أحب في مقالات أخي الفريق أسعد عبد الكريم أنه يناقش قضايا جادة بأسلوب مرح وخفيف. فمثلاً مقالته عن النفاق في «عكاظ» 7/12/1439هـ استخدم فيها اللهجة العامية لإيصال جوهر فكرته إلى القارئ.. وقد استهلها بالقول: «يا سلام سلم يا ناس يا هو هناك بشر شطار «همبكة» وأساتذة في الطبال سواء على الطبلة أو على الدف، المهم كل واحد فيهم شغال يزف، طبعا ليس كل إنسان يجيد مسك الطبلة والضرب عليها، فهذا فن لا يُحَسنه إلا المطبلون الأفذاذ، بهات يا مدح عَمّال على بَطّال، فقط كلمة من رئيس القطاع أو الشركة أو رئيس المؤسسة والمفاهيم تتشقلب، الكويس يصبح غثا، والسمج يمسي جميلا وعذبا، لا، وبعدين وبكل بساطة «وسلاسة» وتلقائية يتسابقون، ومن هو الأشطر فيهم الذي ينطق لا فُض فوه، ولا عاش من يشنوه، فينبري «زي المرسمة» في البراية، ويقول والله فكرة عظيمة طال عمرك عبقري، طبعا ما شاء الله عليك طالع لنفسك».
وكنت قبل ثلاثة أسابيع قد أعجبت بمقاله في «عكاظ» السبت 15/11/1439هـ عن البطالة وتركيزه على ضرورة تعليم شبابنا «الحرفة» وقال: «انثروا المعاهد المهنية في كل مكان وأعطوا خريجيها حوافز جيدة، ولا يتوظف في تلك المهن إلا من تخرج منها، ولا يعطى حافز مالي من الدولة إلا لمن تخرج من هذه المعاهد، بل اجعلوا منها إضافة وأفضلية لمن يريد أن يتوظف، ولا يمنع ذلك من أنظمة معقولة متوازنة للرعيل الحالي، إن لي أذرعة الواقع لن تمطر ذهبا».
وقد أحسن أخي الفريق أسعد في مقترحه هذا فإننا في المجتمع السعودي مشغوفون بالجامعات والشهادات الجامعية، وليس كل الناس يصلحون للدراسة الجامعية، كما أن الدراسة قد تطورت وتبلورت، فقد كنا نرى أنه يكفي القراءة والكتابة وقليل من الحساب وكنا نقول عنه «مالك إلا ولد يقرأ ويكتب» لأن معظم الناس كانوا أميين. ثم كان حامل الشهادة الابتدائية كأنه علم على رأسه نار، ثم أصبح يقال لمن درس الإعدادية أن عنده شهادة الكفاءة، وهذا الاصطلاح يدل على «كفاءة» حاملها، وكما قال الشيخ عاتق البلادي رحمه الله: إن المتخرج من الكفاءة كان يستطيع أن يحكم في المواريث والزواج والطلاق ونحوها.
وهذا في عمر الخامسة عشر، على حين يتخرج الجامعي حالياً في الثانية والعشرين من العمر على الأقل وهو ضعيف التحصيل ويحتاج إلى خبرة سنتين أو ثلاث كي يحصل على وظيفة.
وأذكر أن السيد محسن باروم (رحمه الله) وهو من أعمدة التعليم العالي كان من رأيه عدم قبول كل الطلاب في الجامعة لأنه ليس كل الطلاب عندهم استعداد للدراسة الأكاديمية فتضيع زهرة شبابهم في الجامعة دون نتيجة. ويقول إن تكديس الجامعات بالطلاب عبء على الدولة وعلى الآباء.
ألا ليتنا نأخذ باقتراح الفريق أسعد عبدالكريم، وقد تطابق مع رأي محسن باروم (رحمه الله) فهو الحل الأمثل لمشكلة البطالة بين شبابنا.
السطر الأخير:
قال الشاعر الطغرائي في قصيدة «لامية العجم»:
أعلل النفس بالآمال أرقبها
ما أضيق العيش لولا فُسْحةُ الأملِ
* كاتب سعودي
وكنت قبل ثلاثة أسابيع قد أعجبت بمقاله في «عكاظ» السبت 15/11/1439هـ عن البطالة وتركيزه على ضرورة تعليم شبابنا «الحرفة» وقال: «انثروا المعاهد المهنية في كل مكان وأعطوا خريجيها حوافز جيدة، ولا يتوظف في تلك المهن إلا من تخرج منها، ولا يعطى حافز مالي من الدولة إلا لمن تخرج من هذه المعاهد، بل اجعلوا منها إضافة وأفضلية لمن يريد أن يتوظف، ولا يمنع ذلك من أنظمة معقولة متوازنة للرعيل الحالي، إن لي أذرعة الواقع لن تمطر ذهبا».
وقد أحسن أخي الفريق أسعد في مقترحه هذا فإننا في المجتمع السعودي مشغوفون بالجامعات والشهادات الجامعية، وليس كل الناس يصلحون للدراسة الجامعية، كما أن الدراسة قد تطورت وتبلورت، فقد كنا نرى أنه يكفي القراءة والكتابة وقليل من الحساب وكنا نقول عنه «مالك إلا ولد يقرأ ويكتب» لأن معظم الناس كانوا أميين. ثم كان حامل الشهادة الابتدائية كأنه علم على رأسه نار، ثم أصبح يقال لمن درس الإعدادية أن عنده شهادة الكفاءة، وهذا الاصطلاح يدل على «كفاءة» حاملها، وكما قال الشيخ عاتق البلادي رحمه الله: إن المتخرج من الكفاءة كان يستطيع أن يحكم في المواريث والزواج والطلاق ونحوها.
وهذا في عمر الخامسة عشر، على حين يتخرج الجامعي حالياً في الثانية والعشرين من العمر على الأقل وهو ضعيف التحصيل ويحتاج إلى خبرة سنتين أو ثلاث كي يحصل على وظيفة.
وأذكر أن السيد محسن باروم (رحمه الله) وهو من أعمدة التعليم العالي كان من رأيه عدم قبول كل الطلاب في الجامعة لأنه ليس كل الطلاب عندهم استعداد للدراسة الأكاديمية فتضيع زهرة شبابهم في الجامعة دون نتيجة. ويقول إن تكديس الجامعات بالطلاب عبء على الدولة وعلى الآباء.
ألا ليتنا نأخذ باقتراح الفريق أسعد عبدالكريم، وقد تطابق مع رأي محسن باروم (رحمه الله) فهو الحل الأمثل لمشكلة البطالة بين شبابنا.
السطر الأخير:
قال الشاعر الطغرائي في قصيدة «لامية العجم»:
أعلل النفس بالآمال أرقبها
ما أضيق العيش لولا فُسْحةُ الأملِ
* كاتب سعودي