هنا، في مدينة أمريكية أمر كل يوم تقريبا من مبنى صحيفتها الأشهر، شيء ما عنّ لي لأزور هذا المبنى وأعرف بعض ما يجري فيه، تلبستني تلك الحالة التي عندما أمر بشارع دلة في جدة أجد نفسي غصباً عني اتجه صوب مبنى عكاظ، أو لو كنت في شارع الصحافة لا بد أن أتوقف عند مبنى واحدة من صحفنا عندما كانت تزين مبانيها ذلك الشارع.
دخلت مبنى الصحيفة الأمريكية وعرفتهم بنفسي وشاهدت بعض ما يحدث فيه، وطبعا كان موضوع النقاش الأبرز هو هل ما زلتم تطبعون صحيفة ورقية، أم انتهى عهدها لديكم، ولكي اختصر عليكم الجواب فإنهم رغم كل تحديات التقنية ما زالوا يؤمنون أن رائحة الورق هي روح الصحيفة وسوف يناضلون لاستمرار وصول هذه الرائحة الزكية إلى عشاقها ومدمنيها، وأن النسخة الورقية ما زالت تمثل تأريخ وهوية الصحيفة وسوف تستمر كذلك مهما حدث.
هنا، سأقول لكم إنه يوجعني مجرد أن أتخيل أنه في صباح ما لا يمكنني أن أقلب بأصابعي صفحات «عكاظ» أو أي صحيفة من رصيفاتها. تأريخ وطني جميل سوف ينتهي لو حدث ذلك، وذلك ما لا يجب أن يحدث. صحفنا نهضت بدور وطني واجتماعي ضخم وساهمت في تغيير الكثير من تفاصيل حياتنا إلى الأفضل. شخصيا يكاد الدمع يفز من عيني عندما تصدر عكاظ مثلا في ١٦ صفحة بعد أن كانت في وقت ما تصل إلى ٤٨ وأكثر. ويغشاني ألم كبير عندما أعرف صمود ووفاء الجهاز التحريري في أي صحيفة باستمرارهم في العمل رغم كل المتاعب. لكني أشعر بخجل عندما أعرف جيدا ويعرف غيري أن الصحف الوطنية أو ما تسمى بالقومية في الدول العربية غير مسموح لها المرور بالمآزق ناهيكم عن الوصول إلى التهديد بالإغلاق.
قبل فترة دعمت الحكومة المصرية الصحف التي تمثل هوية وتأريخ مصر الإعلامي دعما كبيرا، ضمنت به استمرارها واستمرار الأمان الوظيفي للعاملين فيها، لسبب مهم هو أنها تمثل صوت مصر الإعلامي الوطني مهما طغت وسائل الإعلام الجديد وحاولت تغيير المعادلة. إنه نوع من الوفاء لمنابر إعلامية وطنية نهضت بدور وطني في مراحل صعبة وحرجة. هنا، الكل يعرف، من وزارة الإعلام إلى أصحاب القرار ما تمر به صحفنا التي لم يكن يوجد غيرها صوتاً للوطن، ويعرفون أنها تعيش أسوأ مراحلها مادياً، ونعرف جميعا أنها تنتظر تدخلا يحفظ كرامتها وكرامة العاملين فيها، أو على الأقل وفي أسوأ الأحوال مساواتها بأندية رياضية تم ضخ مئات الملايين فيها لانتشالها. الإعلام هو ضمير الوطن أيها السادة، فهل تستكثرون انتشال ضمير الوطن وأنتم قادرون.
دخلت مبنى الصحيفة الأمريكية وعرفتهم بنفسي وشاهدت بعض ما يحدث فيه، وطبعا كان موضوع النقاش الأبرز هو هل ما زلتم تطبعون صحيفة ورقية، أم انتهى عهدها لديكم، ولكي اختصر عليكم الجواب فإنهم رغم كل تحديات التقنية ما زالوا يؤمنون أن رائحة الورق هي روح الصحيفة وسوف يناضلون لاستمرار وصول هذه الرائحة الزكية إلى عشاقها ومدمنيها، وأن النسخة الورقية ما زالت تمثل تأريخ وهوية الصحيفة وسوف تستمر كذلك مهما حدث.
هنا، سأقول لكم إنه يوجعني مجرد أن أتخيل أنه في صباح ما لا يمكنني أن أقلب بأصابعي صفحات «عكاظ» أو أي صحيفة من رصيفاتها. تأريخ وطني جميل سوف ينتهي لو حدث ذلك، وذلك ما لا يجب أن يحدث. صحفنا نهضت بدور وطني واجتماعي ضخم وساهمت في تغيير الكثير من تفاصيل حياتنا إلى الأفضل. شخصيا يكاد الدمع يفز من عيني عندما تصدر عكاظ مثلا في ١٦ صفحة بعد أن كانت في وقت ما تصل إلى ٤٨ وأكثر. ويغشاني ألم كبير عندما أعرف صمود ووفاء الجهاز التحريري في أي صحيفة باستمرارهم في العمل رغم كل المتاعب. لكني أشعر بخجل عندما أعرف جيدا ويعرف غيري أن الصحف الوطنية أو ما تسمى بالقومية في الدول العربية غير مسموح لها المرور بالمآزق ناهيكم عن الوصول إلى التهديد بالإغلاق.
قبل فترة دعمت الحكومة المصرية الصحف التي تمثل هوية وتأريخ مصر الإعلامي دعما كبيرا، ضمنت به استمرارها واستمرار الأمان الوظيفي للعاملين فيها، لسبب مهم هو أنها تمثل صوت مصر الإعلامي الوطني مهما طغت وسائل الإعلام الجديد وحاولت تغيير المعادلة. إنه نوع من الوفاء لمنابر إعلامية وطنية نهضت بدور وطني في مراحل صعبة وحرجة. هنا، الكل يعرف، من وزارة الإعلام إلى أصحاب القرار ما تمر به صحفنا التي لم يكن يوجد غيرها صوتاً للوطن، ويعرفون أنها تعيش أسوأ مراحلها مادياً، ونعرف جميعا أنها تنتظر تدخلا يحفظ كرامتها وكرامة العاملين فيها، أو على الأقل وفي أسوأ الأحوال مساواتها بأندية رياضية تم ضخ مئات الملايين فيها لانتشالها. الإعلام هو ضمير الوطن أيها السادة، فهل تستكثرون انتشال ضمير الوطن وأنتم قادرون.