غادر (هبّ الريح) الديرة مرغماً، كانت أمه تردد في دعائها له «الله يجعل رزقك أكثر من سعيك» ركب مع راعي ابلكاش، ووصل إلى مدينة ناشئة زاخرة بصناعات حديثة، انخرط في العمل مع الشركة، أحبه الخواجات لخفة ظله ومرحه وعشقه للحياة. نقلوه من بركس العمال إلى بركس المهندسين؛ لأنه يقوم بأدوار إضافية، منها طبخ الكبسة بمهارة عالية. علّموه بعض المفردات الإنجليزية فأصبح التفاهم معه ميسوراً، وبعد أربعة أعوام أنهت الشركة أعمالها واستعدت للمغادرة، فأهدوه مائة من البراميل الفاضية.
عاد إلى الديرة مستأجراً شاحنة لبراميله، ونهضت القرية في يوم تال تتحدث عن (أبو براميل) قالت أمه «صاح الله عليك إن كان بعد غربة طويلة تعوّد عليّه بالتنك». بقيت براميله أسبوعاً في السيارة، وكل ليلة (يسرّحها ضأن ويروّحها معزى) حتى هدته فطنته إلى فكرة يمكن إن نجحت أن تحقق عائداً مالياً.
في الصباح تناول القهوة وحبات التمر مع العريفة، وقال: يا كبيرنا العلم خير، أنا سمعت أن سعر القاز بيرتفع، وجماعتنا يشترون القاز في قوارير ما تكفي أسبوع، والبراميل سعة عشرين لتر، الواحد يكفي سنة، وأنا بابيع الواحد بثلاثين ريال، ولك من كل برميل خمسة ريالات، ولم يلبث أن مررت الشائعة، وأمست البراميل ولا أصبحت.
جاء (محفوظ) بالوايت يعبي قاز، وإذا بكل رجال يدحرج برميله، نفد الوايت الأول، وعاد إلى الظفير ليأتي بالرد الثاني، واطمأنت القرية على أن كل بيت عنده التموين اللي يزيد عن حاجته، وجمع (هبّ الريح) مبلغاً طيباً، أفرح قلب أمه.
تخرج (نبهان) من معهد المعلمين، واتفق مع عدد من النابهين على تأسيس شركة كهرباء أهلية، وبدأت الأنوار تعم القُرى، ونبهان مع عدد من الشبان يحفرون للأعمدة، ويمدون الأسلاك، ويركبون التمديدات لكل منزل، ولم يجد الأهالي طريقة للتخلص من القاز إلا بيعه مع البراميل على (هبّ الريح).
قال اسمعوا «البرميل بقازه بخمسطعشر ريال» وافقوا مكرهين، وتراكمت البراميل في ساحة أم (هبّ الريح) وكلما طلبت منه يدخّل لهم كهربة، قال «يا أمي نتضوح بالفانوس حتى يخلّص القاز، الفانوس بلاش أحسن من اللمبة بقروش». علمي وسلامتكم.
عاد إلى الديرة مستأجراً شاحنة لبراميله، ونهضت القرية في يوم تال تتحدث عن (أبو براميل) قالت أمه «صاح الله عليك إن كان بعد غربة طويلة تعوّد عليّه بالتنك». بقيت براميله أسبوعاً في السيارة، وكل ليلة (يسرّحها ضأن ويروّحها معزى) حتى هدته فطنته إلى فكرة يمكن إن نجحت أن تحقق عائداً مالياً.
في الصباح تناول القهوة وحبات التمر مع العريفة، وقال: يا كبيرنا العلم خير، أنا سمعت أن سعر القاز بيرتفع، وجماعتنا يشترون القاز في قوارير ما تكفي أسبوع، والبراميل سعة عشرين لتر، الواحد يكفي سنة، وأنا بابيع الواحد بثلاثين ريال، ولك من كل برميل خمسة ريالات، ولم يلبث أن مررت الشائعة، وأمست البراميل ولا أصبحت.
جاء (محفوظ) بالوايت يعبي قاز، وإذا بكل رجال يدحرج برميله، نفد الوايت الأول، وعاد إلى الظفير ليأتي بالرد الثاني، واطمأنت القرية على أن كل بيت عنده التموين اللي يزيد عن حاجته، وجمع (هبّ الريح) مبلغاً طيباً، أفرح قلب أمه.
تخرج (نبهان) من معهد المعلمين، واتفق مع عدد من النابهين على تأسيس شركة كهرباء أهلية، وبدأت الأنوار تعم القُرى، ونبهان مع عدد من الشبان يحفرون للأعمدة، ويمدون الأسلاك، ويركبون التمديدات لكل منزل، ولم يجد الأهالي طريقة للتخلص من القاز إلا بيعه مع البراميل على (هبّ الريح).
قال اسمعوا «البرميل بقازه بخمسطعشر ريال» وافقوا مكرهين، وتراكمت البراميل في ساحة أم (هبّ الريح) وكلما طلبت منه يدخّل لهم كهربة، قال «يا أمي نتضوح بالفانوس حتى يخلّص القاز، الفانوس بلاش أحسن من اللمبة بقروش». علمي وسلامتكم.