقف وراء الحادثة، ومن اليوم ورايح أقترح على شركة الكهرباء استبدال شعارها بوضع شعار (الحوت الأزرق)!؟