تتخلق روح جديدة في الشارع السعودي يمكن بكل وضوح ملاحظتها في كل شيء؛ تمثل وجوه الشباب والفتيات أبرز تلك العلامات التي تعكس حيوية مطلقة ونظرة أكثر تفاؤلا بالمستقبل إضافة إلى انسجام حقيقي مع الواقع.
تغيرت القضايا التي يناقشونها في مجالسهم ومكاتبهم فبعد أن ظل الشباب والفتيات منشغلين بقصص مطاردات الهيئة وحالات القبض الغريبة التي كانت تحدث ومقاطع الفيديوهات التي كان يتم تداولها، اختفت اليوم تلك القصص تماما وبدت القضايا والاهتمامات أكثر جدية وطموحا.
يفكر السعوديون اليوم في العمل والكسب والإنجازات والسعي نحو التميز، هذه كلها قيم جديدة آخذة في الانتشار بشكل متزايد، إنما لم يحدث كل هذا ويتنامى يوميا؟
لطالما كان السعوديون قادرين ومستعدين لخوض مختلف التحديات وتحقيق نجاحات نوعية في الحياة والعمل والفنون والابتكار، قامت الدولة ببناء المناخ الإيجابي الداعم لكل ذلك، اتجهت الدولة إلى ما يمكن وصفه ببناء المسؤولية الفردية وتوفير البيئة التي تعين على ذلك، الناس أوصياء على أنفسهم ومسؤولون عن أفعالهم وأفكارهم والقانون والنظام يديران كل ذلك.
كانت المحاذير غير المفهومة ولا المبررة تسهم في خلق شعور عام أن ثمة من يرعاك ويحافظ عليك ويؤثر في سلوكك اليوم، هذا الشعور يؤدي بطريقة غير مباشرة إلى تعميق الشعور بالريعية والأبوية التي لا تتسق مع قيم الاقتصاد الجديد ولا مع الحياة المدنية، وحين يتراجع ذلك المناخ تتسع ثقة الأفراد بأنفسهم وبخياراتهم وأيضاً بما لديهم من قدرات وإمكانيات متنوعة.
لقد استطاع سمو ولي العهد أن يقدم لغة جديدة ونوعية للوعي السعودي العام؛ منذ لقاءاته وتصريحاته التلفزيونية بدا ينبه الشارع السعودي إلى مكامن قوته وقوة بلاده على كل الأصعدة، كانت تلك اللقاءات أشبه ما تكون بإعادة توجيه الأنظار السعودية باتجاه أنفسها لتعيد التعرف على ما لديها من قدرات لا حصر لها. التأثير الأول والأبرز في الوعي العام كان في توجه الدولة وإعلانها خلق بدائل اقتصادية وتنويع الاقتصاد الذي ظل معتمدا على النفط كمصدر أوحد وبناء واكتشاف مصادر جديدة، كلها تنبع من هذه الأرض. ربما مثلت هذه العملية أضخم إعادة توجيه للوعي المحلي وأبرز مواجهة للثقافة الريعية التي كان الواقع الاقتصادي ذو المصدر الواحد أهم مسبباتها. وطالما أن النفط لن يعود المصدر الأوحد للاقتصاد فكذلك الوظيفة الحكومية التقليدية لن تعود المصدر الوحيد للعمل والكسب.
ربما لأول مرة يتحدث السعوديون في حياتهم عن شيء اسمه (جودة الحياة)، هذا تحول كبير وعميق جدا، يتمثل عمقه في كونه يحمل دعوة للحياة الرائعة الممتعة التي تتجاوز فكرة عيش الحياة وتمضية أيامها وفق الواجبات والضروريات إلى العيش بشكل جيد وسعيد ومتوازن (طالما غابت هذه القيمة كثيرا عن حياتنا اليومية وساهم الوعظ التقليدي في ترسيخها) وهو ما يجعل من الاعتناء بالصحة والفنون والترفيه قيما يومية.
