-A +A
أحمد الشمراني
• لم أعتد يوماً من الأيام أن أرى صورة غير سوية بين رجل الأمن والمواطن والمقيم، ففي هذا الوطن القارة تحكم العلاقة بين الجميع، أمن وغير أمن، علاقة الحب والاحترام، وإن حدث لا سمح الله خدش لهذه العلاقة بين الطرفين تظل حالة فردية لا يقاس عليها.

• أمننا وأماننا هو مفخرة لنا نتباهى به أمام العالم، ففي وطننا بإمكانك أن تقطع المسافات ليلا أو نهارا دون أن تواجه أي مكروه، وهذه نعمة نشكر الله عليها الذي سخر لهذا البلد من يسهر على راحة الناس ويرعى مصالحهم ويحمي ممتلكاتهم.


• بإمكان أي شخص أن يأتي من شرق الوطن إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه دون أن يعترضه قاطع طريق أو ما شابه ذلك من جرائم منظمة نسمع بها في دول كثيرة.

• ورجل الأمن في كل القطاعات أو التخصصات يحرص كل الحرص أن يؤدي عمله على أكمل وجه، لأن العمل عنده واجب وطني، ولست هنا بصدد الحديث عن القطاعات الأمنية في وطننا ودورها في إبراز الوجه الآخر للتعامل مع الكل سعودي وغير سعودي كما تقتضي الحالة بقدر ما أقدم واقعا من خلال حالة حدثت اعتدنا عليها ولم يعتد المبهورون بها ومنها في الإعلام الأجنبي عليها.

• وما نراه من أعمال مشرفة مع قاصدي الحرمين في الحج وغير الحج يبهج الصدر ويقدم رسالة حية عن وطن المقدسات دون أن يرتب لها.

• فما فعله رجل الأمن مع تلك المرأة المسنة وتقديم خدمة لها من خلال إلباسها حذاء بشكل أو طريقة أو أسلوب تتجلى فيها صورة من صور الإنسانية لم يكن يبحث من خلالها ذاك العسكري عن أي شيء إلا خدمة (ضيوف الرحمن)، وهي بالنسبة لنا (صورة وطن من خلال مواطن)، فرجل الأمن في الأول والأخير مواطن.

• مناظر كثيرة ينبهر بها الغرب وأهله من القدرة الهائلة التي يملكها السعوديون في إدارة الحشود وصور ناطقة بالروعة والدهشة تلتقطها وسائل الإعلام لرجال الأمن وهم يتعاملون مع ضيوف الرحمن وكأنهم أبناء لكبار السن وإخوة لصغار السن دون أي تبرم أو امتعاض.

• أما ما فعله الرقيب مشعل خلف من تعامل ورقي وبرودة أعصاب أمام استفزاز ذاك الأخ الذي هدد وأرعد وأزبد مع تصوير من مرافقيه، فكان بمثابة إدانة لذاك المتجاوز قبل أن تكون أمنية أو قضائية شعبية، فكل من شاهدوا ذاك المقطع كرموا رجل الأمن مشعل خلف بنوط وطني فيه عز وفخر وتقدير.

• هذا جانب، أما الجانب الآخر فأتمنى أن يعرف الكل أن السعوديين بقيادة ملكنا وولي العهد لن يرضوا على رجل الأمن مشعل أو خلافه أي زلة أو تجاوز ولن يرضوا من رجل الأمن أياً كان أي تجاوز بحق مواطن أو مقيم أو زائر.

• أخيراً:‏ الإنسان الذي يغضب لأتفه الأسباب هو إنسان ركيك الشخصية كالشجرة الضعيفة التي تؤثر عليها أبسط ريح، الهدوء سمة للنجاح والهدوء تعبير عن القوة.