النص يطلق على الكلام المفهوم، وفِي اللغة يعني الإملاء والإنشاء. يقولون نص الكتاب لفلان وعلى فلان، ونص الشيء ينصه نصاً رفعه وأظهره، ويلعب النص في حياتنا دوراً مهماً وخطيراً، وقد اختلط النص بالتفسير وبالتراث والتقاليد، وفقدنا في الأغلب والأعم القدرة على التفريق بينهما، وأصبحنا نعطي القداسة لتفسير النص والمفسرين، كما تعطى القداسة للتراث والتقاليد، إن المورث قوة لا شعورية مثلما هو قوة شعورية، لذا فإن اللا شعوري يظل مغروساً في داخلنا يحركنا ويطبعنا بطابعه. ويظهر ذلك جلياً في ما ذهب إليه البعض من أن «الموروث العربي سمات جوهرية هي فيه بمنزلة الروح من الجسد، أي أنها (ثوابت) مبدئية لا يمكن صرفها أو تبديلها، وإلا اقتضى ذلك تبديل هوية الموروث ومسخه، وذلك مثل اللغة الفصحى بالنسبة للشعر الجاهلي، أو القيم الدلالية في ذلك الشعر مثل دلالات الأطلال وتركيب القصيدة».
إن الخلط بين النص والتفسير والموروث والتقاليد يجعلنا أمام مفاهيم غير قابلة للتفكير فيها أو التأمل أو النظر والاجتهاد. وقد ساعدت سمات الموروث العربي على تعميق هذه المشكلة وتأصيلها حتى أوشكت مناهجنا أن تكون غير قابلة للتطوير والتحديث والخروج من هذه القوقعة سواءً كنّا بصدد نص تاريخي أو نص ديني أو أدبي. وقد ساهم هذا الخلط بين شخص المفسر والتقاليد والموروث من جهة وبين النص من جهة أخرى، حتى أصبح الشرح أو التفسير للنص لا يقل قدسية من النص ذاته، بالرغم من أن تفسيره مشتق من ثقافة ومعرفة وإمكانيات محدودة بل وضعيفة وقدرات علمية لا تذكر، فضلاً عن أنها لا تتماشى مع مفاهيم هذا العصر ومعارفه.
لقد ظلت هذه المفاهيم والتقاليد تتأصل في منظومة الفكر العربي عبر عصور التأخر والتخلف وحتى الاستعمار التي عاشتها الأمة المحمدية. فليست المشكلة في النص وإنما الإشكالية تأتي في الاستناد إلى تفاسير ومفاهيم قديمة لتحكم وتعالج مواضيع ومفاهيم عصرية حديثة، لذا فإن مجتمعاتنا تعيش حالة انقسام خطيرة لتعاملها مع الحاضر بآليات الماضي. لذا فإنه لزاماً علينا معالجة هذه الإشكالية واعتماد علوم حديثة ومدارس فكرية تعاملت مع مشكلة الفهم مثل الهرمنيوطيقيا التي أصبحت بفضل المفكر والفيلسوف الألماني شليزماخر علماً أو فناً لعملية الفهم وشروطه، وقد وصل بها إلى أن تكون علماً بذاتها يؤسس عملية الفهم، وبالتالي عملية التفسير. وقد أثبتت الدراسات أن التراث منظومة فكرية واحدة تتجلى في أنماط وجزئيات متنوعة من قواعد وبلاغة وعلم الكلام ونحو وعلوم اللغة وغيرها من علوم اجتماعية وإنسانية. وننتظر أن تهتم جامعاتنا بمثل هذه الإشكاليات وإنشاء الكليات المختصة في هذا الفن لكي تقوم بعمل الدراسات والبحوث والتوعية والتنوير من أجل الوصول لحل لهذه المعضلة.
* مستشار قانوني
إن الخلط بين النص والتفسير والموروث والتقاليد يجعلنا أمام مفاهيم غير قابلة للتفكير فيها أو التأمل أو النظر والاجتهاد. وقد ساعدت سمات الموروث العربي على تعميق هذه المشكلة وتأصيلها حتى أوشكت مناهجنا أن تكون غير قابلة للتطوير والتحديث والخروج من هذه القوقعة سواءً كنّا بصدد نص تاريخي أو نص ديني أو أدبي. وقد ساهم هذا الخلط بين شخص المفسر والتقاليد والموروث من جهة وبين النص من جهة أخرى، حتى أصبح الشرح أو التفسير للنص لا يقل قدسية من النص ذاته، بالرغم من أن تفسيره مشتق من ثقافة ومعرفة وإمكانيات محدودة بل وضعيفة وقدرات علمية لا تذكر، فضلاً عن أنها لا تتماشى مع مفاهيم هذا العصر ومعارفه.
لقد ظلت هذه المفاهيم والتقاليد تتأصل في منظومة الفكر العربي عبر عصور التأخر والتخلف وحتى الاستعمار التي عاشتها الأمة المحمدية. فليست المشكلة في النص وإنما الإشكالية تأتي في الاستناد إلى تفاسير ومفاهيم قديمة لتحكم وتعالج مواضيع ومفاهيم عصرية حديثة، لذا فإن مجتمعاتنا تعيش حالة انقسام خطيرة لتعاملها مع الحاضر بآليات الماضي. لذا فإنه لزاماً علينا معالجة هذه الإشكالية واعتماد علوم حديثة ومدارس فكرية تعاملت مع مشكلة الفهم مثل الهرمنيوطيقيا التي أصبحت بفضل المفكر والفيلسوف الألماني شليزماخر علماً أو فناً لعملية الفهم وشروطه، وقد وصل بها إلى أن تكون علماً بذاتها يؤسس عملية الفهم، وبالتالي عملية التفسير. وقد أثبتت الدراسات أن التراث منظومة فكرية واحدة تتجلى في أنماط وجزئيات متنوعة من قواعد وبلاغة وعلم الكلام ونحو وعلوم اللغة وغيرها من علوم اجتماعية وإنسانية. وننتظر أن تهتم جامعاتنا بمثل هذه الإشكاليات وإنشاء الكليات المختصة في هذا الفن لكي تقوم بعمل الدراسات والبحوث والتوعية والتنوير من أجل الوصول لحل لهذه المعضلة.
* مستشار قانوني