في علم الاتصال الثقافي، مفهوم (التعايش مع الثقافات العالمية) لا يعني إلغاء الهوية الوطنية.. ولا يعني تعطيل الثقافة المحلية.. ولا يعني - بالتالي - الذوبان في الثقافات الأخرى على حساب الثقافة الفردية.
التعايش مع الثقافات العالمية يعني إعادة صياغة الفكر الإنساني للوصول لمرحلة التكامل.. وتحقيق السلام العالمي؛ وهو رسالة الأديان التي لم تمسها يد التحريف البشري.
هذا المفهوم؛ التعايش مع الثقافات العالمية، ليس من مطالب الترف.. أو المسائل الجانبية التي تناقش في أوقات الفراغ.. إنما هو أولوية ضرورية لتقارب المفاهيم وتقريب المسافات الحضارية بين بني البشر.
خطاب خالق البشر سبحانه وتعالى: (..وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا..) الحجرات 13، هو خطاب لكل الناس بكل أطيافهم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ..).
خلال تاريخ الأديان، اجتزأ رجال تسييس الدين النصوص التي تحض على كره الآخر ومحاربته وإباحة دمه باسم (الشعب المختار)؛ أو تحت أي شعار تلفيقي آخر.. لتتضخم الفكرة لدى بعض الشعوب وتصل حد الجلافة والجفاء مع بقية الثقافات.. فلا تعترف إلا بنفسها، ولا تتعايش إلا مع نفسها، ولا تعرف إلا نفسها. وللمفارقة، انقسمت تلك الثقافات إلى شقين: الأول تمرّد وذاب في ثقافات عالمية وفقد هويته التاريخية، والثاني رفض كل ثقافات الآخر وتمثلها عدوا تجب المجاهدة في حربه، فأصبح تعويذة إرهابية يرفضها العالم وتحتقرها سيرورة الحضارة الإنسانية. وفي الحالتين النتيجة سلبية ولا تحقق مبدأ (لِتَعَارَفُوا).
الاعتراف بالثقافات الأخرى يعني الاعتراف بشخصية الآخر بكل خصائصها ومكوناتها.. وهذا بالضرورة يقود إلى إظهار الذات وتطويرها وتحسينها. أما محاولة التهميش والإلغاء وعدم الاعتراف، فلا تؤدي إلا إلى مفاقمة حجم وجود الآخر وتضخيمه وتغلغله في تنغيص مبدأ (السلام العالمي) بين الشعوب التي خلقها إله واحد.
المملكة العربية السعودية تعيش هذه الأيام أعظم تجمع ثقافي على مستوى العالم، وتقدم مثالا لكل شعوب الأرض على مدار تاريخها في كيفية التعايش الثقافي وفهم الآخر.. من أجل التكامل الإنساني.. والسلام العالمي. ورؤية المملكة 2030 الهادفة للوصول للرقم (30) مليون معتمر وحاج هي مسار منطقي للتكامل والسلام بين الشعوب.
* كاتب سعودي
التعايش مع الثقافات العالمية يعني إعادة صياغة الفكر الإنساني للوصول لمرحلة التكامل.. وتحقيق السلام العالمي؛ وهو رسالة الأديان التي لم تمسها يد التحريف البشري.
هذا المفهوم؛ التعايش مع الثقافات العالمية، ليس من مطالب الترف.. أو المسائل الجانبية التي تناقش في أوقات الفراغ.. إنما هو أولوية ضرورية لتقارب المفاهيم وتقريب المسافات الحضارية بين بني البشر.
خطاب خالق البشر سبحانه وتعالى: (..وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا..) الحجرات 13، هو خطاب لكل الناس بكل أطيافهم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ..).
خلال تاريخ الأديان، اجتزأ رجال تسييس الدين النصوص التي تحض على كره الآخر ومحاربته وإباحة دمه باسم (الشعب المختار)؛ أو تحت أي شعار تلفيقي آخر.. لتتضخم الفكرة لدى بعض الشعوب وتصل حد الجلافة والجفاء مع بقية الثقافات.. فلا تعترف إلا بنفسها، ولا تتعايش إلا مع نفسها، ولا تعرف إلا نفسها. وللمفارقة، انقسمت تلك الثقافات إلى شقين: الأول تمرّد وذاب في ثقافات عالمية وفقد هويته التاريخية، والثاني رفض كل ثقافات الآخر وتمثلها عدوا تجب المجاهدة في حربه، فأصبح تعويذة إرهابية يرفضها العالم وتحتقرها سيرورة الحضارة الإنسانية. وفي الحالتين النتيجة سلبية ولا تحقق مبدأ (لِتَعَارَفُوا).
الاعتراف بالثقافات الأخرى يعني الاعتراف بشخصية الآخر بكل خصائصها ومكوناتها.. وهذا بالضرورة يقود إلى إظهار الذات وتطويرها وتحسينها. أما محاولة التهميش والإلغاء وعدم الاعتراف، فلا تؤدي إلا إلى مفاقمة حجم وجود الآخر وتضخيمه وتغلغله في تنغيص مبدأ (السلام العالمي) بين الشعوب التي خلقها إله واحد.
المملكة العربية السعودية تعيش هذه الأيام أعظم تجمع ثقافي على مستوى العالم، وتقدم مثالا لكل شعوب الأرض على مدار تاريخها في كيفية التعايش الثقافي وفهم الآخر.. من أجل التكامل الإنساني.. والسلام العالمي. ورؤية المملكة 2030 الهادفة للوصول للرقم (30) مليون معتمر وحاج هي مسار منطقي للتكامل والسلام بين الشعوب.
* كاتب سعودي