جاء الإعلان قبل أسابيع عن هدنة توصلت إليها المملكة العربية السعودية بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان تتويجا لمساعي الرياض «الناعمة» التي استمرت شهورا دون ضجيج تأكيدا لزعامة المملكة للعالم الإسلامي.
المشروع السياسي ليس جديدا ولا زعامة الرياض جديدة، فمنذ نشوئه على يد المغفور له الملك عبد العزيز وهو يأخذ طابعا إسلاميا مستحقا باحتضان المملكة للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.
الجديد في الخطوات السعودية أن الدائرة الإسلامية لم تغب عن صانع القرار في الرياض بل تترسخ وتظهر في أي منطقة إسلامية رخوة تحتاج لتدخل المملكة، ولا يجب أن تغيب عن دوائر التفكير في وزارة الخارجية والإعلام والثقافة والرياضة وغيرها من مؤسسات عامة ومدنية.
إنه الدور السياسي المتعاظم الذي تبذله السعودية الجديدة وتقدم نفسها من خلاله للعالم، منطلقة من رؤية واضحة ستغير ليس وجهها والمنطقة فقط بل والعالم أجمع، إلا أن أهميته تأتي من كونه مشروعا حضاريا وليس ايديولوجيا بالمطلق.
العالم الإسلامي اليوم هو في أمس الحاجة لمن يمد يده إليه لينتشله من براثن التطرف والتخلف والاقتصاد المتردي والخطاب الما ورائي، ولن يكون هناك أفضل من المشروع السعودي الذي يقوده الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان للقيام بذلك الدور التاريخي.
الرؤية الحضارية التي قدمت الرياض ملامحها في السنوات الثلاث الماضية تغوص عميقا، تستبدل وتصنع، وليس من السهولة أن تمر دون أن تجد مقاومة أو رفضا أو غيرةً، ولذلك فإن هذا المشروع يحتاج إلى خطاب مواز يشرحه ويدافع عنه ويبرره أحيانا، فالمرتزقة والقناصة في طرقات الحلم يطلقون الرصاص عشوائيا بكل اتجاه لاغتياله والقضاء عليه.
في الستينات والسبعينات الميلادية وما تلاها استطاعت المملكة ترسيخ مكانتها المستحقة كزعيمة للعالم الإسلامي من خلال توظيف «قوة ناعمة» متقنة، بنت لها أدوات متعددة من أهمها خطاب إسلامي حضاري متسامح، ذلك الخطاب الذي اختطف لاحقا على أيدي المتطرفين في إيران والمقطم والصحوة.
ولعلنا نتذكر هنا تلك الزيارة التاريخية للفاتيكان - مقر المسيحية في العالم - العام 1973 التي قام بها العالم السلفي الجليل الشيخ محمد الحركان، لقد كانت دليلا على إيمان المؤسسة السلفية التقليدية السعودية بهذا الانفتاح على العالم.
من يستطيع إنكار السمعة الكبيرة التي حققتها المؤسسات المدنية الإسلامية التي بنتها المملكة، هل نسينا إذاعة صوت الإسلام من مكة المكرمة، والبنك الإسلامي للتنمية واتحاد إذاعة وتلفزيونات العالم الإسلامي، ووكالة الأنباء الإسلامية وغيرها من المؤسسات المهمة التي يمكن إعادة تفعيل دورها بغض النظر عن تراجع أدائها، وتوجيهها لخدمة المشروع الحضاري الذي تقوده المملكة.
من المهم أيضا أن تكون مؤسسات مدنية إنسانية غير مؤدلجة ولا مختطفة، تصنع الحياة وتمد يد العون دون مساومة ولا تمييز، لأن المتطرفين واللصوص والموهومين بالأممية المزعومة واحتكار الحقيقة يتربصون هم أيضا لاختطافها من جديد.
ولعل مشروع الملك سلمان للإغاثة الذي دشن قبل 3 أعوام وحقق إنجازات كبيرة جدا في وقت قياسي يكون نواة لمشاريع مشابهة أو بديلة للمؤسسات القديمة تغذي المشروع الإسلامي وتدفع به، تأخذ نفس التفكير والبنية الإدارية المهمومة بخدمة الملهوفين وإغاثة المحتاجين بدلا من أدلجتهم.
خاصة أن هناك تجربة سيئة عاشها العالم الإسلامي خلال العقود الأربعة الماضية بدأت في أفغانستان ولم تنته في سورية اليوم، من بعض المؤسسات والزعامات الإسلامية التي كانت تطمح وربما لا تزال أن تستبدل مكة بإسطنبول والرياض بقندهار، أو تحاول اختطاف الدور المشروع للمملكة الذي وهبه الله لها دون منازعة أو سرقة.
