-A +A
أحمد الشمراني
• رياضتنا تتغير أو هكذا أرى، فماذا ترون أنتم يا من تجلسون على مرمى حجر من التغيير؟

• يأتي لاعب ويرحل آخر دون أن نسمع من يقول أين الولاء، أين الحب، أين غيرتكم!


• في يوم من الأيام هاجمت خالد مسعد لأنه ذهب للاتحاد، وقلت في عبدالله سليمان عبارات قاسية لأنه ترك الأهلي وسجل للهلال، وغيري من المنتمين للهلال والاتحاد والنصر قالوا كلاما أقسى فيمن تركوا أنديتهم وذهبوا لأندية أخرى بأمر الاحتراف، وأعتقد أن أسامة هوساوي حينما انتقل من الهلال للأهلي تعرض لهجوم عنيف من الإعلام الهلالي، ونفس العبارات تعرض لها سعد الحارثي عندما ترك النصر ولعب في الهلال من إعلام النصر.

• أياً كان اسم اللاعب واسم ناديه وجهة الرحيل أو الانتقال لم نعد نستفز أو حتى نغضب، لأن الرياضة عندنا تتغير في الشكل والمضمون، ومن لم يكن قادرا على استيعاب التغيير أنصحه نصيحة محب أن يتجه لأي وسط غير الرياضي لكي يريح دماغه، فزمن العبارات الناقمة والمحتجة ولى إلى غير رجعة، لأن ثمة متغيرات لابد من التسليم بها.

• زمن البحث عن قضية تفضفض من خلالها أو تخلق أزمة تقتات عليها انتهى، ودخلنا عصرا جديدا فيه روح العمل الجماعي يجب أن تنتصر، وفيه المدرج يجب أن يتفرغ للدعم إن أراد الإنجاز بل الانتصار لناديه.

• منصور الحربي ومثل منصور كثير انتقلوا أو سينتقلون من نادٍ إلى آخر هكذا بلا ضجيج أو حتى هاشتاقات متبادلة، لأن رياضتنا تتغير ولابد أن نتغير معها ونعرض عن تلك العبارات التي فيها شحناء وبغضاء وتأزيم إن أردنا أن نكون جزءا من التغيير.

• زمن قهر الأندية وابتزازها من سماسرة ووسطاء وإعلاميين انتهى، وانتهى معه ارتفاع فاتورة انتقال لاعب وبقاء آخر، والحصص توزع بين كل الجهات التي ساهمت في رفع الفاتورة وكل فرد يأخذ نسبته، ومنهم عاملون في الأندية.

• ولا يمكن تحت أي ظرف أن ننسى تلك المانشتات التي قسمت المدرجات وأرهقت الأندية، والتي فيها تباهٍ بخطف ياسر والعويران واللعب على وتر أرقام أدخلت الأندية مرحلة ديون وإفلاس، وجعلت من لاعب قيمة عقده مليون يقفز إلى 30 مليونا، وفي النهاية يتورط النادي.

• وإن أبحرت أكثر ربما آخذكم إلى التكديس الذي دمر الكرة السعودية ودمر لاعبين كنا نتوقع منهم الشيء الكثير، بل أنهى مسيرة جيل كامل في 3 أندية أو ناديين تحت شعار «خرب يله».

• أي لاعب مهما علا صيته ومهما كانت نجوميته لن يتجاوز عقده الرقم المعلن من قبل لجنة الاحتراف، لسبب بسيط ووجيه أن الداعم واحد واللعب من تحت الطاولة اختفى للأبد بأمر رقيب تحترمه بل تخشاه كل الأندية، لأن مشروعه في الرياضة أكبر من أن يوقع فلان ويرحل فلان.

• ومن هذا المنطلق لم نعد نغضب من رحيل فلان وقدوم فلان، فهذا هو الأساس في الاحتراف، ولا يمكن أن ننسى أن هناك قائمة حددت احتياجات أي نادٍ من اللاعبين المحليين والأجانب، بمعنى أن 6 بل 3 في مركز واحد سيضرون بالنادي في مراكز أخرى، وعليه بات قبول الأندية بهذا التغيير أمرا حتميا لكي تعم الفائدة وتنتهي أزمة التكديس التي كنت وبكل فخر من أوائل المحذرين منها قبل سنوات.

• بعض زملائي المحترمين كانوا يصفقون للمزايدات ويعتبرون التكديس شيئا طبيعيا في الاحتراف، واليوم بعد أن زال الغبار الذي حجب بينهم وبين ذاك العمل التدميري هل بإمكانهم اليوم الاعتذار لوسط رياضي صعب أن ينسى لكن ربما يسامح والمسامح كريم.

• ومضة

يقول نجيب محفوظ: ‏احترامي للناس لا يعني أني بحاجة إليهم، مجرد مبدأ تعلمته من تربيتي.