-A +A
أسعد عبدالكريم الفريح
السيف أصدق إنباء من الكتب، في حده الحد بين الجد واللعب.. مطلع لقصيدة قالها الشاعر أبو تمام، بمناسبة فتح عمورية على يد الخليفة العباسي المعتصم، أما مناسبتي أنا وكل مواطن في هذا الوطن، بل وفي كل بلد حر هو خبر النصر الذي تم في الحديدة، بدءاً بالمطار والبقية في الطريق، بأمر الله، قلتها وأكررها لا مجلس أمن ينفع ولا أمم متحدة تفيد، الأمم المتحدة «أخرطي»، ومجلس الأمن العتيد «أخرط» منها بمراحل المرات، التي قد يفلحون فيها هي نصرة الظالم على البائس المظلوم المحروم والعابر وابن السبيل، أما الظالم أبو فيتو جنان وهم ولله الحمد قلة ولكن أتوا للبشر وخاصة العرب والمسلمين بألف علة وعلة تماهياً مع قصة ألف ليلة وليلة، مع أنه بلغني أن حفنة من ذوي الفكر البليد والرأي «المفنش» غير المفيد، تقوم بواسطات على قدم ويد وساقين، لأن ساق واحدة ما تصفق وفوقها رجاء واسترحام، أن يخلوا العلل بس ألف علة ويخلوا لنا واحدة، رد مجلس الأمن بالذات، وقال «امأصي» وترجمتها بالعربي امعصي وترجمتها للأمة العربية يعني ما هو موافق، بل وقال مندوب البلد الفلاني، أنه ما يتنازل ولا فتفوتة، ليه هيه فوضى لا يحلم العالم العربي، بأن يبعزق مجلس الأمن عليهم، بل عليهم أن يبعزقوا هم على مجلس الأمن المسكين، ويدفعوا ميزانيته ولّا قسم يخليها مليون ليلة مظلمة، ستكون أسود من شعر رأس أسود رأس مصبوغة طبعاً، وعلى هذا الأساس ما فاز باللذات إلا كل مغامر، وكيف وأنت لا تغامر ولا تقامر؟ بل تدافع عن وطنك وأوطان الأمة العربية التي معظمها قد يتمنى لك عدم النصر حقداً وحسداً، وبعضها يقول إن انهزموا ضعفوا وقوينا وإن فازوا فيكونون قد انهكوا، ونحن لم نبد لهم العداء ومرتاحين وحاطين رجلين على رجلين، بحكم أن بعضهم كان في اجتماع يتداولون كيف يتعاملون مع هذا البلد العظيم السعودية، الذي قهرهم في الصميم «حسد وسوء كيلة» ألم يعِ كل هؤلاء أن السيل الإيراني المباشر وبالوكالة كان سيجرفهم لكنهم عديمو حكمة وبصيرة، وسوء تقدير، هذا من ناحية ومن الناحية الأخرى ما بدأنا نسمعه من العويل والخوف المصطنع على أرواح المدنيين وكأن عصابات الحوثي راعت حرمة الله في شعب اليمن الشقيق، أو غيره، نعم الأرواح كلها غالية، خصوصاً المسالمة التي لا ذنب لها، والتحالف وقوات الشرعية لو أرادت لحررت اليمن كله في أيام، ولكن كل هذا التأخير كان حفاظاً على الأرواح.

إن التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية أحرص على أرواح الإخوة اليمنيين من أرق قلب أي خواجة، هذا إذا سلمنا أن لهم قلوباً ترق، إن مواقف الدول الغربية لا تعرف إلا لغة «ورّي المجنون قرصة يعقل»، إذا فهموا أن مصالحهم في خطر نسوا إيران والحوثة وقطر، أما مندوب الأمم المتفرقة، فأقول له كمواطن بسيط ياغريفت أنا قرفت، وسؤالي له على الهامش لو أن مجموعة عرقية أو دينية أو حزبية استولت على لندن وضواحيها بالسلاح، هل يستمر تفاوضها سنين عدة، ويا بلادي واصلي والله معاك، وانسوا مجلس الأمن، فهؤلاء أسد علي وللآخرين نعامة، وادخلوا صنعاء آمنين إن شاء الله.