-A +A
أحمد عوض
لماذا ينتفض الإيرانيون على وكيل الإمام الغائب ؟

لماذا يدعون بالموت على خامنئي ورِفاقه ؟


ببساطة لأنهم جَوعَى ووكيل الإمام الغائب أدار ظهره لهم..

عندما يتفشى الفساد والفقر وتزداد البطالة ويرى الإيرانيون أموالهم تُوَزع في الخارج دعماً لميليشيات الحشد في العراق وحزب الله في لبنان والحوثي في اليمن وغيرها الكثير من الحركات المُتطرفة من القاعدة وأخواتها، فبلا شك سيثور هذا الشعب المكلوم والمحكوم بفكرة غيبية لا شبيه لها في الوجود..

الشيء المُربك للنظام الإيراني أن المظاهرات وفي أغلبيّتها تندلع في محافظات تُشكل تكتلاً جغرافياً مُترابطاً من كرمنشاه ولورستان وهمدان وأصفهان والأحواز، وتشذ جغرافياً تبريز الواقعة في أقصى الشمال، وهي معقل للعرقيّة الأذريّة التي ينتمي لها علي خامنئي وزاهدان على الحدود الباكستانيّه، وما إن تخف جذوة هذه المظاهرات إلا وتعود للاتقاد أكثر، الأمر شبيه بالمظاهرات التي استمرت أكثر من عام، وفي النهاية تم إسقاط نظام الشاه في 1979، وكانت بداية لعهد نظام الخُرافة..

سقوط هذا النظام ما زال يحتاج تحركاً حقيقياً في مشهد وطهران، وربما يطول قليلاً تحركهما، ولكن الشيء الجيّد هو أن قادة هذا النظام البائس يعلمون أنهم راحلون ومن لم يسقط الآن سيسقط لاحقاً وفجأة إذا لم يتخل النظام عن دعم الفوضى في المنطقة والالتفات للشعب الإيراني وحاجاته..

النظام لديه الكثير من أدوات القمع ويُجيد سياسة الترهيب ولكن كم ستدوم هذه القبضة الحديدية ؟

وكما حصل في أزمة قطر كانت المُقاطعة حلاً جيداً للالتفات للداخل القطري وسقوط الكثير من الرموز والأحزاب الظلامية المدعومة من الدوحة..

مقاطعة إيران اقتصادياً و«تدمير» و«تفكيك» أذرعها الميليشياوية بجميع أشكالها والتي زرعتها في دُول الجوار العربي ستكون حلاً منطقياً لإعادة هؤلاء المرضى إلى رُشدهم أو إزاحتهم إلى الأبد..

وإلى حين سقوط هذا النظام الظلامي سيكون شيئاً جيداً أن لا يتقدّم قادة طهران نحو المنطقة وهم واثقون بمن تركوا خلفهم..

ما يحدث الآن ثورة شعب، والثورة فوضى ولا أحد يُريد الفوضى، لكنّها نتاج مرحلة فيها تم تصدير الفوضى للآخرين وتم تدمير أوطان وتشريد شعوب، وكانت النتيجة اندلاع الفوضى في الداخل، وكما قالت العرب «يداك أوكتا وفوك نفخ»..

* كاتب سعودي