.. في الأسبوع الأول لا يجد أمين جدة الجديد وقتاً للراحة أو حتى يهنأ بنوم لأن جدة مدينة فيها 4 ملايين أو 5 ملايين نسمة، وفيها أكثر من 100 حي، ونحو 20 ألف شارع بين طريق واسع وزقاق ضيق ترابي، و10 آلاف محل تجاري، ومليون سيارة ومركبة وشاحنة، ومئات المدارس للبنين والبنات، ومئات المساجد، وآلاف الإشارات المرورية، ومئات المزارع، وميناء تجاري وحكومي كخلية نحل من كثرة الحركة والنشاط البحري والبري، ومثله المطار الدولي الجديد، وكذلك القديم.. وآلاف الشركات والمكاتب التجارية، لكنه عندما يتذكر القاهرة التي فيها أكثر من 15 مليونا، أو دكا عاصمة بنغلاديش التي فيها 30 مليون نسمة فسوف يحمد الله.
وها هو اليوم وقد جلس مع وكلاء الأمين السابق، والأمين السابق نفسه سوف يزف إليه الملفات المعلقة، والواقفة، والمتحركة، والشركات التي ترتبط بها، وأهم من كل ذلك الميزانية المخصصة لأمانة جدة، وما صُرف منها وما تبقى لهذا العام، وزد على ذلك ما هو حال 2000 أو 3000 موظف في أمانة جدة !
وأما المجلس البلدي فهو يمثل سكان جدة وقضايا السفلتة، والنظافة، والمجاري التي تتفجر في الأحياء القديمة، وحتى الجديدة، وقضايا العقار وفتح شوارع جديدة، أو توسعتها وتعويض السكان المنزوعة أملاكهم. ناهيك عن حفريات الشوارع.
وإذا كان لدى الأمين منهج الترتيب العادل عليه أن يبدأ بالعقارات التي نزعت قبل 35 سنة من أجل مطار جدة الدولي وذهب كرائم أموال المواطنين فيها دون إيجاد حل مرضٍ لهم، وتم تحويلهم إلى أمانة جدة، والأمانة تقول هذه مشكلة الطيران المدني، وإلى اليوم لا زالت قضية هذه العقارات دون حل.
والعشوائيات في جدة عصية على الحل، فبين عشية وضحاها يتم تسوير قطعة أرض ثم يبدأ البناء عليها وهذه تتم في أطراف الأحياء، أو حتى في وسط جدة ولكن المزعج والمؤذي حقاً هو وضع اليد على الكورنيش بحيث تحجب هذه التصرفات المواطنين من رؤية البحر من أبحر الشمالية وحتى القاعدة البحرية، أي نحو 50 كيلو مترا.
بل إن مئات العمارات الجديدة وحتى المقامة منذ 10 أو 20 سنة زحفت أرضيتها إلى الشوارع بحجة تسهيل مرور سيارات المستأجرين إلى المواقف تحتها، هذه الزحوفات غير نظامية لأنها حولت الشارع وهو ملكية عامة إلى ملكية خاصة، ونحو هذه العمارات لوحات متنوعة تقول ممنوع الوقوف، أو مواقف خاصة بسكان العمارة أو مثل هذه العبارات، وكأن صاحب العمارة له حق التصرف في أرضيات الشارع أو الشارعين التي حول عمارته، بينما الواجب على مراقبي أمانة جدة إلزام كل صاحب عمارة أن يخصص مواقف كافية لسكان عمارته.
إن الأمين الجديد الأستاذ صالح بن علي التركي ليس غريباً على جدة وقضاياها ومشاكلها، ولكننا فقط نريد أن نضع له الحروف وعليه هو أن يحدد أين تقع النقاط، وما هي الحروف التي لا نقاط عليها وأن يحدد وقتاً أو مهلة زمنية لكل مشروع في مدينة جدة، وأن يجند تجاربه وخبرته التي اكتسبها من 73 عاماً فيما يواجهه من المحن، والله المستعان وهو ولي التوفيق.
*كاتب سعودي
وها هو اليوم وقد جلس مع وكلاء الأمين السابق، والأمين السابق نفسه سوف يزف إليه الملفات المعلقة، والواقفة، والمتحركة، والشركات التي ترتبط بها، وأهم من كل ذلك الميزانية المخصصة لأمانة جدة، وما صُرف منها وما تبقى لهذا العام، وزد على ذلك ما هو حال 2000 أو 3000 موظف في أمانة جدة !
وأما المجلس البلدي فهو يمثل سكان جدة وقضايا السفلتة، والنظافة، والمجاري التي تتفجر في الأحياء القديمة، وحتى الجديدة، وقضايا العقار وفتح شوارع جديدة، أو توسعتها وتعويض السكان المنزوعة أملاكهم. ناهيك عن حفريات الشوارع.
وإذا كان لدى الأمين منهج الترتيب العادل عليه أن يبدأ بالعقارات التي نزعت قبل 35 سنة من أجل مطار جدة الدولي وذهب كرائم أموال المواطنين فيها دون إيجاد حل مرضٍ لهم، وتم تحويلهم إلى أمانة جدة، والأمانة تقول هذه مشكلة الطيران المدني، وإلى اليوم لا زالت قضية هذه العقارات دون حل.
والعشوائيات في جدة عصية على الحل، فبين عشية وضحاها يتم تسوير قطعة أرض ثم يبدأ البناء عليها وهذه تتم في أطراف الأحياء، أو حتى في وسط جدة ولكن المزعج والمؤذي حقاً هو وضع اليد على الكورنيش بحيث تحجب هذه التصرفات المواطنين من رؤية البحر من أبحر الشمالية وحتى القاعدة البحرية، أي نحو 50 كيلو مترا.
بل إن مئات العمارات الجديدة وحتى المقامة منذ 10 أو 20 سنة زحفت أرضيتها إلى الشوارع بحجة تسهيل مرور سيارات المستأجرين إلى المواقف تحتها، هذه الزحوفات غير نظامية لأنها حولت الشارع وهو ملكية عامة إلى ملكية خاصة، ونحو هذه العمارات لوحات متنوعة تقول ممنوع الوقوف، أو مواقف خاصة بسكان العمارة أو مثل هذه العبارات، وكأن صاحب العمارة له حق التصرف في أرضيات الشارع أو الشارعين التي حول عمارته، بينما الواجب على مراقبي أمانة جدة إلزام كل صاحب عمارة أن يخصص مواقف كافية لسكان عمارته.
إن الأمين الجديد الأستاذ صالح بن علي التركي ليس غريباً على جدة وقضاياها ومشاكلها، ولكننا فقط نريد أن نضع له الحروف وعليه هو أن يحدد أين تقع النقاط، وما هي الحروف التي لا نقاط عليها وأن يحدد وقتاً أو مهلة زمنية لكل مشروع في مدينة جدة، وأن يجند تجاربه وخبرته التي اكتسبها من 73 عاماً فيما يواجهه من المحن، والله المستعان وهو ولي التوفيق.
*كاتب سعودي