-A +A
علي بن محمد الرباعي
شدّت الجدة معصبها الأصفر على رأسها، وعقدته في الخلف، وارتدت مفاردها من الظفار، ووضعت الزميّم في الجهة اليسرى من أرنبة الأنف وتناولت عصاتها من ركن حجرتها وطلبت الله في معونة وتحقيق حاجة.

وصلت إلى بيت ابنها البكر وما كادت تؤذن بوصولها مرددة: يا أهل البيت حتى انتفض ساطي من تحت الجبة مرحباً ومسهلاً ومقبلاً الأيادي والأقدام ومعتذراً لانقطاعه عن زيارتها، مبدياً أسفه ومبرراً القصور بانشغاله.


صاح في زوجته: ولمي قهوتك اللي تكيف رأس أمي يا مرة وحوجيها بالزنجبيل والقرنفل، ونادى عزة تسلّم على جدتها وتقلع تمرة من العدلة، بينما نهض للقربة وفك الوكاء وصب ماء تفوح منه رائحة القطران في طاسة وناول أمه.

قالت: أعلامنا خير يا ساطي، والله ما يدب مايك في ثمي ولا أشرب قهوتك ولا أذوق الذوق حتى توجدني، قال: ابشري بسعدك والله لو تأمرين على رقبتي أنها تفداك، ردت: ما حزينا في رقبتك، لكن عزة ما تتزوج مسعود وأنا رأسي يشم الهوى.

حك لحيته وتلمس مسواك في جيبه، وقال: والله يا حلوة اللبن إني أعطيت كلمة للرجاجيل، والرجال عند كلمته، فقاطعته: دام أمك في الوجود والله ما تمشي كلمتك إلا على حرمتك، عزيز ولد أخوك يحب عزة وبنتك تحبه، سمعت عزة طرفاً من الحديث فتناولت شرشفها والقفة والمحش وقالت لأبيها إنها ستسرح.. للحديث بقية.