-A +A
أحمد الشمراني
• صديقي المتشائم لم يزل على عادته بل سيرته الأولى ينظر لكل شيء من الزاوية المظلمة ويتحدث عن كل شيء بسلبية مثبطة للعزائم ومحبطة، معه أشعرني أن للإحباط لونا وشكلا، ومن خلاله أدركت ماذا تعني مقولة (علاج الإحباط مزيد من الإحباط)، ولكن مثل هذا كيف تقنعه أنه محبط ومصاب بعلة نفسية اسمها الإحباط.

• تسأله عن اليوم ويحدثك عن الغد ومصايب الغد التي لم تأت إلا في خياله وتأخذه إلى الرياضة، ويحدثك عن منتخب فاشل ونادٍ لن يحقق أي شيء، وتحكيم حدد البطل من الآن، ولا أدري من يقصد وعن أي بطولة أو تحكيم يتحدث!


• هو بالمناسبة شخصية حقيقية وليس بطلا وهميا لرواية (عابر طريق)، أعرفه حق المعرفة، لكنه لم يعرف حتى الآن أنه بائع الإحباط أو مروج له في كل مجلس يكون حاضرا فيه.

• سألته قبل يومين عن النصر الذي يعشقه والأهلي الذي يحترمه، فقال البطولات هذا الموسم للهلال والاتحاد، دون أن يوضح لي على أي أساس بنى توقعاته، فقلت له هل نسيت يوم قلت لي إن الفيصلي بطل الكأس والشباب سيهبط، فقال توقعات تصيب مرة وتخيب ألف مرة.

• مشكلة صديقي المتشائم أنه ينسى ما يقول، لكنه متمسك بالنصف الفارغ من الكوب، ومشكلتي معه أنني أشعر بفراغ إن لم أكلمه أو التقيه، فهو جميل أن أخرجته من الحوارات الرياضية وأخذته إلى الشعر ورددت معه بعضاً من قصائد البدر، وإن أردت أذكره بالماضي أرسل أو أقول له:

‏لو جيت أعاتبك دخيلك لا تناظرني

أخاف أنسَى العتب وأغازل عيُونك.

• ثم يأتيني كما لو كان إنسانا آخر يذكر لي شعراً ومرة نثراً، هاكم بعضاً منه لتدركون أن الشعر أحياناً علاج ناجع للإحباط.

• وين أحـب الليلة وين أهيم؟

‏أرفعي طرقة الشيلة عن سـديم

وعن شموس وكوكب وهـاج.. وأجرحيني بنصل.. طرف سـادر وحجاج

‏شـقـقيني.. يالرياح العارضية

‏لين أغني.. والهوى ما هـو خطية.

• عندها أجد نفسي أمام واقع مختلف فيه كلمة وفيه آهات وفيه صديق يغني للغيم ويردد معي بكل حب.

• ليه باقي لك وسط صدري حنين

وليه كل ما أكرهك.. ما أكرهك.

• جميل التفاؤل يا صديقي والأجمل أن تبدو كذلك حتى وإن كان كل من حولك محبطين.

• ففي الرياضة كما في الحياة لي أحباب هذا منهم محبط جداً في الرياضة ومتفائل حينما يأتي حديثنا عن الشعر فهو (ديوان البدر المسموع) ومرجع بالنسبة لي لكل (شعر بدر بن عبدالمحسن).

• رافقني عدة مرات للملعب في مباريات معنية بالأهلي والنصر كسبها الأهلي فقبل أي مباراة يقول لن يفوز النصر وأنا موجود، وبعد المباراة يقول هل أنا محبط في نظرك أم واقعي؟

• مثل هذا السؤال يطرح كثيرا، ولكن به أصابني صديقي في مقتل لدرجة أنني لم أجرؤ أن أقول له ربما السبب فيك خوفاً من ردة فعله يومها.