* كاتب سعودي
المشروع السياسي ليس جديدا ولا زعامة الرياض جديدة، فمنذ نشوئه على يد المغفور له الملك عبد العزيز وهو يأخذ طابعا إسلاميا مستحقا باحتضان المملكة للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.
الجديد في الخطوات السعودية أن الدائرة الإسلامية لم تغب عن صانع القرار في الرياض بل تترسخ وتظهر في أي منطقة إسلامية رخوة تحتاج لتدخل المملكة، ولا يجب أن تغيب عن دوائر التفكير في وزارة الخارجية والإعلام والثقافة والرياضة وغيرها من مؤسسات عامة ومدنية.
إنه الدور السياسي المتعاظم الذي تبذله السعودية الجديدة وتقدم نفسها من خلاله للعالم، منطلقة من رؤية واضحة ستغير ليس وجهها والمنطقة فقط بل والعالم أجمع، إلا أن أهميته تأتي من كونه مشروعا حضاريا وليس ايديولوجيا بالمطلق.
العالم الإسلامي اليوم هو في أمس الحاجة لمن يمد يده إليه لينتشله من براثن التطرف والتخلف والاقتصاد المتردي والخطاب الما ورائي، ولن يكون هناك أفضل من المشروع السعودي الذي يقوده الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان للقيام بذلك الدور التاريخي.
الرؤية الحضارية التي قدمت الرياض ملامحها في السنوات الثلاث الماضية تغوص عميقا، تستبدل وتصنع، وليس من السهولة أن تمر دون أن تجد مقاومة أو رفضا أو غيرةً، ولذلك فإن هذا المشروع يحتاج إلى خطاب مواز يشرحه ويدافع عنه ويبرره أحيانا، فالمرتزقة والقناصة في طرقات الحلم يطلقون الرصاص عشوائيا بكل اتجاه لاغتياله والقضاء عليه.
في الستينات والسبعينات الميلادية وما تلاها استطاعت المملكة ترسيخ مكانتها المستحقة كزعيمة للعالم الإسلامي من خلال توظيف «قوة ناعمة» متقنة، بنت لها أدوات متعددة من أهمها خطاب إسلامي حضاري متسامح، ذلك الخطاب الذي اختطف لاحقا على أيدي المتطرفين في إيران والمقطم والصحوة.
ولعلنا نتذكر هنا تلك الزيارة التاريخية للفاتيكان - مقر المسيحية في العالم - العام 1973 التي قام بها العالم السلفي الجليل الشيخ محمد الحركان، لقد كانت دليلا على إيمان المؤسسة السلفية التقليدية السعودية بهذا الانفتاح على العالم.
من يستطيع إنكار السمعة الكبيرة التي حققتها المؤسسات المدنية الإسلامية التي بنتها المملكة، هل نسينا إذاعة صوت الإسلام من مكة المكرمة، والبنك الإسلامي للتنمية واتحاد إذاعة وتلفزيونات العالم الإسلامي، ووكالة الأنباء الإسلامية وغيرها من المؤسسات المهمة التي يمكن إعادة تفعيل دورها بغض النظر عن تراجع أدائها، وتوجيهها لخدمة المشروع الحضاري الذي تقوده المملكة.
من المهم أيضا أن تكون مؤسسات مدنية إنسانية غير مؤدلجة ولا مختطفة، تصنع الحياة وتمد يد العون دون مساومة ولا تمييز، لأن المتطرفين واللصوص والموهومين بالأممية المزعومة واحتكار الحقيقة يتربصون هم أيضا لاختطافها من جديد.
ولعل مشروع الملك سلمان للإغاثة الذي دشن قبل 3 أعوام وحقق إنجازات كبيرة جدا في وقت قياسي يكون نواة لمشاريع مشابهة أو بديلة للمؤسسات القديمة تغذي المشروع الإسلامي وتدفع به، تأخذ نفس التفكير والبنية الإدارية المهمومة بخدمة الملهوفين وإغاثة المحتاجين بدلا من أدلجتهم.
خاصة أن هناك تجربة سيئة عاشها العالم الإسلامي خلال العقود الأربعة الماضية بدأت في أفغانستان ولم تنته في سورية اليوم، من بعض المؤسسات والزعامات الإسلامية التي كانت تطمح وربما لا تزال أن تستبدل مكة بإسطنبول والرياض بقندهار، أو تحاول اختطاف الدور المشروع للمملكة الذي وهبه الله لها دون منازعة أو سرقة.
* كاتب سعودي