اليوم وبينما تتنوع الخيارات في كل شيء، تمثل الروح الجديدة في الشارع السعودي أبرز عناصر القوة الوطنية والرافعة التي ستحمل كل هذه الطموحات إلى مستقبل حقيقي ومتنوع وسعيد كذلك.
تغيرت القضايا التي يناقشونها في مجالسهم ومكاتبهم فبعد أن ظل الشباب والفتيات منشغلين بقصص مطاردات الهيئة وحالات القبض الغريبة التي كانت تحدث ومقاطع الفيديوهات التي كان يتم تداولها، اختفت اليوم تلك القصص تماما وبدت القضايا والاهتمامات أكثر جدية وطموحا.
يفكر السعوديون اليوم في العمل والكسب والإنجازات والسعي نحو التميز، هذه كلها قيم جديدة آخذة في الانتشار بشكل متزايد، إنما لم يحدث كل هذا ويتنامى يوميا؟
لطالما كان السعوديون قادرين ومستعدين لخوض مختلف التحديات وتحقيق نجاحات نوعية في الحياة والعمل والفنون والابتكار، قامت الدولة ببناء المناخ الإيجابي الداعم لكل ذلك، اتجهت الدولة إلى ما يمكن وصفه ببناء المسؤولية الفردية وتوفير البيئة التي تعين على ذلك، الناس أوصياء على أنفسهم ومسؤولون عن أفعالهم وأفكارهم والقانون والنظام يديران كل ذلك.
كانت المحاذير غير المفهومة ولا المبررة تسهم في خلق شعور عام أن ثمة من يرعاك ويحافظ عليك ويؤثر في سلوكك اليوم، هذا الشعور يؤدي بطريقة غير مباشرة إلى تعميق الشعور بالريعية والأبوية التي لا تتسق مع قيم الاقتصاد الجديد ولا مع الحياة المدنية، وحين يتراجع ذلك المناخ تتسع ثقة الأفراد بأنفسهم وبخياراتهم وأيضاً بما لديهم من قدرات وإمكانيات متنوعة.
لقد استطاع سمو ولي العهد أن يقدم لغة جديدة ونوعية للوعي السعودي العام؛ منذ لقاءاته وتصريحاته التلفزيونية بدا ينبه الشارع السعودي إلى مكامن قوته وقوة بلاده على كل الأصعدة، كانت تلك اللقاءات أشبه ما تكون بإعادة توجيه الأنظار السعودية باتجاه أنفسها لتعيد التعرف على ما لديها من قدرات لا حصر لها. التأثير الأول والأبرز في الوعي العام كان في توجه الدولة وإعلانها خلق بدائل اقتصادية وتنويع الاقتصاد الذي ظل معتمدا على النفط كمصدر أوحد وبناء واكتشاف مصادر جديدة، كلها تنبع من هذه الأرض. ربما مثلت هذه العملية أضخم إعادة توجيه للوعي المحلي وأبرز مواجهة للثقافة الريعية التي كان الواقع الاقتصادي ذو المصدر الواحد أهم مسبباتها. وطالما أن النفط لن يعود المصدر الأوحد للاقتصاد فكذلك الوظيفة الحكومية التقليدية لن تعود المصدر الوحيد للعمل والكسب.
ربما لأول مرة يتحدث السعوديون في حياتهم عن شيء اسمه (جودة الحياة)، هذا تحول كبير وعميق جدا، يتمثل عمقه في كونه يحمل دعوة للحياة الرائعة الممتعة التي تتجاوز فكرة عيش الحياة وتمضية أيامها وفق الواجبات والضروريات إلى العيش بشكل جيد وسعيد ومتوازن (طالما غابت هذه القيمة كثيرا عن حياتنا اليومية وساهم الوعظ التقليدي في ترسيخها) وهو ما يجعل من الاعتناء بالصحة والفنون والترفيه قيما يومية.
اليوم وبينما تتنوع الخيارات في كل شيء، تمثل الروح الجديدة في الشارع السعودي أبرز عناصر القوة الوطنية والرافعة التي ستحمل كل هذه الطموحات إلى مستقبل حقيقي ومتنوع وسعيد كذلك.